وجهت الصحافة المصرية انتقادات عنيفة إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله مطالبة بمحاكمته بعد إقراره بإرسال عناصر من الحزب إلى مصر لمساعدة فلسطينيي قطاع غزة، حتى أن صحيفة ذهبت إلى حد استخدام ألفاظ خارجة بحقه. وهاجمت صحيفة الجمهورية الموالية للحكومة نصر الله في افتتاحية احتلت صفحتها الأولى بعنوان "مجرم لا يعرف التوبة"، حتى أنها ذهبت إلى تسميته "الشيخ قرد". وقال رئيس التحرير محمد علي إبراهيم: "لا نسمح لك يا شيخ "قرد" أن تسخر من رموزنا القضائية فأنت قاطع طريق ومجرم عريق قتلت أبناء بلدك لكننا لن نسمح لك أن تهدد أمن وسلامة مصر تحت أي مسمى وتحت أي ظرف وإذا اقتربت من سيادتها تحترق". وختم بالقول: "انت وعصابتك إرهابيون يا شيخ حسن وقريبا ستعلم التفاصيل عندما يعلن النائب العام تفاصيل التحقيق مع تنظيمك الإرهابي". أما الأهرام الأوسع انتشارا من بين الصحف الحكومية المصرية فأكدت "أن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله واعترافه بقيادة محمد يوسف منصور سامي شهاب خليته الإرهابية في مصر يدخله في دائرة الاتهام، باعتباره المحرض والمسؤول عن التمويل". واعتبر رئيس تحرير صحيفة روز اليوسف كرم جبر: "ينبغي أن تبدأ مصر إجراءات إحالته أمام محكمة دولية. وينبغي تسليمه للحكومة اللبنانية كمجرم حرب". وفي هذا الإطار، اعتبر إسرائيل كاتز وزير النقل الإسرائيلي المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أمس في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله "يستحق الموت". وقال كاتز لإذاعة الجيش الإسرائيلي: إن "نصر الله يستحق الموت وآمل في أن يعرف هؤلاء الذين يدركون كيفية التعامل معه (في إسرائيل) كيف يتصرفون وأن ينزلوا به المصير الذي يستحقه". وأضاف كاتز: "لقد أقر نصر الله بأن أعضاء في منظمته ضالعون في تهريب أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة لمهاجمة إسرائيل. إنه عمل حرب بكل معنى الكلمة وعلى إسرائيل أن تتحرك وفقا لذلك وأن تفسر خصوصا للعالم بأن حزب الله منظمة إرهابية يجب نزع أسلحتها". وتابع الوزير: "اليوم، على مصر أن تفهم أن تدخل إيران في قطاع غزة عبر حماس وحزب الله يشكل تهديدا داخليا للنظام المصري". وأكد كاتز أيضا أن "قواعد اللعبة" مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "يجب أن تتغير". واتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني بأنه جزء من "المؤامرة الإيرانية" في المنطقة ويسعى لمحاربة الأنظمة العربية "المعتدلة" في المنطقة وذلك عقب اعتقال الأمن المصري خلايا لحزب الله في سيناء المصرية. وقال مصدر أمني إسرائيلي للإذاعة الإسرائيلية العامة: إن إسرائيل "لم تفاجأ باكتشاف الخلية الإرهابية التابعة لمنظمة حزب الله في مصر". مضيفا أن تل أبيب " كانت قد نبهت أكثر من مرة إلى ضلوع حزب الله وإيران بصورة مباشرة في عمليات تهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى قطاع غزة". وأضاف "أن حزب الله كان يريد إرباك مصر والمس بسمعتها" وأن ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن منظمته لم ترد سوى " مساعدة حركة حماس في مواجهة إسرائيل لا يعدو كونه كذبا". وأشار المصدر ، حسب الإذاعة الإسرائيلية ، إلى أن منظمة حزب الله هي "جزء من المؤامرة الإيرانية التي تستهدف الإطاحة بجميع الأنظمة المعتدلة في الشرق الأوسط وتتخذ مختلف الوسائل لتحقيق هذا الهدف". وأعرب المصدر الإسرائيلي عن تقديره للقدرات والإمكانات التي أظهرتها قوات الأمن المصرية من خلال اكتشاف " الخلية الإرهابية" على حد قوله. من جهتها قالت صحيفة هآرتس: إن خلية حزب الله "خططت لارتكاب سلسلة من الاعتداءات الإرهابية ضد أهداف مختلفة في القاهرةوسيناء بما فيها مواقع يقيم فيها مواطنون إسرائيليون". وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات المصرية تطلع أجهزة الأمن الإسرائيلية على تطور عملية التحقيق مع أفراد الخلية المعتقلين في مصر. من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة على المحادثات التي أجراها وزير الدفاع اللبناني الياس المر في واشنطن: إن المسؤولين الأمريكيين أبلغوه أنهم قرروا زيادة قيمة مساعداتهم العسكرية للبنان للسنة المالية 2009 بنحو مئة مليون دولار. وكانت واشنطن قد خصت لبنان بمساعدات عسكرية بقيمة 7ر90 مليون دولار للسنة المالية 2009 . وأكدت صحيفة " النهار" اللبنانية أنه مع أن المر لم يتقدم بطلب معدات عسكرية جديدة ، في انتظار استيعاب الأسلحة الجديدة التي ستصل إلى لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة وتشمل مدافع ثقيلة ودبابات وزوارق سريعة وطائرات استطلاع صغيرة دون طيار ، إلا أن رغبة الطرفين في تطوير العلاقات العسكرية وزيادة عدد العسكريين اللبنانيين الذين سيتدربون في الكليات العسكرية الأميركية اقتضت الزيادة الجديدة. وقالت المصادر: إن الحكومة الأمريكية ستطلب من الكونجرس الموافقة على تخصيص 4ر98 مليون دولار لإنفاقها على معدات عسكرية ونفقات تدريب للقوات المسلحة اللبنانية ، الأمر الذي سيوصل مجمل المساعدات سنة 2009 إلى 1ر189 مليون دولار.