عقد رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي مؤتمرا صحافيا يوم السبت عرض خلاله بعض تفاصيل المفاوضات التي تمت مع الاتحاد الأوروبي والتي تم بموجبها إطلاق سراح الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات المتهمين بحقن فيروس الأيدز لأطفال ليبيين. وشكر رئيس الحكومة الليبية قطر وجمهورية تشيكيا "لمساعدتهما في قضية الممرضات ومساهمتهما في الصندوق الليبي من اجل الاطفال المصابين بفيروس الايدز الذي ابصر النور مؤخرا". وقال المحمودي ان "فرنسا وعدت بتجهيز مستشفى بنغازي وتدريب طاقمه لمدة خمسة اعوام كما وافقت باريس على تدريب 50 طبيبا ليبيا". وقد تبرع الصندوق حتى الآن بمليون دولار اميركي لعائلة كل طفل ليبي مصاب بالايدز وذلك ضمن الصفقة التي جرى وفقها اطلاق سراح الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين كانوا قد سجنوا في ليبيا لثمانية اعوام بسبب اتهام طرابلس لهم "بنقل فيروس الايدز عمدا الى اطفال ليبيين". وبقيت الممرضات والطبيب في السجن الليبي منذ عام 1999 وحكم عليهم بالاعدام مرتين بعد محاكمات أثارت انتقادات دولية. وقالت الممرضات والطبيب انهم أبرياء وان الاعترافات السابقة انتزعت منهم من طريق التعذيب. وتم تخفيف حكم الإعدام الصادر ضدهم إلى السجن المؤبد قبل تسليمهم لصوفيا، حيث تم العفو عنهم. طرابلس تستنكر العفو الذي اصدرته صوفيا عن الفريق الطبي البلغاري وانتقدت طرابلس بشدة اليوم السبت العفو الذي صدر في صوفيا على الممرضات والطبيب البلغار بعد الافراج عنهم في ليبيا وعودتهم الى بلادهم، واصفة ذلك بانه "خرق للقوانين والاتفاقيات" و"خيانة". وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس ان "الطريقة التي اطلقت بها بلغاريا سراح الممرضات احتفالية خرقت القوانين والاتفاقيات الدولية بيننا وبينهم"، مشيرا الى انه كان من المفترض ان يسجن اعضاء الفريق الستة لدى وصولهم الى صوفيا. وهدد بان ليبيا "ستلاحق بلغاريا قانونيا. كما سنطلب من فرنسا التي ضمنت بلغاريا ان تلاحقها ايضا". وقال "ان اوروبا تضامنت مع مجرمين ورحبت وصفقت عندما اطلقنا سراحهم. وكذلك فعلت المنظمات العالمية الدولية. وكان الاحرى بهم ان ينتقدوننا لاننا اطلقنا سراح مجرمين قتلوا خمسين من ابنائنا، فيما يعاني 400 منهم ويلات المرض". وكانت الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني الذي منح اخيرا الجنسية البلغارية حوكموا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الايدز عمدا الى اكثر من 450 طفلا ليبيا، وصدر عليهم حكم بالاعدام، قبل ان يخفف الى السجن مدى الحياة، بعد تخلي اسر الضحايا عن الادعاء. وتم الافراج عنهم مطلع الاسبوع. وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي محمودي من جهته في المؤتمر الصحافي "حققنا بهذا التفاوض مصالح ليبيا الاستراتيجية رغم كل الضغوط التي مورست ضدنا ولم نرضخ، وحققنا مصالح ابنائنا لكن الذي خان هذا الاتفاق هو الطرف البلغاري". واشار الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "استهجن ايضا الموقف البلغاري". وكانت زوجة الرئيس الفرنسي سيسيليا ساركوزي زارت ليبيا مرتين للتوسط في قضية الممرضات. ورافقت الفريق الطبي لدى عودته الى بلغاريا. بينما زار نيكولا ساركوزي طرابلس غداة الافراج عنه. واعلن شلقم ان "ليبيا تقدمت الى الجامعة العربية بمذكرة تطالبها بان تراجع موقفها مع بلغاريا وان تعلن تضامنها مع ابناء العرب كما تضامنت اوروبا مع بلغاريا وحولت هذه القضية الى قضية سياسية". واكد رئيس الوزراء الليبي تقديم المذكرة، مشيرا الى ان بلاده سترفع القضية ايضا الى الاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي.