لازالت القطاعات القبيلة هي المسيطرة على المشهد الاجتماعي في مأرب، حيث لا يكاد يمر يوم من دون ان يظهر هنا او هناك قطاع قبلي جديد سواء بين القبائل أو ضد الدولة. ولكن هذه المرة انعكس القطاع الحاصل حالياً بين قبيلتي عبيدة ونهم والتي يقع جزء كبير منها ضمن النطاق الجغرافي لمحافظة مأرب، على الوضع الاقتصادي في مأرب، بعد أن وقفت نقطة القطاع التي نصبتها قبائل عبيدة والأشراف على مدخل مدينة مأرب حائلاً أمام وصول القات النهمي الذي يعد الرافد الأول لأسواق القات في مأرب. فيما تقيم قبيلة نهم نقطة قطاع في الفرضه على طريق مأرب - صنعاء مما تسبب في منع وصول الخضار والفواكه التي تصدرها مزارع مأرب إلى العاصمة صنعاء. هذه القطاعات التي أثرت على حركة النقل في خط مأربصنعاء بسبب إجراءات التفتيش الدقيقة التي يجريها القائمين على النقاط لكل مسافر قادم إلى مأرب أو خارج منها . أوراق القات أصبحت هي الشغل الشاغل لجميع متعاطي القات " الموالعة " في مأرب حيث مثل وصولها وتواجدها بين أيديهم هم كبير، خصوصاً والقات الرديف السوطي لا يغطي احتياجات موالعة القات ولا يصل إلى جودة القات النهمي، الضرر لم يقتصر على متعاطي القات بل امتدت الى البائعين والذين تضرروا بشكل مباشر بعد ان مُنعوا من بيعه داخل السوق المركزي بمأرب بعد ان أقدم عدد من بائعي القات والذين هم من محافظات أخرى على تهريبه إلى مأرب . مأرب برس تواجدت اليوم في سوق القات حيث قال عبد الله المرادي احد مرتادي السوق والباحث عن أوراقة انه اضطر اليوم الى إرسال احد إخوانه الى منطقة السحيل التي تبعد 25كم شمال غرب مدينة مأرب على خط صنعاء من اجل إحضار له " تخزينه " بعد ان بحث في السوق المركزي ولم يجد سوى قات لم يناسبه على حد تعبيره . فيما قال بائع القات محمد الريمي وهو من ابناء محافظة ريمة ان أثار القطاع القبلي قد انعكست على وضعه الاقتصادي بعد ان توقف عن العمل الذي يكفل يُعيش به أفراد أسرته والتي قال ان عددهم 9 ذكور وإناث وإنهم يعتمدون على ما يكسبه من السوق كمصدر دخل لهم، موضحاً ان بعض بائعي القات " المقاوته " يبيعون القات في منازلهم بعد ان استطاعوا تهريبه الى مأرب والذي صبح بيعه مثل الممنوعات. وبسبب توقف المئات عن بيع القات فأن ذلك سيؤثر سلباً على دخل أسرهم التي يعولها مما يضفي معاناة جديدة تُضاف الى الوضع الاقتصادي الخانق في البلاد بأكملها. في الجانب الآخر استطاع مزارعو عبيدة والأشراف من إيصال بعض بضائعهم الى العاصمة صنعاء عبر الطريق الأخر مأرب - جحانه والذي يمر من بلاد قبائل خولان. وفي نفس السياق لا يزال عدد من مشائخ مأرب وعلى رأسهم الشيخ مفرح بحيبح والشيخ علي عبدربه القاضي يقومون بمساعي لإيجاد حل للخلاف القائم بين قبيلتي نهم وعبيدة لتفادي تطور الوضع. من جانبه قال العميد ناجي الزايدي محافظ محافظة مأرب ان السلطة المحلية وعدد من مشائخ مأرب يبذلون جهودهم من اجل رفع نقاط القطاع وإلزام اطراف النزاع للتحكيم في القضايا المُختلفين عليها. الجدير بالذكر ان اسباب المشكلة الواقعة حالياً هو قيام محمد شُبين وهو من قبيلة عبيدة " بالتربع " ( سلف قبلي يطلب فيها المُتربع النصرة من قبيلة أخرى ) من قبائل القرعان - التي هي فخذ من قبيلة الجدعان- نهم، بعد نشوب خلاف بينه وبين قبيلة آل معيلي عبيدة اسفرت عن مقتل 2من الجانبين.