عاشت العاصمة صنعاء أمس السبت يومًا كئيبًا ،زار الحزن فيه مئات الأسر وأصيب الجميع بالذهول من هول الجريمة وصدمة الكارثة. اختلف المتابعون حول الفاعل غير أنهم اتفقوا على بشاعة المجزرة وفداحة الواقعة التي خلفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى كانوا في صالة عزاء. يستمر طرح السؤال بإلحاح، من قصف مجلس العزاء؟ ،ولماذا لا تشكل لجنة تحقيق محايدة ، تخرج بنتائج منطقية تطلع الرأي العام عليها وتفضح مرتكب المجزرة المروعة ؟ دعوات للتحقيق فتح بيان للتحالف العربي -نفى فيه مسئوليته عن قصف الصالة الكبرى بصنعاء- فتح الباب واسعًا للمزيد من الافتراضات ومن يقف وراء استهداف المعزون أمس. التحالف قال " أنه سيتم إجراء تحقيق فوري من القيادة وبمشاركة خبراء من الولاياتالمتحدة الأميركية والذين تم الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة". وقال التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن "لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر".
وذكر البيان، أنه "سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من الولاياتالمتحدةالأمريكية والذين تم الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة"، لافتاً إلى أنه "سوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق . تحليلات وتكهنات وفيما طغت التحليلات الشخصية في مواقع التواصل الإجتماعي غير المستندة على وقائع منطقة، اختفت المعلومة الدقيقة وغابت معها الحقيقة. تحليلات الناشطون بحسب ما رصده مأرب برس اعتمدت فقط على توجهات أصحابها ومواقفهم الذاتية،ففين حين اتهم موالون للحوثي وصالح التحالف العربي باستهداف مجلس العزاء، تحدث مناهضون لهم عن فرضية ان يكون الإستهدف وقع بقصف صاروخي من صنعاء لتصفية حسابات داخلية بين المتحالفين. المؤيدون لهذا الطرح يرون أن ثمة اهدافًا كانت سببًا في استهداف المعزون ليس ابرزها خلق رأي عام غاضب على التحالف، وإفشال انتفاضة شعبية ضد الحوثيين كان مقرر لها ان تبدأ اليوم. يقول انصار هذا الطرح أن التحالف لم يستهدف مواقع مماثلة رغم تواجد قيادات كبيرة بينها المخلوع ،وتحدثوا عن حضور صالح عزاء الدكتور الارياني وظهوره في ميدان السبعين ،ولم يستهدفه طيران التحالف. ويضيفون "بأن قيادات حوثية ظهرت ايضًا في مواقع وميادين مفتوحة ولم يتم استهدافها، من قبل التحالف ،ومثالا على ذلك حضور رئيس ما يسمى اللجنة الثورية محمد علي الحوثي حفلات تخرج في الكليات العسكرية بصنعاء في اكثر من مناسبة. اتهام بالفبركة يستدل عدد كبير ممن يتهمون التحالف بقصف مجلس العزاء بمقطع فيديو يُظهر لحظة القصف مع سماع صوت للطيران. يقول من يخالفهم بأن ذلك لا يعد دليلا قاطعًا،ويرجعون ذلك الى إمكانية إدماج أي مقطع صوت على فيديو مصور من خلال عملية المونتاج. مع كل هذا اللغط إلا أن الصورة وحدها لم تكذب ،فمشاهد الموت التي خلفها القصف مرعبة وصور الضحايا مؤلمة لا تصلح حتى للنشر إذا ما التزمنا بالمهنية. ردود افعال أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الأحد، الهجوم الذي استهدف مجلس عزاء في صنعاء، وراح ضحيته مئات القتلى والجرحى.
ودعا في بيان له إلى "إلى إجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة، وشدد على ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".
وحسب البيان فأن "التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم ناجم عن قصف جوي من قبل قوات التحالف، مما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصا وإصابة المئات بجراح.
وطالب "كي مون" مرة أخرى كل الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المبادئ الأساسية بشأن التناسب والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، واتخاذ التدابير الاحترازية، من أجل حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية.
بدوره قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "نيد برايس" في وقت متأخر مساء السبت إن الولاياتالمتحدة ستراجع دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بعد غارة جوية أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 82 قتيلا في دار عزاء في العاصمة اليمنيةصنعاء.
وقال "برايس" في بيان له إن"التعاون الأمني الأمريكي مع السعودية ليس شيكا على بياض".
وتابع :"في ضوء هذا الحادث وحوادث أخرى وقعت في الآونة الأخيرة بادرنا بمراجعة فورية لدعمنا الذي قُلص بشكل كبير بالفعل للتحالف الذي تقوده السعودية".
ونفت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية استهداف الصالة بالغارات الجوية، وقالت في بيان لها، “سيتم إجراء تحقيق فوري بمشاركة خبراء من أمريكا وسيتم تزويدهم ببيانات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم”. من جانبها أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأحد مقتل عشرات المدنيين في العاصمة صنعاء نتيجة عدة هجمات طالت مجلس عزاء.
واستنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقوع الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين.
وقال روبير مارديني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط إن المدنيون في اليمن دفعوا بالفعل ثمنًا باهظًا على مدار العام ونصف العام المنصرم".
وأشار مارديني إلى أن اللجنة الدولية تقدم الدعم للمستشفيات وسلطات الرعاية الصحية لتتمكن من التعامل مع تدفق القتلى والجرحى، حيث وفرنا حتى الآن 300 كيس لحفظ جثث الموتى وأرسلنا كمية كبيرة من الإمدادات الطبية إلى ثلاثة مستشفيات في صنعاء."
ودعت اللجنة الدولية جميع الأطراف إلى ضمان اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وينبغي تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة ذات الأثر واسع النطاق في المناطق عالية الكثافة السكانية. ولد الشيخ لا يتهم احد في وقت سابق من فجر اليوم الأحد، أدان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، القصف الذي تعرض له مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، ولم يوجه المبعوث الأممي أصابع الاتهام إلى أي جهة، واكتفى بالمطالبة ب"ضرورة انتهاء الحرب في البلاد بأسرع وقت ممكن". للاشتراك في قناة مأرب برس على التلجرام. إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط