عصر يوم الأحد الثامن عشر من سبتمبر من العام 2011 انطلقت تلك المسيرة الشعبية الحاشدة التي زلزلت أوتاد نظام صالح وحولت عرشه إلى عهن منفوش وفراش مبثوث. عشية مجزرتي كنتاكي والقاع كانت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية قد دعت من على منصة ساحة التغيير كل المكونات الثورية للاحتشاد والمشاركة الفاعلة في مسيرتين منفصلتين الأولى باتجاه الدائري وصولاً إلى الزبيري وسط العاصمة، والثانية إلى شارع الزراعة مرورًا بالقاع لتصل هي الأخرى إلى شارع الزبيري. تحمس شباب الثورة وقتها وارتفعت درجة حرارتهم الثورية إلى أعلى مستوياتها فنظام صالح جعل من شارع الزبيري خطاً فاصلا وتماساً بينه وبين الثائرين ضده، يُمنع الاقتراب منه أو محاولة التفكير في تجازوه وبالتالي كان لابد من تخطي الخطوط الحمراء التي وضعها صالح وزمرته. بعد نصف ساعة أو تزيد وصلت أولى الحالات وما هي إلا دقائق حتى اكتظ المستشفى الميداني بعشرات القتلى ومئات الجرحى، وأمام إصرار شباب الثورة في التقدم ونصب خيام التغيير عند جسر الزبيري كانت آلة القمع النظامية تبطش بكل ما أوتيت من قوة ويزداد جبروتها وعنفها كلما تقدم الثوار خطوة واحدة للأمام. وفي القاع اعترض بلاطجة طريق المسيرة ونالوا من شبابها بعد أن نادى فيهم صالح: "ما علمت لكم من رئيس غيري". أتذكر يومها أن رائحة الدماء اختلطت مع أكسجين الهواء فاستنشق الأحرار نسمات الحرية بعد عقود من الكبت والاستبداد العائلي. تلك المجازر البشعة لم تثنِ شباب الثورة عن دحر قوات العائلة وزبانيتهم لتستمر فصول المقاومة لثلاثة أيام متتالية سقط فيها المئات بين قتيل وجريح. واليوم ونحن نحيي الذكرى الثانية للمجزرة تتعالى الأصوات المنادية بإسقاط الحصانة والمطالبة بالقصاص من كل المتورطين في إراقة الدماء وتفجير تلك الأجساد والأشلاء التي تطايرت على جنبات الطريق معلنة قيام دولة جديدة أرضها الإرادة وسماؤها الحرية وشعبها لا يخاف في الحق لومة لائم. في يوم كنتاكي يوم النصر والعبور انفجر رأس الشهيد المعاق البريهي واخترقت رصاصة الظلم رأس البراءة ليفارق الطفل أنس السعيدي الحياة مبتسماً. بشاعة صالح عضو مؤتمر الحوار وأحد شباب الثورة فؤاد الحميري قال إن مجزرة كنتاكي والقاع تأتي في خضم ذكريات عديدة وأليمة قدم فيها نظام صالح نفسه متوحشاً مستخدمًا كل ما يمكن أن تبحث عنه في قواميس البشاعة . وأضاف الحميري: رأينا أنفسنا في ذلك اليوم أمام نظام قمعي لم يدع احترامًا لا للدم ولا للإنسانية وتأكدنا أننا قد اتبعنا الطريق الصحيح لإسقاطه. وأشار الحميري في تصريح خاص لمأرب برس إلى أن نظام صالح استخدم أسلحة خصصت لمواجهة المدرعات في قتل أبناء الشعب من شباب الثورة مؤكدًا أن الشباب يومها استطاعوا أن يظهروا الصورة الحقيقية والبشعة للنظام والتي كان الكثير من أبناء الشعب يجهلها . ووجه الحميري ثلاث رسائل خاطب في الأولى النظام السابق بالتأكيد أن وجوده خارج الحلبة السياسية إرادة شعبية لا يمكن أن يتنازل عنها ولن يقف عند ذلك فحسب بل إن مطالبه الآن تدعو لمحاكمة القتلة وزجهم في المعتقلات. ووصف الحميري إمكانية عودة نظام صالح للحكم بالأوهام وإن استخدم آلة الإعلامية واستنجد بالقوى الخارجية. ودعا الحميري في رسالته الثانية الرئيس هادي وحكومة الوفاق وكل من كانت الثورة سببًا في وجوده في السلطة الآن -حد تعبيره- دعاهم إلى الإيمان الحقيقي بالثورة وإنجاح أنفسهم شعبيًا من خلال تمثيل إرادة الشعب المطالب بإسقاط الحصانة وفتح ملفات الإبادة. واختتم الحميري حديثه بمخاطبة أسر الشهداء والجرحى بقوله: أنتم لم تفقدوا أبناءكم لأنهم ما زالوا في ضمائر الشعب الشهداء وحدهم أنجزوا ما عليهم وقضية الشهداء والجرحى ليست قضية أسرية بعينها بل قضية وطن بأكمله. وجه آخر وليد العماري أحد قيادات الثورة الشبابية روى لمأرب برس كيف أن نظام صالح استخدم مختلف الأسلحة التي وجهها إلى صدور الشباب ورؤوسهم ويقول العماري : كنت في مقدمة المسيرة التي توجهت إلى القاع وخاطبت الجنود المتواجدين هناك بأن الثورة قامت من أجلهم ولا داعي للقتل لأننا ملتزمون بسلميتنا. ويؤكد العماري استخدام قوات صالح لمضادات الطيران والرصاص الحي لقمع المسيرة التي كانت في طريقها للقاع وسط صنعاء أصيب هو على إثرها ونقل إلى المستشفى مشيرًا إلى أن بشاعة مجزرتي القاع وكنتاكي في أنها لم تراعِ إنسانية الإنسان بل أن نظام صالح تعامل مع شباب الثورة كمدرعات لا كبشر. وخاطب العماري النظام الحالي بالتأكيد على أن العدالة لن تتحقق والقتلة خارج أسوار السجن. داعياً أسر الشهداء والجرحى إلى الصبر والتمسك بسلميتهم وان الله يمهل الظالمين ولن يهملهم. واستغرب العماري من الدور السلبي لوسائل الإعلام المحلي التي لم تسلط الضوء على ملف المجازر التي ارتكبها النظام السابق على الرغم من أن هناك تحريكًا للملف على المستوى المحلي والدولي. انعدام نزاهة القضاء وعن ملف قضية كنتاكي وغيرها من المجازر التي ارتكبت خلال أحداث 2011 قال المحامي محمد ناجي علاو إن هذه القضية وغيرها لم يتم تحريك ملفها بعد. وأكد في تصريح خاص لمأرب برس أن تشكيك المحامين في جهاز القضاء غير المحايد ومقاطعتهم للنيابة العامة بعد تغيير النائب العام السابق جعلهم يمتنعون عن الترافع في تلك القضايا فضلاً عن عدم تقديم أي شكوى ضد الجناة حتى الآن. تنظيمية الثورة تدعو لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة كنتاكي والقاع دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية شباب الثورة إلى الاحتشاد عصر اليوم الأربعاء في عموم محافظات الجمهورية لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة جولة كنتاكي والقاع. وتأتي هذه الذكرى في ظل تزايد المطالب بإسقاط الحصانة عن الرئيس السابق وتقديمه للمحاكمة وجميع المتورطين في قتل شباب الثورة. أسماء شهداء مجزرة كنتاكي 2011 1 أحمد علي أنعم العريقي 9/18/2011 2 أحمد محمد أمين السهمي 9/18/2011 3 جهاد صالح ناجي عبدالوهاب 9/18/2011 … … 4 حلمي ناصر مسعود اليافعي 9/18/2011 5 رجائي عبدالحكيم سلطان الحمادي 9/18/2011 6 زكريا أحمد حسين الشرفي 9/18/2011 7 زيد إسماعيل حسن مرح 9/18/2011 8 صالح احمد صالح البهلولي 9/18/2011 9 صالح أحمد يعيش 9/18/2011 10 عبدالسلام يحيى حسن الحاشدي 9/18/2011 11 عبدالعزيز محمد عثمان العديني 9/18/2011 12 عمار عبداللطيف محمد عبدالقادر 9/18/2011 13 عمار عبدالله سيف مياس العباسي 9/18/2011 14 لؤي رشاد سالم 9/18/2011 15 ماهر محمد حسن القرماني 9/18/2011 16 مجهول رقم(1) 9/18/2011 17 مجهول رقم(2) 9/18/2011 18 محمد صالح أحمد التبالي 9/18/2011 19 محمد علي محمد الخاشي 9/18/2011 20 مطهر محمد مرشد عباد 9/18/2011 21 موفق مساعد عبدالله الفقيه 9/18/2011 22 ناصر الأصبحي 9/18/2011 23 وائل رشاد العزاني 9/18/2011 24 ياسر أحمد محمد التام 9/18/2011 25 يحيى حمود علي الرعيني 9/18/2011 26 يوسف صالح الدغبشي 9/18/2011 27 أحمد عبدالله الصلاحي 9/19/2011 28 أحمد ناجي هادي سابق 9/19/2011 29 أنس محمد السعيدي 9/19/2011 30 إبراهيم الوصابي 9/19/2011 31 بشير غالب الريمي 9/19/2011 32 بندر علي محمد المنصوري 9/19/2011 33 بندر أحمد عبدالله مرشد 9/19/2011 34 حسين محمد الجمال 9/19/2011 35 حسين هادي محمد العماد 9/19/2011 36 خارف دحان يحيى النفيش 9/19/2011 37 خالد عبدالولي حسان 9/19/2011 38 رياض عبدالله العريقي 9/19/2011
39 صدقي أحمد جازم الشميري 9/19/2011 40 صلاح عبدالله أحمد الحذيفي 9/19/2011 41 عبدالعزيز أحمد راجح العزعزي 9/19/2011 42 عبدالله العلفي 9/19/2011 43 عبدالله صالح موسى الجيد 9/19/2011 44 عبدالله عارف يحيى 9/19/2011 45 ماجد أحمد عبدالجليل 9/19/2011 46 محمد أحمد علي سعيد 9/19/2011 47 محمد أحمد يحيى البحري 9/19/2011 48 محمد حسن محمد سخيم 9/19/2011 49 محمد صالح يحيى الخدري 9/19/2011 50 محمد صالح يحيى كامل 9/19/2011 51 محمد يحيى الزبيري 9/19/2011 52 معاذ قناف حزام الصرفي 9/19/2011 53 مقداد سلطان منصور الحربي 9/19/2011 54 مهند يحيى دحان الزبيري 9/19/2011 55 وليد أحمد يوسف أحمد القدسي 9/19/2011 56 أبوبكر عبده سعيد عبدالله 9/20/2011 57 جمال محمد طاهر 9/20/2011 58 حامد المراني 9/20/2011 59 حامد مقبل احمد 9/20/2011 60 حلمي علوي أحمد هادي 9/20/2011 61 حمزة محمد عبدالرحمن الدبعي 9/20/2011 62 رأفت عبدالحميد الصبري 9/20/2011 63 علي صالح محمد العيزري 9/20/2011 64 علي مطهر الحديقي 9/20/2011 65 فتحي حسن علي محمد 9/20/2011 66 مجهول(3) 9/20/2011 67 مجهول(4) 9/20/2011 68 محمد أحمد الماعطي 9/20/2011 69 نبيل صالح 9/20/2011 70 يحيى صالح علي شيبان 9/20/2011 71 الحمدي صالح أحمد السلالي 9/21/2011 72 أحمد علي عامر 9/21/2011 73 حمزه محمد عبدالرحمن الدبعي 9/21/2011 74 عبدالسلام عبده سليمان الزين 9/21/2011 75 عبده سعد عبده حسن الريمي 9/21/2011 76 مجهول رقم(5) 9/21/2011 77 نورالدين الخدري 9/21/2011 78 أشرف المذحجي 9/22/2011 79 عبدالرحمن ناجي الذيفاني 9/22/2011 80 مجهول رقم(6) 9/22/2011.