قترح أحد الأصدقاء لفظ "الحواريون" عنواناً لهذا المقال باعتبار أن حواريو المسيح عليه السلام هم أنصار الله الأولون، وهم رمز للسلم لا العنف، وللتسامح والوئام لا التعصب والفصام، واقترح صديق آخر لفظ "المحرنون" عنواناً لهذا المقال بقصد وصف التناقض اللفظي للحراك الجنوبي الذي حرن في مكانه (أي لزم في مكانه ولم يفارقه بمعنى أنه حراك لا يتحرك)، واقترح صديق ثالث "الإخوان الأعداء" مستعيرا من العظيم دستويفسكي عنوان روايته الرائعة "الإخوة كرامازوف" أو "الإخوان الكذابون" كما يحلو للمدنيين المصريين وصف إخوان مصر هذه الأيام، ولكنني آثرت العنوان أعلاه مركّزاً هذه المرة على المؤتمر الشعبي العام الذي فاجأتنا تسريبات قائمة أسماء محاوريه وكأن الشرط الرئيس لها أنها أتت من ميدان السبعين وليس من مخزن خبرات وكفاءات المؤتمر (وهو مخزن للكفاءات اليمنية)، ويتساءل المراقبون: من يا ترى سيُغني النقاش والحوار الوطني إذا كانت هذه الأسماء صحيحة، ومن سيشارك في اللجان المختلفة حول قضايا صعبة مثل دستور المستقبل، والشكل السياسي للدولة (برلماني، رئاسي، مختلط)، ونظام الانتخابات (دائرة فردية، نظام قائمة،... الخ)، وشكل الدولة (بسيطة وحدوية، مركبة فيدرالية)، وغيرها من القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني، فالأسماء في جزء كبير منها هي أصلح لحلبة المصارعة منها لطاولة الحوار. لم تعلن الأسماء كلها بصفة رسمية للمشاركات والمشاركين في الحوار الوطني الذي ينتظره الناس بفارغ الصبر، والذي يأمل منه اليمنيون كل الخير، ولكن استناداً إلى ما سُرب أو أُعلن حتى لحظة كتابة هذا المقال يمكن للمراقب تقسيم هذه الأسماء إلى قسمين. المحاورون: وهم الذين سيشاركون أو اللواتي سيشاركن بهدف البحث عن القاسم المشترك لليمنيين واليمنيات جميعاً، القاسم المشترك الذي سيمثل القاعدة الموضوعية لبناء مستقبل مشترك مزدهر وجميل. المعرقلون: وهم الذين سيدخلون أو هن اللواتي سيدخلن قاعات الحوار الوطني إما في محاولة لإفشاله عمداً مأمورا، أو من خلال تصلب المواقف وتطرف المقاصد وعدم الاستعداد للأخذ والعطاء للوصول إلى القاسم المشترك بين الناس، أي أن المأمور أو المأمورة والمتصلب أو المتصلبة هو أو هي سواء في نهاية المطاف. غريب -فعلاً- أن تتضمن قوائم أحزاب كبيرة مثل المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح أسماء حادة (المزاج والطبع والفعل)، وشخصيات لا توافقية هي أصلح للحرب منها للسلام، ولكن لابد من القول إن على هذه الشخصيات إن دخلت الحوار هي وأحزابها أن تدرك بأن اليمنيين ومعهم المجتمع الدولي كله سيراقبون أداءهم في الحوار، وسيسجل التاريخ مَن مِنهم المحاور البنّاء ومَن مِنهم المعرقل الهدّام. اللهم وفق اليمن واليمنيين إلى قاسم مشترك عادل يبنون من خلاله المستقبل إنك انت العزيز القدير. استاذ الفيزياء النووية وميكانيكا الكم [email protected]