كيف استبيحت عدن ذات نهار على وقع لعبة الشارع والشارع المضاد التي ادمنها النظام السابق ويحاول النظام الحالي السير على خطاه. "جابوهم من خارج عدن بباصات واحياناً بسيارات بدون ارقام طوال الاسبوع" هكذا بدأ احد سكان عدن شهادته عن تفاصيل خميس عدن الدامي، يضيف "اخذوهم سكنوهم في معسكرات الجيش في المدينة وفي مقرات الامن المركزي مساء الاربعاء، وفي الصباح شاهدنا هذه المجاميع تخرج من هذه االاماكن على متن ناقلات الجند متجهة صوب ساحة العروض وبحماية الأمن لتأمين وصولهم". مختتماً شهادته. في الساحة كانت القوى الامنية – التي تألفت من الأمن العام والأمن المركزي وقوات الجيش المتمركزة في المدينة- جميعها كانت ترسم اللمسات الاخيرة لبدء مهرجان "عيد الجلوس" للرئيس هادي. ولكن محيط الساحة لم يكن هادئاً بل يلغي بتوافد عناصر الحراك التي حاولت افشال الحفل وايصال رسالتها "نحن هنا" . "شاهدنا مسلحون بزي مدني يطلقون النار علينا من جنب عناصر الجيش" كهذا يفيد "شاهد عيان" من عناصر الحراك عن بدء تفاصيل المذبحة التي بدأتها قوى الأمن والجيش لحظة وصول عناصر الحراك إلى محيط ساحة العروض بحجة وجود مسلحون في صفوف متظاهري الحراك , وهو ما ينفيه بشدة شاهد العيان : " لا وجود لأي مسلحين بيننا ولو كان هناك مسلحون لحصلت مجزرة....". حالة الاحتقان التي تسود عدن بين سكانها وقوى الأمن لها جذور وأسباب كما يرى "شاكر" احد سكان عدن "هناك حالة كرة ضد الأمن والجيش بعدن بسبب أن النقاط الأمنية في المحافظة التابعة لهذه القوى تحولت إلى نقاط جباية وابتزاز للمواطنين , فلا تستطيع مركبة تحمل أي مواد غذائية او مواد بناء دون دفع إتاوات ورشى للجنود حتى الصيادين لا يسلمون من هذا". يضاف ذلك إلى حرص على ان يكون جنود هذه النقاط من غير ابناء المحافظة ومن ذوي الاخلاقيات السيئة ليمارسوا ابتزاز السكان والاساءة لهم بكل وقاحة واستفزاز , " لقد بتنا ننظر لهم كأعداء بل كمحتلين" حسب ما يقول شاكر. بالمقابل تتهم السلطات قوى داخل الحراك الجنوبي بمحاولة الدفع بمسار القضية الجنوبية نحو العمل المسلح وشحن العداء المناطقي بين ابناء المحافظة وسكانها من المحافظات الشمالية , ومع دخول القاعدة على خط المواجهة بحسب مصدر في وزارة الدفاع الذي اتهم عناصر من تنظيم القاعدة في مشاركة مسلحي الحراك في مهاجمة قوات الأمن في عدن, هذا التصعيد يجعل ساحة الجنوب مفتوحة لأكثر من طرف ولاعب تختلف غاياتهم بين مغازلة الرئيس هادي بإدعاء ملكية الشارع في الجنوب وبين طرف يحاول العبث بالمشهد الجنوبي لترتيب اوراقه قبل الدخول في مؤتمر الحوار , وبين لاعب يحاول استعاده ماضي تليد اضاعه بقرارته العاطفية يحاول اليوم استعادته بعواطف الجنوبيين. لكن وسائل المتصارعين تظل واحده هي دماء الجنوب حطب ووقود المعركة .......