إرتبط يوم ال18 من مارس 2011 في ذاكرة اليمنيين كذكرى للألم والتضحية الفداء الذي سطره فدائيوا من خيرة الشباب اليمني حين تصدوا لرصاص الحقد والعار من قبل زبانية نظام صالح وبالأخص بلاطجة محافظ المحويت أنذآك . لقد أثبت حينها الأبطال الأشاوس ال52 شهيداً ترجمة فعلية وتضحية باسلة لمعاني الولاء الوطني وبذل كل غالي ونفيس من أجل ثورة تخرج وطننا من ظلمات نظام صالح إلى نور نظام تكون الثورة أولى أهتمامه _ بكل تأكيد ليس نظام الوفاق الأعرج _ اليوم تحل علينا الذكرى الثالة لمذبحة الكرامة الشنيعة ، لمذبحة العزة والصمود وما زالت جراح مصابيها لم تندمل بعد ودموع ذوي شهدائها لم تجف أيضاً . إن يوم الكرامة كان يوماً تربوياً وتعليماً في أيام النضال الأسطورية للاجيال القادمة وكل أحرار العالم والإنسانية جمعا ، كان درساً في فصول التضحية من أجل ما آمئن به أولئك الشباب ومن خلفهم مئات الاف الأحرار اليمنيين تذكرت ما قاله أحد المفكرين الغربيين أنه : يريد السلام ومستعداً للقتال من أجل الحصول عليه . كانوا كذلك أولئك الفتية الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه حين بذلوا وقدموا أغلى ما يملك الإنسان وهي الحياة ، طلبوا الشهادة فنالوها . إن الموت والتضحية أحياناً تكون بمثابة الإختبار لكثير من مدعي النضال ووالثورة هل يثبتوا ويصدقوا ولقد فعلها أولئك الشهداء الأبطال . لقد رضوا بالموت من أجل حياة حرة وكريمة للوطن وللأجيال الأتية . لقد إختزلت تلك المشاهد الدامية واللإنسانية أن مثل هذه الأعمال والإنتهاكات معاني كل ما له صلة بالحقد الدفين الذي كان يجسده النظام ضد حياة هذا الشعب الأبي ، إن مثل تلك التصرفات الخرقاء لا يمكن لنا إلا أن نعتبره تعريفاً ملخصاً لطبيعة هذا النظام الذي عاث في بلادنا الفاسد خلال الثلاثة العقود الماضيه . ونحن في هذه الذكرى ومحاولة ربطها بواقعنا الحالي " المرير " يتبادر إلى أذهان الكثير والكثير من ابناء الثورة والوطن على حدٍ سواء . ما الذي تحقق من أهداف هولاء الشهداء الصاعدون بكرامتهم إلى السماء ؟ خاصة وأنه لا يخفى على أحد ما وصلت إليه هيبة الدولة التي إختفت وتلاشت بفعل ضعف وغياب الدولة ككيان ومؤسسات وهيئات ، وما وصلت إليه من تردي للأوضاع الأمنية والتشدق بمصطلحات الولاء الوطني والثوريه والنضال وإلخ .. لقد كان لحكومة الوفاق قصب السبق في تردي الأوضاع على كافة الأصعدة السياسية والخدمية والإقتصادية والأمنية وإلخ.. تجسد كل تلك الممارسات من خلال لهثهم وراء المصالح الشخصية والفئوية المقيتة . وتخلوا عن أهداف الثورة وعن آمال هذا الشعب بل ورموا أهداف الثورة خلف إهتماماتهم بشكل رئيسي وأصبحوا لا يتكلمون عنها إلا منى ما شعروا انهم سيفقدون نفوذهم وسلطاتهم . والأنكى ان نصف هذا الوفاق المحسوب على الثورة اثبت أنه لا يقل خراباً ودماراً من النصف الأخر العابث خيرات هذا الوطن منذ ما يكثر على ثلاثون عاماً . إن أرواح هؤلاء الأبطال لن ترقد بسلام وستتحول إلى لعنات تلاحق كل خونة الثورة ودمائها وجراحها ، ستنتقم ممن تخلى عن الحلم والثورة الذي من اجلة ما زلنا مستمرين ببذل الضحيات على كافة أصعدة الحياة الخاصة والعامة .. إنني أؤمن كإيماني ببطولة وبسالة شهداء الكرامة والثورة وجرحاها العظام الأشاوس أنهم لو كان الشهداء قيد الحياة لرفضوها ونفضوا عنا غبار اليأس والصمت وأعلتوها ثورة من جديد وصرحوا بها حالة غضب وبناء لا ينوقفان . لا بد للثورة أن تتجسد وتتجذر في كل الأفكار والممارسات الإنسانية ولابد للثورة أن تظل روحٌ وحلمٌ وطموح وأن تكون ثورة سياسية وثورة إجتماعية " ثقافية " حينها لن ينخلى عنها المخلصين من أبناء الوطن والمخلصين كُثر وسيكتب لتضحيا هذا الشعب أن تحقق كل آمالها وأهدافها وعلى شعبنا العظيم أن ينفض عنه غبار وصياة النخبة ويكون هو صاحب القرار ومالك روح المبادرة وسنكون حميعاً ووطننا الحبيب في أمنٍ وسلامة .