موقع إستراتيجي هام ومكان سياحي متميز وحدها من يمنحك فرصة السباحة في المحيط الهندي الذي يتقاسم احتضانها مع البحر العربي .. مكونات طبيعية نادرة في البر والبحر هي التي أخذت من الأجانب ألبابهم وجعلتهم يتوافدون عليها موفرين لأهلها فرص عمل موسمية من خلال تسيير حركة السياحة فيها بطريقة يمكن وصفها بالمتواضعة يظل السائح خلالها مخطوفا بسحر الجزيرة وجمالها لا مختطفا تحت قوة سلاح قبائلها مثلما يحدث معه في مناطق أخرى من اليمن . السياحة وحدها لو أحسن صناعتها هناك لرفدت خزينة الدولة بالكثير من المال وأسهمت في رحلة العملة الأجنبية باتجاه اليمن . أهملها السابقون حتى أصبحت الجزيرة بمثابة سجن كبير بوابته الأولى بحرا مترامي الاطراف مفتوحا على المحيط يفتح ثلثي العام ويغلق ثلثه بسبب الرياح مفاتيحه قوارب وسفن متهالكه يرهقها طول الإبحار وبوابته الثانية مطار ترابي غير مؤهل يفتح في فترات متباعدة مفتاحه طائرة نقل عسكرية يموت منتظريها من المرضى ويولدن المتعسرات أو يموتن وهم في إنتظارها بينما مناطق سقطرى الداخلية وبواديها تعيش في عزلة عن بعضها أشبه بتلك التي فرضها النظام الإمامي على شمال اليمن قبل ثورة سبتمبر لعدم وجود طرقات أو وسائل نقل هكذا قال لي احدهم .. وبسبب ذلك كانت الأم في محافظات الجنوب تدعو لابنها حين تودعه وهو مغادرا لتأدية الخدمة العسكرية بان يحفظه ربي وأن يعيده لها بالسلامة وأن لا يجعل سقطرى من نصيبه في التوزيع وقد كان المعلم الغير منتظم يهدد بالنقل إليها إن لم يغير من سلوكه . أما اليوم فقد أقتربت سقطرى كثيرا من العالم وتقاربت من بعضها بفضل بناء المطار وتحديثه وشق الطرقات الداخلية وتسهيل إستيراد المركبات إليها الذي أسهمت فيه لسان بحري أطلق عليه مجازا ميناء سقطرى البحري إضافة إلى توفر شبكة الاتصالات والتواصل بين معظم مناطقها وبينها وبين العالم من حولها حيث أصبحت زيارتها اليوم حلما يراود الكثيرون ممن عرفوا عنها ولم يعرفوها . ومع ذلك فإلى اليوم لم يتنبه لأهمية موقعها الإستراتيجي ولم يستثمر السياحة فيها لا السابقون ولا اللاحقون بينما كثير من الدول بما فيها الكبرى تراقب التغيرات على الساحة اليمنية بعين والأخرى مفتوحة على سقطرى التي جربت العيش في أحضان عدن لسنوات وأخرى في أحضان حضرموت ولم تجد الدفء المطلوب لا هنا ولا هناك بحسب رأي بعض أبنائها . وهي اليوم تبحث عن ذاتها تفتش عن هويتها في أوراقها القديمة لتجد بأن المهرة قد أصبحت أقرب لها من غيرها رفضا للواقع وخوفا من المستقبل ! فكرا أصبح يتبناه عدد من ابنائها وبعض مكوناتها الاجتماعية . بينما يدعم آخرون فكرة المحافظة المستقلة وهي الفكرة التي لقيت أذن صاغية وقبولا مباشرا لدى الدولة بهدف قطع الطريق على أفكار وتيارات أخرى ربما تطرفت بمطلبها على الأقل من وجهة نظر الدولة. فالزائر للجزيرة يلمس بأنها لم تكن محمية للتنوع النباتي والحيواني فحسب بل والإنساني أيضا واليمني بالذات حيث تعيش على أرضها فئات إجتماعية متعددة ممثلة عن محافظات عدة دون تصنيف أو أي مشكلات تذكر . وقد تجد هناك من يدعوا لأن تكون دولة مستقلة بذاتها وربما أكثر من دولة تماشيا مع الفكر الذي أصبح سائدا في يمن ما بعد ( ثورة التغيير ) رفضا للحاضر و خوفا من المستقبل منطلقين من تجاربهم السابقة التي لم تنجب لهم بعد كل المنعطفات السياسية والتضحيات الجسام غير واقع لا يتسع لآمالهم ولم يكن يوما بحجم تضحياتهم وهي فئة صغيرة مقارنة بباقي الفئات المطالبة بالتغيير من أجل التطوير . في سقطرى أكبر وأوسع المحميات المتنوعة في البر والبحر نباتات وأشجار نادرة وطيور متميزة وغيابا تاما للحيوانات الشريرة حتى على قمم جبالها وبين أدغال وديانها . وفي ظل هذه الفوضى التى تعم اليمن يغيب عن سقطرى أشرار البشر مثلما غابت عنها أشرار الحيوانات لذلك فمن المتطلبات الضرورية لتبقى الجزيرة محمية هي أن يحضر عنها وصول مثل هؤلا الأشرار تحت أي مسمى كان لينعم فيها الناس من كافة أنحا اليمن والقادمون إليها من أطراف الأرض بالأمن والاستقرار الذي أصبح مفقودا في مناطق عدة من اليمن لتظل سقطرى منطقة جاذبة للباحثين عن جمال الطبيعة وندرة مكوناتها وحلما جميلا يراود الكثيرون بعد أن كانت فزاعة يخوفون بها المقصرين من المحافظات الأخرى بهدف أن يتجاوزوا تقصيرهم . [email protected] 23/11/2013 – جزيرة سقطرى