أطلقت باحثة يمنية مهتمة بالموروث الشعبي أول موسوعة من نوعها في البلاد أسمتها "أطلس الحكاية الشعبية اليمنية". الإصدار الجديد يمثل توثيقا تاريخيا للحكاية الشعبية اليمنية من خلال تناوله عددا من جوانبها المختلفة بالدراسة والتحليل والتي تأتي في مقدمتها المؤثرات الداخلية والوافدة على الحكاية الشعبية و الهجرات والتنوع الطبيعي للبيئة اليمنية ومؤثرات أخرى . وقالت ل"المرأة العاملة" أروى عبده عثمان التي تبنت منذ نحو عام إنشاء أول مركز من نوعه في اليمن يعنى "بالموروث الشعبي" وترأسه حاليا "إنه يمكن للقراء أن يطالعوا سبعين حكاية شعبية عن الحياة القديمة في اليمن جمعت من "الجدات والأمهات والصبايا" ومن أشرطة ومذكرات على مدى عقد التسعينيات من القرن الماضي. وأضافت الباحثة عثمان أن الحكايات تضمنها ثاني إصدار للمركز ضمن موسوعة (أطلس الحكاية الشعبية اليمنية). ويتضمن هذا الإصدار سبعين حكاية بالإضافة إلى دراسة وتوصيف لها بعد الجمع والتسجيل والرصد، إلى جانب أن الموسوعة تضمنت تنويهات بحكايات الريف ثم حكايات المدن وحكايات الرجال والنساء، إضافة إلى سمات الحكاية الشعبية اليمنية ومميزاتها. كما تضمنت وحدات الحكاية الشعبية اليمنية التي صنفتها الباحثة "حكاية اجتماعية وحكاية حيوانية وحكاية الألغاز والحكاية المرحة والحكاية الفكهة وحكاية الجن وحكاية المعتقدات الشعبية". ونوهت الباحثة إلى وجود عدد من المعوقات لتوثيق الحكاية الشعبية في اليمن ومن بينها "محدودية الجهود الفردية وندرة التمويل وبدائية أدوات التسجيل وعدم إدراك الرواة لقيمة ما يحملونه من كنوز وتأثير الثقافة السلفية التي ترى أن في صوت المرأة عورة فضلا عن الظروف المعيشية السيئة لأهالي الريف وتأثير الصراعات العصبية والتسجيل الرديء لبعض الحكايات". إلا أنها أكدت مواصلة جهودها في جمع وتوثيق وتسجيل الحكاية الشعبية اليمنية وتحصيل موسوعتها أو أطلسها من عموم اليمن من المهرة في أقصى الشرق إلى صعدة في أقصى الشمال الغربي قبل أن يدرك التلف والنسيان هذا النوع الأصيل والجميل من إبداع الذاكرة الإنسانية الشعبية الشفوية". وتعد أروى عثمان باحثة وصحافية مثابرة على قضايا الموروث الشعبي ومعرفة الحكاية الشعبية اليمنية والمؤثرات الداخلية والوافدة عليها ومنها "الهجرات الداخلية والتنوع الطبيعي". وكانت الباحثة اليمنية المتخصصة في التراث الشعبي قد أطلقت في أيلول (سبتمبر) العام الماضي مشروعا ثقافيا فولكلوريا في مدينة عدن الجنوبية يهدف إلى جمع وتوثيق التراث اليمني وحمايته من الضياع. وقالت أروى عبده عثمان إن مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "بيت الموروث الشعبي اليمني"، الذي يعتبر الأول من نوعه في القطاع الخاص هو ثمرة سنوات من العمل الذي يهدف إلى جعل الموروث الشعبي المادي والكتابي في متناول الباحثين والمهتمين. عن / الاقتصادية