يحكي أن رجلاً كان يملك مالاً وبيوتاً , وغيره مما يضن به , فمرض مرضاً شديداً فجاء إليه أقرباؤه فقالوا : يا فلان أوص حتى لا نختلف على مالك من بعدك . فاستحسن الرجل كلامهم . فأخذوا يعددون أمواله . البيت الفلاني لمن , قال لفلان , وهكذا تم توزيع ثروته على أقربائه وأهله , فلم يبق إلا حماره , وكان قريباً جداً من نفسه , فقالوا والحمار تريده لمن ؟ فقال الرجل حتى حماري لن تتركوه لي ! بطلنا في الموت . تذكرت هذه القصة حين كنت في جلسة مع بعض الزملاء المتفاعلين مع الهبة بكل كياناتهم , ومستعدين للتضحية بكل غال ورخيص في سبيل تحقيق أهدافها . ولكن هناك نتائج للهبة جعلتهم يتوقفون عندهم , ويناقشونها بكل منطقية وبعيداً عن العاطفة منها : 1. مستقبل أبنائنا التلاميذ والطلاب بكل فئاتهم ومراتبهم التعليمية. 2. الانفلات الأمني , و كيفية تنسيقه . 3. النباتات الخبيثة التي تحاول الانحراف بمسار الهبة , والخروج بها عن خطها الذى اختط لها . وأنا وبكل يقين أعلم أن الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية تأخذ هذه القضايا بكل جدية , ولكن نحب أن نذكر بها حتى توضع الحلول لها بشكل لا يتعارض مع مصالح الناس , ولا يضرب وطنيتهم في مقتل , ويجعلهم يفكرون بشكل سلبي ينحرف بالهبة أو يؤخر بعضا من ثمراتها ولنبدأ بالتعليم . أولاً : التعليم ومستقبل أولادنا : لن يختلف اثنان أن حضرموت كغيرها من مناطق الجنوب تعرضت للحيف والظلم , ونهبت ثرواتها النفطية , ولكن هناك الثروة الأهم , أبناؤنا هم الاستثمار الحقيقي , والأمل في المستقبل المشرق الذى نعده , فالأطفال (التلاميذ – والطلاب )هم الثروة الحقيقية للبلد , ولكي يحافظ عليها يجب أن يحصلوا على قسط واف من التعليم , ومن أبجديات النهضة أنه لن تسطيع أي أمة النهوض بدون التعليم , فهل تعي التنسيقية هذا الكلام ؟ إن تحصين الأبناء بالعلم هو السلاح الأقوى لامتلاك الحرية , ولا يخفى على أحد أن للفكر والمعرفة دورا كبيراً في محاربة العنف , والتخلف , فهي تحفر عميقاً في وعينا , وتواجه موجات العنف والإرهاب والأفكار الضالة وبت الوعي لدى المجتمع , فكيف نوازن بين المطالبة بحقوقنا مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من ثروتنا الحقيقية وهم الأبناء؟ ولقد رأيت ذلك واضحا في قلق الأهالي , والأبناء على السواء في هذه النقطة الحساسة خصوصا , ونحن على مشارف اختبارات نهاية فصل دراسي في التعليم العام والجامعي , فلكى لا نجعل الناس بين خيارين أحلاهما مر , ولا ندفعهم دفعاً للقول : بطلنا في الهبة إن كانت تدمر مستقبل أبنائنا , وزهرات قلوبنا , ونحن نعلم أن الأولاد مجبنة مبخلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . الملف الثاني :الملف الأمني : وهذا أيضا من الأساسيات التي ينبغي للهيئة التنسيقية أن تضعه في حساباتها بالتنسيق مع القيادات الخيرة من أبناء المحافظة بالإضافة إلى الوجوه المجتمعية التي تملك تأثيراً في المجتمع إضافة إلى الجرأة والشجاعة , وللناس استعدادات كبيرة للعمل في هذا المجال لحفظ الأنفس والأموال حتى لا نجعل الناس تردد : حاكم غشوم خير من فتنة تدوم . النقطة الثالثة : النباتات الخبيثة : تحرص الثورات على إشراك كل فئات المجتمع حتى تضمن النجاح , وتلبية مطالب الناس , ويدخل فيها المتسلقون , وأصحاب النظرات الضيقة الذين ينظرون لمصالحهم , ويمكن التعبير عنهم بالنباتات الخبيثة التي تنبت على جانبي الطريق من غير إرادة من الزارع وتحاول أن تحول بين الناس ومصالحهم , وهذا يظهر واضحاً في المظاهر المسلحة لبعض الشباب المتهور والمدعوم من قبل جهات معلومة تريد الانحراف بمسار الهبة وإخراجها عن حقيقتها . وبدون التنسيق مع الأهالي للقضاء على هؤلاء المتطفلين وإحجامهم لن تستطيع الهبة أن تنفذ كل ما تصبوا إليه , فهي تعرقل مصالح الناس , وتعمق مأساتهم بدلاً من التعاون لتجاوز المشكلات . هذه ثلاث نقاط مهمة ينبغي أن توضع الحلول الناجعة لها ، وتوضع في عين الاعتبار عند اختيار الهيئة التنسيقية للتصعيد ، وبدون التنظيم والتخطيط الجيد ، ووضع الأمور في نصابها سيصبح الخيار الآخر للناس هو بطلنا في …