* تكمن اولاها في الثقافة سياسية دينية متعاضدة ً مع التعليم حيث ان التعليم المحدود في اليمن يشجع الشباب على ان ينصرفوا نحو التعليم الديني المستغل "سلباً" من قبل من يعتقدون بالحقيقة المطلقة ويعتنقونه. - ولذا فالسياسات التعليمية القائمة في البلد تقوم بأ"عدام" اجيال كاملة ً سواء بتقطيره وفرض رسوم وقوانين غير مشجعة للانخراط في التعليم الحديث والمتطور والكفؤ والذي مداره العقل، وصولاً" لاعداد" وتهيئة الشباب الطامح الذي لايجد ملاذاً في التعليم العام فيكون مستقره النهائي في التعليم لدى معاهد ومراكز ذات صبغة دينية يتوفر لها كل اسباب الدعم والظروف الحياتية التي هي غير متوفرة في التعليم العام وهو ما يستهوي اؤلئك الشباب ويساعد على استقطابهم . *ناهيك عن ان محدد الثقافة تلك هو المسئول حتى عن الفقر والحرمان والبؤس المزري ليس فقط من جانب الفرد او الشاب بل ومن جهة الدولة حيث لاتعرف مهامها ولا وظيفتها ولا فلسفتها في هذا الشأن فتوسع بسياستها الرعناء من مساحات الفقر والحرمان مم يجعلهم يلجأون الى هكذا تعليم وبيئة تنشئة تعتبر مؤلاً للافكار الخاطئة. - ولذا فالدولة هنا "السلطة" هي المسئولة الاولى والاخيرة عن ذلك لانها بسياستها البالية والمهترئة والموغلة جهلاً تسهم في استنبات التربة وجعلها صالحة ً لاستنبات الفقر وواحات الجهل المتكدرة وكهوف الظلام الجارف ، وبالتالي اشاعة الفقر واستزراع البطالة ورفع اسعار التعليم وعدم توفر التعليم العام في بلد يحوز الشباب فيه على مايفوق نسبته 73% بأحصائيات 2010م. - الامر الذي يحفزها على انتهاج تلك السياسات هو الفساد الممنهج والمتجذر بطبيعة تركيبتها الفئوية تلك وأملاً في استنساخ واستنبات من يؤمن بها ويعتبر ابناً وبتناً لها حيث توفر له تعليماً خاصاً داخلياً اي في البلد والذي يعتبر مصدراً لامتصاص دماء الناس والشباب او في الخارج على حساب استحقاقات اليمنيين انفسهم. *كما ان سلوكيات العنف تلك من قبل السلطة وسياساتها المعززة للارهاب والمشجعة للعنف واستزراعه عبر سياساتها تلك او عبر سلوكها لنفس الاداة في العنف ذاته تجاه المجتمع يجرّ جماعات العنف والارهاب الى عنف أكبر ، وصولاً لا عنف ما يسمى بالدولة او ارهابها مقابل ارهاب الجماعة او عنفها . *كما نجدّ ان الفساد والتسلط ذاك ينتج "اغتراباً" ممضّاً في افراد تلك الجماعات حيث لا انتماء لهذا المجتمع ولا تلك المؤسسات يعتبرها مؤسساته او تقدم له خدمات حيث انفصال الحقيقة الاجتماعية عن السياسية ولذا يكون سلوكه عدوانياً ومدمرّاً لنفسه ومن يعتقد انه عدوه كمؤسسة الجيش والامن. - يعاضد ذلك كله تحالفات تلك العصبويات المهترئة والفئويات المتعفنة من خلال استحكامها بالسياسات الخاطئة وتحالفاتها الخارجية مع الدول الاقليمية والدولية فينتج عن ذلك مزاعم مغلوطة وأوهام متشبّعة بمَّ يسمى " سياسات الهوية ". * ولذا فمعرفة الاسباب الحقيقية وفق تشخيص دقيق وعلمي بعُدّة معرفية هو الخلاص لرسم سياسات علمية وتعليمية ومؤسسات تنشئة ثقافية تعزز من الاصطراع الفكري غير العدائي وتنفتح على الابواب المشرعة على نسائم الحرية هي الملاذ الآمن للخروج من معمعة الارهابَين " الدولة" والجماعات المختلفة، ناهيك عن اقامة دولة ديمقراطية حديثة ممأسسة بمداميك صلبة على حفظ الحقوق واقامة اعمدة العدل ومسيجة باستراتيجية حقيقية وواعية تشتمل على مختلف الأبعاد وتسترعيها الانتباه هو المدخل الحقيقي والبنّاء نحو المستقبل الذي يضمن تحقيق الحياة ..حياة اليمنيين جميعاً ويسترد كرامتهم ويضمن لهم مشاركة محترمة في صنع الحضارة واستدامة السلام بأفق السلام ذاته يمنياً واقليمياً ودولياً..وبدون ذلك "خرط القتاد"كما تقول العرب.