في 30 يونيو دفن الشعب المصري جماعة الإخوان سياسيا , وتلقت الجماعة اقوى ضربة في تاريخها , وخسرت تعاطف الكثير معها بسبب فشلها السياسي , وسقوط زيف شعار الاسلام السياسي , بعد ان كان اول قرار لمرسي هو الاقتراض الربوي من البنك الدولي كاحد دلائل غياب المشروع وكذب شعارها. لكنها اليوم بدات تستعيد ما فقدته شيا فشيا , ليس لاحقية مشروعها ولكن كثمار للحماقات التي ارتكبها ومايزال جنرال مصر الغبي "السيسي" , وكان اول جرعة انعاش فظاعة ما جرى من اقتحام لاعتصامات الاخوان في رابعة والنهظة. وتوالت حماقات السيسي التي كانت اشبة بوقود لعربة الاخوان في السير , وهو ما مكنها من استعادة ما فقدته من تعاطف , اخر هذه الحماقات احالة 529 فردا من الجماعة للمفتي بانتظار حكم الاعدام , في تصرف احمق لم يرتكبه القذافي في اوج قوته. امام مشهد كهذا اجبر الكثير على التعاطف مع الجماعة داخليا وخارجيا , وبات مصطلح الانقلاب يتردد كثيرا حتى في وسائل الاعلام الدولية , ولم يعد أحد يتذكر شي اسمه "ثورة 30 يونيو". استذكرت هذا اليوم مع اعلان السيسي ترشحه للرئاسة , راقبت ردود افعال نشطاء الاخوان في اليمن , المفلت ان اغلبهم بدلا من مهاجمة السيسي هاجموا المرشح " الناصري " حمدين صباحي والسخرية منه , وقد بدا للبعض غريبا لكني اراه طبيعي جدا. الخطر الحقيقي على الاخوان هو حمدين صباحي وليس السيسي كما يظن الكثير , ليس لعظمة ما يمثله حمدين من شعبية ولكن لما يمثله حمدين من مشروع مدني وكخيار ثالث بين الاخوان والعسكر. الجماعة ترى الان انه تمثل المشروع المدني الديمقرطي في صراعه مع العسكر والاستبداد , وان كل ما تتجرعه هو ثمن لهذا فقط . لذا فان أي خط ثالث هو الخطر الحقيقي لها , تخيلوا مثلا لو فاز حمدين أو أي مرشح مدني اخر على السيسي , ماذا تبقى للجماعة ان تزايد به , الجماعة الان باتت فقط تتغذى على مظلوميتها الناجمة عن حماقات السيسي . لقد اقر حمدين بذلك في مقابلة صحفية معه حين قال ان الاخوان سينتخبون السيسي نكاية به فقط , وقبل فترة كانت الجماعة تراهن على ترشح "العسكري" سامي عنان , الجماعة لا تريد سوى بدلة عسكرية تحكم لتستمر في مظلوميتها. الجماعة التي لم تصل للحكم الا لان الشعب وقف بينها وبين مرشح النظام السابق " شفيق" , لقد كان تبتهل بالدعاء ان لايصل حميدين صباحي الى جولة الاعادة بعد أن رأت المعجزة التي صنعاها في الجولة الاولى . لذا فمن مصلحة الاخوان صعود السيسي من اجل استمرار" كربلائيتهم " , من اجل استمرار الصراع المدني العسكري , الديمقراطي الاستبدادي ... هذا ما يبقي الجماعة على قيد الحياة في مصر. جماعة الاخوان لا تسطيع العيش دون عدو , في اليمن لن تستطيع العيش دون المخلوع والحوثي والحراك كي تبرر فشلها . وجود مشروع وطني مدني حقيقي في أي دولة هو الخطر بالنسبة لجماعة الاخوان , لانه يكشف حقيقة انها جماعة بلا مشروع يصلح للحكم بل مشروع يصلح للدعوة والدروشة لا أكثر.