المثقف يثير ماء راكدا ، ينتهي دوره هنا ، أما الماء العذب تنتجه تفاعلات الجمهور و أفكارهم . تقتصر قدرة المثقف ، عندنا ، في أنه " يهرتل " بتوصيف مروان الغفوري ، لتنشأ تبعا لذلك " هرتلة مضادة " .. يميل المثقف إلى " الهرتلة " لسهولة انتشارها ، و لما تحققه من فوضى يترجمه المثقف على أنه تأثير ، لكنه في الأول و الأخير " هرتلة". يكفي لكي " تهرتل" و تصبح مثقفا " مهرتلا " أن تأخذ قلما و ورقة ، ثم تبدأ بقرآءة رواية مترجمة ، و تشرع في تدوين الجمل الأكثر إثارة و " هرتلة " ، أيها الجبل لا تبتسم ، الجنود يقامرون ، الإنسان الذي ولد باكرا ، و اطعم الوحش .. حين تصبح "الهرتلة" لغة تحتل صفحات الصحافة ، و حسابات المثقفين الأكثر " هرتلة" فإن العزل الثقافي التأثيري سيكون كما نراه الآن في المجتمع . وعي انتقائي ، مزاج مجند ، تجييش أعمى ، قطبية متوغلة ، و بجانب هذا كله كل يغني على " هرتلته" ! " يهرتل " الغفوري بأسلوبه الجاذب ليوصل صوته للاصلاحين قبل الحوثيين ، يقول لهم : انظروا كيف أصنع بأعدائكم ، أنتم غير موهوبين ، أنتم أغبياء . فيما البخيتي " يهرتل" بطريقته ليقنع الجميع : بإستطاعتي ملء الفراغ الذي أحدثه أنصار الحوثي حين اتجه الجميع للبنادق ، و تركوا ساحة الحوار و الرأي و الفكر للهواء و الريح ! عمليا ، " الهرتلة" التي تحدث لا قيمة لها فكريا ، لا عمق فيها ، إلا أنها تعمل على تبيين الخيط الأبيض من الأسود لخلق تمايز و اصطفاف شعاراته و لغته و خطابه دينية طائفية بامتياز . لن يغفر الشاب المؤمن المنحدر من سلالة النبي لذاك الشاب " المهرتل" القادم من وادي الضباب ، و الذي يسكن الآن ألمانيا يحضر الدكتوراة في جراحة القلب ، جريمته التي ارتكباها ذات يوم ، تجرؤه على تفتيش شنطة محارب حوثي . بالمقابل لن يكون المثقف الشجاع وحده في معركة طرفها الآخر الحوثي ، سيحتشد معه أتباع الصحابة باعتبار المعركة تعنيهم هم قبله . هكذا ، إذن ، يحدث الاصطفاف الذي يمزق المجتمع ، تمهيد للحرب الفاصلة ، الحرب التي لا مفر منها في ظل امتداد لهيب " الهرتلة" لتستنفر الجموع ، و الجموع المضادة . " الهرتلة" القطبية ستدفع بنا للحرب ، لذا يجب أن تكون هناك " هرتلة " جديدة ، بها " يهرتل" الذين لا ينتمون للحرب بطريقتهم ، و تكون بمثابة " هرتلة" مزدوجة ضد " المهرتل " المؤمن بنسخته " الغفورية"أو " البخيتية" ، كإجراء وقائي يحجم خطر " الهرتلة" التحشيدية !! . قيل : النار من مستصغر الشرر .. و لا تتفاجأوا إن أتى يوم يقال فيه : حرب المؤمنين من مستصغر " الهرتلة " ! ليس بإمكاننا منع " الهرتلة" ، لكن بإمكاننا أن نسخر من " الهرتلة " ب " هرتلة " أخرى ! هيا بنا " نهرتل" توجيذر ذاتس إت .