سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حمل السفير الأميركي والرئيس هادي المسؤولية القاعدة يهدد بقتل 73 جنديا أسروا في أبين، ما لم تفرج الحكومة عن معتقليه، ويؤكد استيلاءه على كميات من الأسلحة الثقيلة والذخائر
أعلن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، تبنيه لعدد من الهجمات التي استهدفت خلال الأيام الماضية عددا من المواقع العسكرية في عدة محافظات يمنية. وكشف التنظيم في بيان له اليوم تناقلته العديد من المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت، عن تفاصيل الهجوم الذي شنه على موقع للجيش اليمني في محافظة أبين، وأسفر عن مقتل أكثر من 150 عسكريا، وأسر 73 آخرين، بالإضافة إلى الاستيلاء على عدد من المعدات العسكرية. وأكد البيان بأن الهجوم نفذ عبر سيارة مفخخة استهدفت منشآت للجيش اليمني في منطقة الكود، وأسفرت عن تدمير ثلاثة مباني، بالإضافة إلى «عبوات موجهة» استهدفت مبنى رابع، مشيرا إلى الهجوم الذي استهدف كتيبة المدفعية بالقرب من مصنع الحديد في دوفس، وقال بأنه تم اقتحام الكتيبة وقتل وأسر العشرات من الجنود. وأشار التنظيم إلى أن قتلاه خلال هذا الهجوم اثنان فقط، بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين، إصابات متوسطة وخفيفة. وأكد التنظيم بأنهم تمكن من الاستيلاء على دبابة ومضاد للطيران عيار 23 رباعي، وقاذف صواريخ كاتيوشا، و15 صاروخا، ومدفع هاون عيار 120، و5 قطع دوشكا، و3 قطع بيكا، و2 آر بي جي، و100 قطعة كلاشينكوف، ومخزن للذخيرة، وشاحنة كراز، و3 أطقم عسكرية، وسيارتي إسعاف. وقال البيان بأن الهجوم الذي أطلق عليه اسم «عمليات قطع الذنب» جاء قبل يوم واحد من انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة اليمنية لاجتياح أبين، حسب وصفه، معلنا تبنيه تفجير طائرة شحن عسكرية أنتينوف في قاعدة الديلمي العسكرية بصنعاء، وقال بأنها كانت تعمل على نقل السلاح إلى عدة وحضرموت، مشيرا إلى أن الهجوم تم عبر التسلل إلى القاعدة وزرع العبوة داخل الطائرة. كما تبنى التنظيم اغتيال نائب مدير أمن شبام حضرموت السبت الماضي، وعملية تفجير عبوات ناسفة استهدفت معسكر الأمن المركزي بمنطقة بويش بالمكلا، إضافة إلى العملية الانتحارية التي استهدفت مقرا للحرس الجمهوري في البيضاء السبت الماضي. ويأسر التنظيم حاليا 73 جنديا هدد بإعدامهم ما لم تفرج السلطات اليمنية عن معتقليه الأمن السياسي والأمن القومي، داعيا أهالي الجنود إلى الضغط على الحكومة اليمنية للاستجابة لمطالبهم. وحمل بيان القاعدة السفير الأميركي بصنعاء والرئيس عبد ربه منصور هادي مسيؤولية ما قد يتعرض له الجنود، ما لم تتم الاستجابة لمطالبه. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي كانت فيه الحكومة اليمنية تستعد لاجتياح أبين لتطهيرها من جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة، وذلك عقب إعلان الرئيس هادي بأن الحرب على الإرهاب من أوليات المرحلة القادمة. ومن خلال العمليات التي شهدها الأسبوع الماضي يحاول تنظيم القاعدة أن يثبت قدرته على الوصول إلى أي مكان في خمس محافظات يمنية هي حضرموتوأبين وعدن والبيضاءوصنعاء، فخلال الأسبوع الماضي نفذ التنظيم أكثر من خمس عمليات، الأولى استهدفت القصر الجمهوري في المكلا، والثانية استهدفت مقر قيادة الحرس الجمهوري في محافظة البيضاء، والثالثة كانت عملية منطقة مصنع الحديد في دوفس، والرابعة في العاصمة صنعاء واستهدفت طائرة شحن بقاعدة الديلمي الجوية من نوع انتينوف، بالإضافة إلى عمليات أخرى في مناطق أخرى. ويرى الصحفي عبد الرزاق الجمل، بأن أنصار الشريعة يريد من خلال هذا التنويع في العمليات وفي الأهداف أن يقول إن بمقدوره أن يصل متى ما أراد إلى حيث يريد. إلى القصور الرئاسية ومقرات المعسكرات وكذا قواعد الطيران وربما أماكن أخرى أكثر حساسية، مع أن خطة النهر المتدفق التي هددوا بها لم تبدأ بعد، وكل ما تم حتى الآن كان ضمن سلسلة عمليات "قطع الذنب" كما يسمونها. لكن الجديد هذه المرة هو إدخال العاصمة صنعاء على خط الاستهداف، بعد أن أبقاها أنصار الشريعة خارج عملياتهم طوال فترة الثورة الشبابية، حتى لا يعطوا مبررا لنظام صالح لممارسة أعمال عنيفة ضد المتظاهرين بحجة مكافحة الإرهاب، كما قالوا. ما يعني أن العاصمة قد تكون هدف المرحلة القادمة الرئيسي، وربما إن هذا ما أشار إليه أنصار الشريعة في رسالة المهلة للحكومة حين قالوا إنهم قد يضطرون لحسم المعركة خارج نطاقها الجغرافي. وفي شهر مارس الماضي كان أنصار الشريعة قد سيطروا على مدينة جعار عاصمة مديرية خنفر القريبة من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، قبل أن يتمددوا ويخضعوا المحافظة كاملة لسيطرتهم. وجاءت السيطرة على مديرية خنفر بعد انفجار مخزن الذخيرة بمصنع 7 أكتوبر في تاريخ 23\مارس\2011م. وهو الانفجار الذي خلف ما يزيد عن 150 قتيلا وأكثر منهم جرحى من أبناء المنطقة الذين هرعوا إلى المكان بعد ما قيل إنه انسحاب لقوات الجيش منه، والجديد في شهر مارس هذا العام، أي مارس 2012م، هو أن الضحايا عسكريون وليسوا مدنيين. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي استأنفت فيه قوات العمليات الخاصة الأميركية في اليمن، تدريباتها لمكافحة الإرهاب بعد فترة من الانقطاع خلال العام الماضي، حيث اتفق مسئولون من الولاياتالمتحدة واليمن على إعادة العمل ببرنامج التدريب العسكري المثير للجدل لمساعدة الرئيس اليمني الجديد على مكافحة مقاتلي تنظيم القاعدة، وذلك كجزء من العلاقات التي تربط الدولتين في إطار جهود مكافحة الإرهاب.