ليس حباٌ في الانفصال ولا كراهيةٌ للوحدة ولكن الكرامة أسمى يا عقلاء اليمن – يا إخواننا في المحافظات الشمالية – تعرفون جيداٌ من تأمر على الوحدة اليمنية ومن ضحى من أجل قيامها عام 90 م – وتعرفون جيدا من قتلها وقتل حبها في نفوس السواد الأعظم من ابناء الجنوب – بل وفي قلوب الملايين من أبناء الشمال أيضا – فكيف لكم أن تبقون من قتلوا حلمنا وحلمكم التاريخي يمسكون بكل مفاصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية – وتمنحونهم الحصانة من المسائلة عن مئات المليارات من الدولارات المنهوبة من خيرات الشمال والجنوب – بل ويمنحون أيضا – بالمخالفة لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية – الحصانة عن سفك الدماء وزهق أرواح عشرات الألاف من ابناء الوطن وأخرها المجازر المرتكبة بحق شباب الحراك الجنوبي السلمي وثورات الشباب في معظم ساحات الحرية في كل المحافظات والمديريات – وأمام ذلك كله جل ما نراه و نلمسه ونسمعه منكم هو التركيز على مطالبة أبناء المحافظات الجنوبية -بالحفاظ على الوحدة اليمنية – وكأن الوحدة هي ألغاية بحد ذاتها وهي ليست الا وسيلة لتحقيق الرفاهية والعزة والكرامة – فماذا تحقق لنا من ذلك ؟ إن ابناء المحافظات الجنوبية هم الوحدويون حقا وقد اثبتوا ذلك ولكنهم قد صدموا بسوء معاملتهم وبالعصبية القبلية التي منعتكم طوال ربع قرن تقريبا ولا زالت تمنعكم حتى الان – من التفريط بمصالح من يستعبدونكم ويستعبدوننا ويمتصون دمائكم ودمائنا – ولعل إجهاض ثورة الشباب ونتائج مؤتمر الحوار الوطني خير وأخر الشهود على ذلك – وبالمقابل فإن عليكم أن تدركوا إن أبناء المحافظات الجنوبية بطبيعتهم لا يمكن أن يصبروا أكثر مما قد صبروا فقد بلغ السيل الزبى – ولن يفرطوا بكرامتهم مهما كان الثمن – لإن الكرامة عندهم أسمى من الوحدة ومن كل الكنوز- ولعل من الحكمة والمنطق ان نحافظ معا على وحدة الأخوة والمحبة والتعاون بين ابناء الشعب اليمني والشعب الحضرمي والأقليات الأخرى سواء كنا في دولة او دولتين او اكثر – تلك هي الوحدة الأهم والدائمة – أما وحدة الأنظمة فإنها زائلة ومتغيرة على مدى كل العصور – والله الموفق