سقطرى ..جوهرة اليمن المهملة إهمال السلطات اليمنية لجزيرة سقطرى حال دون تقديمها كتحفة طبيعية نادرة للعالم وفتح المجال لأطماع أجنبية تهدد أمن الدولة من خلالها - سقطرى اليمنية أو جزيرة الأحلام كما يطلق عليها، لم تشفع مقوماتها السياحية الطبيعية وتنوعها النباتي والحيواني لتحظى باهتمام من السلطات اليمنية المتعاقبة مما تسبب في تردي وضعها المعيشي والسياحي. تقع الجزيرة في البحر الهندي وتقدر مساحتها ب"3600″ كيلو متر مربع وتبعد "480 كم" عن رأس فرتك في محافظة المهرة أقرب نقطة في الساحل اليمني، ويبلغ عدد سكانها حوالي 130ألف حسب تعداد 2004م وتم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008م من قبل منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونيسكو). تزخر الجزيرة المصنفة كواحدة من أكثر المناطق غرابة في العالم بتنوع نباتي نادر يصل إلى"750 نوعاً" بينها مجموعة من الأشجار تستخدم في الطب الشعبي مثل أشجار "الصبر و اللبان والمر ودم الأخوين ". وتتفرد بتنوع حيواني نادر، إذ يوجد بها حوالي "105 نوعاً" من الطيور النادرة، يجد الزائر متعة في مداعبتها خصوصا وأنها تطير في جو منخفض. كما تمتد شواطئ الجزيرة ذات الكثيب الأبيض الناصع مسافة "300 ميل" ومعظمها مظللة بأشجار النخيل المتكئ على الجبال المكسوة بالعشب الأخضر، أما مياه الشواطئ الخالية من عوامل التلوث فتعيش فيها أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف الخضراء والشعب المرجانية. ومما تمتاز به الجزيرة وجود شلالات مائية مثل شلال " دنجهن " في حديبو و" حالة " وموميو" غيره. ورغم وجود هذه المقومات السياحية في الجزيرة إلا أنها تفتقر لأدنى الخدمات السياحية التي تؤهلها لأن تكون مزارا سياحيا، يقول فهد كفاين عضو مؤتمر الحوار الوطني وأحد أبناء الجزيرة " لاتزال شبكة الطرق رديئة، كما نعاني من انعدام المواد الغذائية والوقود وارتفاع أسعارها وتحول الكثير منها إلى السوق السوداء في كثير من الأوقات ". ويشير في تصريحه ل "ارم" أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران مثل صعوبة في التواصل مع الخارج. الإهمال الحكومي فتح المجال لأطماع أجنبية في الجزيرة، فقد كشفت صحيفة محلية عن تحركات إيرانية واسعة، تتمثل في حملة استقطاب لعدد من شباب الجزيرة، تحت مسمى «الابتعاث للخارج والدراسة». وأكدت أن شخصاً يدعى «حامد الإيراني» تمكن خلال الأشهر الماضية من تجنيد أكثر من 30 شابا، وابتعاثهم إلى كل من إيران ولبنان – تحت مسمى الدراسة. ومن الجدير ذكره أن سكان الجزيرة يتكلمون اللغة " السقطرية" التي يصعب على الزائر فهمها وتختلف كثير عن العربية، ويعيش أغلبهم على مهنة الصيد والرعي وما يجود به المغتربون في كل من الإمارات والسعودية إذ تتواجد جالية كبيرة من أبناء الجزيرة في الدولتين. قبل شهر من الآن أعلن الرئيس اليمني هادي سقطرى محافظة مستقلة عن حضرموت محاولاً إصلاح ما أفسده النظام السابق، داعياً رجال الأعمال للاستثمار بالأرخبيل لما تمتلكه من مزايا سياحية ،مؤكدا أن المستثمرين سيحظون بكل التسهيلات اللازمة. ويؤمل مواطنو الجزيرة كثيرا في اعلان الرئيس ويمنون النفس بأن تترجم الحكومة القرار بتنفيذ مشاريع خدماتية تنتشل وضع الجزيرة إلى مستوى يليق بخصوصيتها البيئية النادرة وبتشكيلها الإداري الجديد.