حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر "فعلي" لاندلاع حرب عالمية ثالثة.. مؤكدا أن موسكو ستواصل محادثات السلام مع كييف التي اتهمها ب"التظاهر" بالتفاوض. وقال لافروف، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية، إن "النوايا الحسنة لها حدود. إن لم تكن متبادلة، فإن ذلك لا يساعد في عملية التفاوض"، مضيفاً: "لكننا نواصل إجراء مفاوضات مع الفريق المفوض من (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وستستمر هذه الاتصالات". كما اتهم الرئيس الأوكراني ب"التظاهر" بالتفاوض، مردفاً: "إنه ممثل جيد... إذا نظرت بتمعّن وقرأت ما يقوله بعناية، ستجد ألف تناقض". كذلك حذّر من خطر "فعلي" لنشوب حرب عالمية ثالثة في سياق التوترات غير المسبوقة بين موسكو والغرب بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال إن "الخطر جسيم وفعلي ولا يمكن الاستهانة به"، حسب وكالة إنترفاكس. وفي ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، أكد أنه واثق من أن "كل شيء سينتهي بالطبع بتوقيع اتفاق"، غير أنه شدد: "لكن شروط هذا الاتفاق ستعتمد على الوضع القتالي على الأرض". تأتي تلك التصريحات فيما أكد 3 أشخاص تحدثوا إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الأخير لم يعد مهتماً بالجهود السياسية لتسوية سياسية تنهي الأزمة بل أضحى هدفه حالياً تحقيق تقدم عسكري هام على الأراضي الأوكرانية، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز". كما رأوا أن بوتين الذي كان يفكر بجدية في التوصل لاتفاق سلام مع أوكرانيا خصوصاً عقب التطورات الميدانية التي شهدها الشهر الماضي، بات لا يرى أي احتمالات لتسوية قريبة، خاصة بعدما أغرقت أوكرانيا سفينة "موسكفا" في البحر الأسود. وأوضحت المصادر ذاتها أيضاً أن الأمل الذي كان موجوداً للتوصل إلى اتفاق نهائي أصبح يتأرجح ذهاباً وإياباً بعد غرق الطراد الروسي الأشهر، حيث أضحى بوتين رافضاً لأي مبادرات. يشار إلى أنه لطالما شككت كييف في مدى التزام بوتين بمحادثات السلام، إذ رأت مع حلفائها الغربيين أنها مجرد وسيلة لكسب الوقت. والأحد، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها اقترحت على روسيا إجراء مفاوضات قرب مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (جنوب شرق) حيث لا يزال يتحصن جنود ومدنيون أوكرانيون بعدما بات القسم الأكبر من المدينة تحت السيطرة الروسية. وقال أوليكسي أريستوفيتش، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني: "دعونا الروس إلى عقد جلسة مفاوضات خاصة قرب موقع آزوفستال"، لافتاً إلى أن الجانب الأوكراني "ينتظر رد" الوفد الروسي، وفق فرانس برس. يذكر أنه منذ الأيام الأولى لانطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي، بدأت المحادثات بين الطرفين، وعقدت عدة جولات سواء مباشرة أو عبر الإنترنت، من أجل التوصل لحل يرسي السلام بين البلدين، إلا أن أياً من تلك الاجتماعات لم يصل إلى نتائج سياسية بعد. ففيما تتمسك موسكو بحيادية الجارة الغربية، ووقف مساعيها للانضمام إلى الناتو، فضلاً عن تجريدها من السلاح المهدد لأمنها، تطالب كييف بضمانات دولية متعددة من أجل وقف أي هجوم روسي مستقبلي على أراضيها. كما ترفض التخلي عن سيادتها على مناطق شرقي البلاد، أو الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وقد أدت التطورات العسكرية الميدانية مؤخراً إلى عرقلة تلك الجولات التفاوضية ووقفها، لاسيما بعد العمليات المتسارعة في ماريوبول وشرقي البلاد.