في عهد ميليشيا الحوثي، تحولت المدارس إلى ثكنات لتخزين الأسلحة، أو مواقع لتجنيد صغار السن، أو سجون سرية للناشطين والمعارضين للميليشيا، كما أضحت فرق الإسعاف والمنشآت الطبية هدفاً للأعمال القمعية التي ينفذها الجهاز الأمني الداخلي المعروف باسم الأمن الوقائي. وتضرر القطاع التعليمي بشكل كبير، إذ تم استهداف القطاع بضربات دمرت الكثير من المدارس، كما تم تحويل الكثير منها إلى ثكنات أو مخازن للأسلحة، وسجون للاعتقالات الواسعة التي تشنها الميليشيا، قبل أن تفرض أخيراً إتاوات ومبالغ مالية كبيرة على الطلاب، مما تسبب في إغلاق الكثير منها لعدم مقدرتهم على الدفع. ومع تحويل المدارس الكبيرة معسكرات لتجنيد الصغار وغسل أدمغتهم بأفكار ومعتقدات طائفية لتعويض النقص الكبير في المقاتلين بعد عزوف الكثير من القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهات، إذ أدى حرمان الأطفال من التعليم في المناطق غير المحررة إلى الدفع بهم في الصراع بدلاً من التعليم، وذهب البعض للبحث عن عمل لإعالة أسرهم بسبب وقف الرواتب وانتشار الفقر كنتيجة للحرب التي سببتها الميليشيا. تدمير ورصدت الحكومة تدمير (13) مدرسة بشكل كلي، و( 19) مدرسة ومنشأة تعليمية دُمرت جزئياً، وتم تحويل (27) مدرسة ومنشأة تعليمية إلى ثكنات عسكرية، أو تمت مداهمتها ونهبها والعبث بمحتوياتها، أو تحويلها إلى سجون خاصة. ممارسات الميليشيا امتدت إلى القطاع الطبي والإسعافي، ما أدى إلى توقف عمل بعض المستشفيات والمراكز الصحية وتدهور الوضع الإنساني، وأدت سيطرة الميليشيا على المؤسسات والمرافق الصحية إلى طرد وتسريح الكادر الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا والدفتيريا، وكذا أمراض مثل السرطان والسكري والفشل الكلوي وأمراض القلب، إذ تم تدمير (19) منشأة صحية، وتحويل (26) منشأة صحية إلى ثكنات عسكرية أو العبث بمحتوياتها ونهبها. تهجير واستناداً إلى تلك الممارسات، شهدت البلاد موجة تهجير قسري لآلاف الأسر، وسجلت وزارة حقوق الإنسان تهجير (864) أسرة من قبل الميليشيا، منها قرية الشعوب وزوبل وباب اللفج وبني العليلي وبني الخضري شمال وغرب مدينة حيس محافظة الحديدة تهجير قرى العقمة مديرية موزع وقرى الزعيف في بلاد الوافي ومناطق في الحيمة والشقب بتعز وتهجير أهالي قرية المحابيب مديرية الغيل في الجوف، إضافة إلى قيام مشرفي ميليشيا الحوثي بتصنيف المواطنين والمعارضين لوجودها، مما أدى إلى مغادرة أعداد كبيرة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم و مع ذويهم، لكون الميليشيا تعتبرهم مطلوبين، وكذا خوف الأهالي على أولادهم وأطفالهم من التجنيد الإجباري، مما دفع الأهالي إلى النزوح والتهجير القسري. قصف تسبب القصف المباشر والعشوائي في إرغام الأهالي على النزوح والتهجير القسري عند اجتياحها تلك المدن والقرى، إضافة إلى تفجير المنازل وزراعة الألغام في الطرقات والقصف العشوائي المتعمد على منازل اليمنيين بهدف تهجير أهالي تلك المناطق. * صحيفة البيان