عندما نشاهد الرئيس علي عبد الله صالح وهو يرفع علم الوحدة بمفرده ندرك أن المشهد ناقص ولم يكن مكتمل وان إلى جانب الرئيس شخص آخر يرفع علم الوحدة هو السيد علي سالم البيض وهذا المشهد المتكرر والذي نشاهده في إعلام حكومتنا صباح مساء يعتبر من الأخطاء الفادحة التي تزيد من مساحة الإنقسام , فكيف يمكن لنا أن نتجاهل النصف الآخر المكمل للمشهد , فالعلم المرفوع لا يكون من الناحية المنطقية علم للوحدة إلا بعرض ذلك المشهد التاريخي كاملاُ على وضعيته الأصلية دون حذف لشخص أو أشخاص وإلا فالعلم المرفوع من الناحية المنطقية ليس علم للوحدة وإنما علم للتشطير وإذا كان المبرر في عدم إظهار صورة الرئيس علي سالم البيض هو إعلانه للانفصال فيما بعد فهذا ليس مبرر لأن الأحداث التاريخية تبقى كما حدثت بمكانها وزمانها , وكما تكلّمت عن نفسها في حينها هذا أولاً. وثانياً حتى لو أعلن البيض الإنفصال فيما بعد بغض النظر عن الأسباب لهذا الإعلان فلولا إرادته وإرادة شعبه وحكومته لما تحققت الوحدة ,فكيف يمكن لنا أن نتجاهل هذا الشيء حتى وإن بقيت الوحدة مفروضة بعد هذا الإعلام فقد تأسست الوحدة من قبل برضاء ومحض إرادة السيد علي سالم البيض ولن يستطيع أحد إرغامه بالوحدة سابقا , وبدلاً من استغلال هذا المشهد بشكل إيجابي ونجعل هذا المشهد شاهداً علي تأسيس الوحدة ورفع علمها من قبل علي سالم البيض ونقول: هل من المنطق أن يرفع علم الوحدة من قبل السيد علي سالم ثم يدعي بعد ذلك الإنفصال , وإنما أردنا توضيح السياسة الفاشلة التي تساهم في الإنقسام وتدعي حرصها على الوحدة والوطن وبدلاُ من توظيف الأحداث لصالح الوحدة نشاهد عكس ذلك وكأن حكومتنا تقول:علي سالم أعلن الإنفصال بالصوت ونحن نعلن الانفصال بالصورة , وإذا أراد السيد علي عبد الله صالح استمرار هذا المشهد فعليه أن يرفع العلم السابق للجمهورية العربية اليمنية فالوحدة لم تتحقق بإرادته فقط بإرادة الطرف الآخر معه أيضاً والذي كان دوره في تأسيس الوحدة أكثر من دوره في تأسيسها. وهذا الموضوع الذي نتكلم عنه هو خطأ ضمن أخطاء عديدة آلت بالأمور إلى وضعها الراهن وفي نفس الوقت يعتبر عرض المشهد بصورته المنقوصة يعتبر استخفاف بعقول الملايين من أبناء الشعب الشاهدة على تلك اللحظات التأريخية التي تتضمن المشهد والأحداث التأريخية لا تمسحها مسح العور ودبلجتها بحسب الأهواء , والشيء الآخر الذي أريد أن أقوله أن من يحاول طمس الوقائع تحت أي ذرائع يعتبر تزوير للتاريخ وتزوير التاريخ جريمة جسيمة قانونياً وتاريخياً وإنسانياً ونحن نحذر من تزوير التاريخ فنحن نشاهد اليوم بجانب ما يحدث من فساد وعبث بمستقبل اليمن وأبناء اليمن من قبل مجموعة أشخاص تسلطوا على البلاد والعباد نشاهدهم أيضاً يزورون التاريخ وفق هواهم ومصالحهم ويجيرون الأعمال الوطنية والتاريخية للأحرار والمناضلين لحسابهم وهذا الشيء يعانيه الكثير من المناضلين إلى جانب حرمانهم من حقوقهم من خيرات الثورة والجمهورية ونحن ندعو كل الأقلام الشريفة إلى صون التأريخ من التحريف والتزييف وإعطاء كل ذي حقاً حقه فالتاريخ أمانة وكل مزور للأمور والأحداث يستحق لعنة الله وخلقه ولعنة التاريخ والوطن وكل متطفل على جهد ونضال غيره أهدر دمه بنفسه مهما يكن نسبه ومنصبه فلا يجوز أن يصنع الأبطال التاريخ بدمائهم , ويأتي المزورون ويمسحون هذا الدم بمداد أقلامهم , وتأتي الأنذال وتنسب هذا الدم إلى دمائهم وأجسادهم . وفي الأخير أنادي كل الوطنيين الشرفاء إلى التلاحم في الحفاظ على اليمن أرضاً وإنساناً والحفاظ على هويته وتراثه وتأريخه وكلاً بقدر استطاعته , فاليمن أمانة في أعناق كل أبناءه الشرفاء والأوفياء.