دشنت صباح الثلاثاء الموافق 2013/06/10 امتحانات الشهادة للمرحلتين الأساسية والثانوية كالعادة بامتحان القرآن الكريم والتربية الإسلامية للثانوية العامة أعقبه في اليوم التالي امتحان الشهادة الأساسية في ذات المواد ومن ثم أستمر بالتناوب بين المرحلتين وفقا والبرنامج الوزاري المنزل الذي أختل بسبب تسريبات لبعض أسئلة المواد .
أقول هنا أن امتحان اليوم الأول هو الامتحان بكله لما يشكله من أهمية بالنسبة للممتحن فهو يمثل الموقف الأول في هذا الحدث الذي لا يتكرر كثيرا بالنسبة للتلاميذ والطلاب والذي سينعكس أثره على المواقف اللاحقة سلبا وإيجابا لهذا فأن للاهتمام بإيجابية الموقف الأول أهمية بالغة ليكون محفزا للإقبال على بقية المواقف اللاحقة وبالتالي النجاح فيها وتحقيق مراكز متقدمة من قبل المتعلمين وبدون ذلك فأن هناك معيقات نفسية ووجدانية ستواجه الطالب والتلميذ وبالتالي ستقلل من فرص نجاحه وتفوقه .
السؤال الذي لازال محير في هذا الموضوع هو .. لماذا تصر وزارة التربية والتعليم اليمنية على جعل امتحان مادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية في ذات اليوم بفاصل دقائق معدودات بين امتحان المادة الأولى والمادة الثانية للعلم أن كل مادة منها تعتبر مستقلة بذاتها لها منهجها الخاص ولها معلمها ويختبرها التلميذ والطالب كمواد مستقلة طيلة سنوات دراسته حتى إذا ما حل الامتحان للشهادة فرض عليه الجمع بينهن في يوم واحد لم يكن بالعادي بل هو اليوم الأول للمتعلم في الامتحان الذي لم يتعود على أجوائه حيث يكون القلق هو سيد الموقف ليرتفع إلى أعلى مستوياته بسبب هذا الجمع وأحيانا بسبب تصرفات بعض الملاحظين الذين هم أيضا ليزالون في مرحلة امتصاص الغضب بسبب تكليفهم بعملية الملاحظة في مرحلة يعاني الوطن فيها غياب هيبة القانون مما يعرضهم لبعض الضغوطات بل و للخطر أحيانا وقد وقفوا على ما تعرض له بعض زملائهم من قبل في مثل هذه المواقف إضافة إلى قلة ما يحصل عليه الملاحظ من مقابل مادي لا يتناسب مع ما يبذله من جهد وما يتعرض له من ضغوطات .
أن مستوى قلق الممتحن الناتج عن هذا الجمع لاشك من أنه ينعكس سلبا على مستوى إجابته عن أسئلة الامتحان المطلوب منه الإجابة عليها كما أن قلقه المتزايد بسبب عدم قناعته بما أنجزه من إجابة في يومه الأول يؤثر سلبا على إجابته في الأيام اللاحقة لأن القلق لا يولد إلا قلقا .
فخلال سنوات مضت كان الطالب والتلميذ يحقق نجاحا كبيرا في بعض المواد كاللغة الإنجليزية والرياضيات والاجتماعيات والفلسفة ليرسب في مادة القرآن الكريم أو التربية الإسلامية أو الاثنتين معا وفي رسوبه إساءة له وللإسلام الذي ينتمي إليه والذي يفترض أن يكون قد تشرب علمه ومعلوماته من البيت والمسجد قبل المدرسة للعلم أن موضوعات القرآن الكريم والتربية الإسلامية التعليمية لم تكن بالسهلة أو الهينة وقد زاد من صعوبتها الإرباك التي صاحب العملية الإمتحانية في يومها الأول.
وعليه فان إعادة النظر في هذا الجمع أصبح ضرورة خاصة وأن ليس هناك من حكمة تستدعي أن يكون امتحان مادتي القرآن والتربية الإسلامية في يوم واحد فأن كان المشرع الإمتحاني قد لمس في ذاك منفعة فأحله فان الواقع قد أثبت بما لا يدع مجال للشك بأن ضره قد أصبح أكثر من نفعه وفي ذلك دافع للتحريم ومن هنا أقول لقد آن الأوان لفك الارتباط والفصل بين المادتين في برنامج امتحان الشهادة لنسهم في إيجابية الموقف الأول وبدون .ذلك فإننا نجعل منها معوقا من معوقات النجاح ونسئ لديننا عندما تصبح مادتي القرآن والإسلامية هي مواد الرسوب للتلاميذ والطلاب .