انتقدت طرابلس بشدة السبت 28-7-2007 العفو الذي صدر في صوفيا على الممرضات والطبيب البلغار بعد الافراج عنهم في ليبيا وعودتهم الى بلادهم, واصفة ذلك بأنه "خرق للقوانين والاتفاقيات" و"خيانة"، وطالبت الدول العربية أن تعلن تضامنها مع ليبيا. وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس إن "الطريقة التي أطلقت بها بلغاريا سراح الممرضات احتفالية، وتخرق القوانين والاتفاقيات الدولية بيننا وبينهم", مشيرا إلى انه كان من المفترض أن يسجن اعضاء الفريق الستة لدى وصولهم الى صوفيا. وهدد شلقم بأن ليبيا "ستلاحق بلغاريا قانونيا. كما سنطلب من فرنسا التي ضمنت بلغاريا ان تلاحقها ايضا". وقال "ان اوروبا تضامنت مع مجرمين ورحبت وصفقت عندما اطلقنا سراحهم. وكذلك فعلت المنظمات العالمية الدولية. وكان الاحرى بهم ان ينتقدوننا لاننا اطلقنا سراح مجرمين قتلوا خمسين من ابنائنا, فيما يعاني 400 منهم ويلات المرض". وكانت الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني الذي منح اخيرا الجنسية البلغارية حوكموا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الايدز عمدا الى اكثر من 450 طفلا ليبيا, وصدر عليهم حكم بالاعدام, قبل ان يخفف الى السجن مدى الحياة, بعد تخلي اسر الضحايا عن الادعاء. وتم الافراج عنهم مطلع الاسبوع. ساركوزي "استهجن" الموقف البلغاري وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي محمودي من جهته في المؤتمر الصحافي "حققنا بهذا التفاوض مصالح ليبيا الاستراتيجية رغم كل الضغوط التي مورست ضدنا لم نرضخ, وحققنا مصالح ابنائنا لكن الذي خان هذا الاتفاق هو الطرف البلغاري". واشار الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "استهجن ايضا الموقف البلغاري". وكانت زوجة الرئيس الفرنسي سيسيليا ساركوزي زارت ليبيا مرتين للتوسط في قضية الممرضات. ورافقت الفريق الطبي لدى عودته الى بلغاريا. بينما زار نيكولا ساركوزي طرابلس غداة الافراج عنه. واعلن شلقم ان "ليبيا تقدمت الى الجامعة العربية بمذكرة تطالبها بأن تراجع موقفها مع بلغاريا وان تعلن تضامنها مع ابناء العرب كما تضامنت اوروبا مع بلغاريا وحولت هذه القضية الى قضية سياسية". وأكد رئيس الوزراء الليبي تقديم المذكرة, مشيرا الى ان بلاده سترفع القضية ايضا الى الاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وعما نقل عن الممرضات البلغاريات لجهة تعرضهن للتعذيب, قال محمودي هذا "الادعاء بالتعذيب لا نستغربه ولا يزعجنا... الآن الدور على بلغاريا ان تنزعج لانها خرقت القوانين والاتفاقيات. نحن سلمنا الممرضات الى السفير البلغاري الذي يمثل بلغاريا ولم نسلمهم الى سمسار". ليبيا "لم تدفع" التعويضات وعن الاموال التي دفعت كتعويضات الى اسر الضحايا, قال رئيس الوزراء الليبي ان "ليبيا لم تدفع اي درهم. اموال التعويضات جاءت كلها من بلغاريا وسلوفاكيا وتشيكيا وقطر التي ساهمت في دفع هذه الاموال", مشيرا الى ان "آخر دفعة تم تسليمها في طائرة خاصة الساعة السادسة صباح اطلاق الممرضات"، وعرض رئيس الوزراء الليبي وثائق تثبت, كما قال, "ان هذه الدول دفعت هذه المبالغ". وعن مساهمة فرنسا في عملية التفاوض, قال ان "فرنسا تعهدت بتجهيز مستشفى بنغازي الطبي وفقا للمعايير العالمية وتوفير العدد الكافي من المسؤولين الاداريين والطبيين الفرنسيين وتجهيز المركز ب(1200) سرير خلال خمس سنوات وتدريب العناصر الطبية وبينهم خمسون طبيبا ليبيا متخصصا في فرنسا". كما اشار إلى ان "الاتحاد الاوروبي التزم في اطار هذا الاتفاق بضمان علاج طبي للاطفال مدى الحياة.. مع دعم خطة مكافحة الايدز في ليبيا"، واشار الى ان الاتفاق يشمل ايضا "مساهمة اوروبا بتوفير منظومة خاصة بمراقبة الحدود وترميم الاثار الليبية" وغيرها.