كشف تقرير حديث أصدره «ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز»، ارتكاب ميليشيات الحوثي والموالين لهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، 761 حالة انتهاك في تعز خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، توزعت بين حالات قتل وإصابة لمدنيين بينهم نساء وأطفال. وأعلن الائتلاف في تقريره، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن «مقتل 165 شخًصا وإصابة 596 آخرين بينهم نساء وأطفال، بعضها إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، حيث بلغ عدد قتلى الرجال 137 قتيلا وجرح 491 آخرين، و21 قتيلا من الأطفال و21 جريحا، بينما قتلت 7 نساء وجرحت 35 أخريات»، مضيفا أن غالبية تلك الإصابات خطرة. وذكر التقرير أن 37 منزلاً تضررت بفعل الحرب منها 10 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة، في مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، ومناطق ثعبات وحسنات (شرقا)، بالإضافة إلى تضرر 4 منازل كلًيا في أحياء مختلفة من المدينة، و23 منزلاً تضررت جزئًيا جراء القصف العشوائي، في مديريات الصلو، مقبنة، حيفان، ومديريات المدينة، في الوقت الذي لا تزال خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، رغم الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف الشهر الماضي. وأشار التقرير إلى أن الأسر النازحة من مناطق المواجهات في تعز تلجأ إلى المدارس أو إلى أقارب لها، مضيفة أن البعض يلجأ إلى الخيام في مناطق شبه صحراوية، كما حدث لنازحي ومهجري الوازعية، حيث نزحت الشهر الماضي 53 أسرة في مديريتي حيفان والمقاطرة، ومنطقة حذران بالضباب. وتطرق التقرير لمشكلة النازحين في المحافظة واحتياجها إلى توفير «25 مركز إيواء، لتخفف من معاناة (16500 (فرد، و(29858 (أسرة نازحة ومستضيفة، كما أن مليوني نسمة يحتاجون لتأمين مياه الشرب والاستخدام بحسب معايير (أسفير العالمية)». وبينما يعيش أهالي قرية الشقب، جنوب مديرية صبر الموادم (جنوبا)، أوضاعا إنسانية جراء المواجهات العنيفة التي تشهدها المنطقة منذ أشهر، والحصار المفروض على مداخلها من الميليشيات الانقلابية، بمنعهم دخول المستلزمات الضرورية، قدم «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» قافلة مساعدات إغاثية سيرها «ائتلاف الإغاثة الإنسانية. وفي حين تعيش محافظة تعز أوضاعا إنسانية بالغة السوء منذ بدء الحرب عليها في 14 أبريل (نيسان) الماضي، وحصارها المستمر منذ أكثر من عام، لتمنع بذلك الميليشيات الانقلابية دخول أي مواد غذائية أو طبية أو دوائية وجميع المستلزمات، جدد «الائتلاف» دعوته للمنظمات الإغاثة المحلية والدولية إلى «سرعة إرسال المساعدات للقرية المحاصرة» وتخفيف معاناة السكان المتضررين خصوًصا بعد الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي. بدورها، حذرت منظمة «مداميك»، المحلية غير الحكومية، من وضع كإرثي في مديرية الصلو، إحدى قرى المحافظة جنوبالمدينة. وقالت: «ميداميك» في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الحصار المفروض على السكان نتيجة الصراع المسلح والحرب الدائرة بالصلو ينذر بوضع كارثي ينتظر السكان، وهناك صعوبة في نقل المواد الغذائية والتموينية نتيجة الألغام المزروعة، وتدهور حاد بالخدمات في مختلف المجالات، وصعوبة تحرك المواطنين لجلب احتياجاتهم». وأضافت أنه جراء «الصراعات المسلحة والمواجهات العنيفة في الصلو، قضى أشخاص أبرياء لا علاقة لهم بالصراع حتفهم، ونزح عدد كبير من الأسر بلغت نحو 500 أسرة، إضافة إلى ضحايا الألغام المزروعة التي راح ضحيتها 3 أفراد مع إصابة 2 آخرين، وآخرهم الطفل عمر عبد الله عبده عقلان الذي لقي حتفه وتناثرت أشلاؤه وهو يقوم بنقل المواد الغذائية بواسطة حماره من السوق إلى المنزل. وقال رئيس المنظمة عبد الله الصوفي، إن «هناك حالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين جراء الألغام المزروعة في الطرقات في مناطق المواجهات والمناطق المجاورة التي أودت بحياة بعض المواطنين، وكذلك نتيجة المقذوفات العشوائية التي طالت الكثير من المنازل». وأضاف: «هناك نزوح شبه كامل للسكان من منازلهم في قريتي الشرف والصيار إلى المدن والقرى المجاورة تاركين مزارعهم وحيواناتهم الزراعية مخلفين خسائر مادية كبيرة». وناشدت المنظمة جميع «المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية والمحلية وكل المهتمين بالتدخل لتخفيف الآثار الكارثية التي لحقت بالمديرية»، داعية «طرفي الصراع إلى تجنيب المدنيين والحفاظ على سلامتهم وعلى ممتلكاتهم».