الهبة الحضرمية التي انطلقت يوم 20 ديسمبر ثم امتدت إلى جميع مناطق الجنوب دخلت أسبوعها الثالث ومن خلال رصد مساراتها يمكن القول أنها حققت تقدما ملحوظا على كافة المسارات .وان كان بعضها بحاجة إلى تعديل طفيف لكي يتماثل مساره مع المسارات الأخرى . في موضوع سابق تم مناقشه المسار العسكري وتمت الإشارة فيه إن الحرب ستكون حرب عصابات كر وفر وان مجالها لن يكون في حقول النفط بل ستشمل الدائرة النفطية الكبرى المتمثلة في الإنتاج .النقل ,التصدير. التطورات العسكرية إلى هذه اللحظة شملت الإنتاج والنقل ويتوقع أن تمتد إلى التصدير إذا لم يحدث تدخل للتأثير على ميكانيزمات السيناريو التلقائي وأتوقع أن لا يحدث أي تدخل. إن امتداد المواجهة من مهاجمة النقاط العسكرية إلى تفجير أنابيب نقل النفط من حقول الإنتاج إلى ميناء التصدير ميناء الضبة على بحر العرب في خليج عدن هو الانتقال إلى الحرب الاقتصادية وهو تطور خطير في مسار الهبة الشعبية السلمية . مناقشة المسار الاقتصادي للهبة يمكن تناوله في عدة جوانب , وهنا نبدى بجزئية حرب أنابيب نقل البترول مناقشة اثر هذه الحرب في اقتصاد الجمهورية اليمنية يتطلب بيانات رقمية حول حجم الإنتاج والتصدير من حقول حضرموت التي بداء حلف حضرموت يسيطر عليها رغم تجاهل الجهات الرسمية والتكتم الإعلامي الذي لا يغير شي من حقائق الواقع الذي أظهرته الصحافة الالكترونية من سيطرة ال الجيلاني على قطاع 49 في منطقة الظليعة . نأمل من الأعلام إن كون مهنيا وشفاف لنقل ما يدور على الأرض ويكونوا حضاريين. الكتب الإحصائية والنشرات الصادرة من الجهات الرسمية سواء تلك التي يصدرها الجهاز المركزي للإحصاء في صنعاء أو فرعه في حضرموت . او نشرات وزارة النفط من المكتب الرئيسي في صنعاء وساحل ووادي حضرموت لا تظهر أي بيانات رقمية عن حجم الإنتاج وهذا يجعل التحليل نظري . معظم التقارير تقول إن الموازنة التشغيلية للجمهورية اليمنية تعتمد على النفط حيث يسهم بما يعادل 75%- 80% . والنفط يستخرج من حضرموتومأرب وهي مناطق ملتهبة بسبب سلوك السلطة المشين نحو هذه المناطق . قوة التأثير ما تضمنه تقرير رسمي جاء فيه خسارة الاقتصاد من جراء حرب الأنابيب بلغت ثلاثة مليار دولار وينحصر الضرر على تفجير خط أنابيب مأرب رأس عيسى على البحر الأحمر.) اليوم حرب الأنابيب انتقلت إلى حضرموت هذا السلاح من اخطر الأسلحة وأكثرها فاعلية ويجعل ميزان القوى يميل لصالح حلف قبائل حضرموت. لأنه يؤدي إلى توقف ضخ وتصدير النفط وهذا له إبعاد داخليه وخارجية . بالنسبة للبعد الداخلي . أولا : خزينة الدولة تخسر يوميا ملايين الدولارات وهذا يشل حركة الاقتصاد المريض المرقد في غرفة العناية المركزة والذي بحاجة إلى مليارات الدولارات لكي يفتح عينية . ولان العالم غير مستعد لتقديم مساعدات دون أن يراها في المنظومة الاقتصادية يؤكد ذلك توقف دعم مشاريع البنية التحتية . فان الأزمة الاقتصادية سوف تتفاقم وأول مؤشراتها زيادة حدة النقص في المعروض من المحروقات الديزل البترول . ومما يزيد من صعوبة تجاوز الأزمة إن المساعدات النفطية من بعض دول اليسر النفطي لن تكرر كما حدث في أزمة 2011م التي فجرها الشباب بسبب المتغيرات الإقليمية . وهذا يعني إننا سنشهد في الأيام القادمة طوابير بالكيلومترات أمام محطات الوقود. ولا تقتصر الأزمة على هذا الجانب بل يتوقع إن تتسبب في عجز الحكومة في تغطية السوق الداخلية بالنقد الأجنبي وهذا يؤدي إلى انخفاض سعر صرف الريال إمام الدولار وارتفاع التضخم. وقد يمتد العجز إلى دفع رواتب الموظفين مما يعني زيادة مساحة التدهور الاقتصادي . أما البعد الخارجي يتمثل في خسارة الشركات الأجنبية من جراء توقف الإنتاج والتصدير وفي عصر تحكمه المصالح الاقتصادية فلا توجد ثوابت سياسية أو أخلاقية أو أدبية كل شي محكوم بالمصالح الاقتصادية. وعليه فان خسارة الشركات النفطية في حضرموت لمن هذه الحرب له تداعيات جمة منها عدم وفاء الشركات بالتزامها في سوق النفط الدولية وهذا يترتب عليه تراجع سمعتها الدولية و خسارة مالية وقد يلجئ الطرف الأخر في العقد النفطي للمطالبة بالتعويض عن تأخير موعد السداد لان العقود محددة بزمن معين . كما إن هذا يولد العديد من المشكلات منها صرف رواتب الموظفين وهم في إجازة إجبارية أمام هذا الوضع قد يدفع بالشركات إلى تسريح عدد غير قليل من العمال وفي كلا الحالتين سيؤدي إلى مشاكل اقتصادية لشركات النفط وحتما ستمتد إلى الجانب السياسي من هنا ستنحرف بوصلة المواقف تجاه القطب الاقتصادي المسيطر على مكون النفط وهو ما يعني فتح باب التدخل الخارجي حكومات الشركات لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحصل لشركاتها وسرعة التحرك الخارجي سوف يتأثر بالانتخابات وحجم المشكلة في تلك البلدان لان الأحزاب الحاكمة والمعارضة سوف تتسابق على استثمار هذه الورقة . أما العامل الثاني إدارة حلف قبائل حضرموت لهذه الجبهة الذي أحسنوا إدارتها حتى هذه اللحظة . أمام هذا الوضع لن تستطيع الحكومة الصمود كثيرا ولكنها قد تتصرف بحماقة كما يقول المثل الحضرمي رفسة الموت هنا يتوقع إن تشن اكبر حملة عسكرية بالطيران لصوبة استخدام القوات البرية لصعوبة الوصول لطول خطوط الإمداد وسيطرة حلف قبائل حضرموت على الطرقات هذه الحملة لن تنجح ولكنها ستخلف مشاكل بيئية ولكنها تعجل بالتدخل الخارجي