" مثلما يتكون النهر العظيم من قطرات الماء " فمن المعروف أن حضرموت لها حضارتها وثقافتها وأعرافها وعاداتها وتقاليدها القبلية والمدنية ، والمتميزة بالألتزام التام بالمبادي والقيود الأخلاقية كالصدق والأمانه والنصح المتبادل بين أبنائها، وهذا أمر يدفع بالسلوك الشخصي لكثير من الحضارم الى أن يكونوا رواد في الكلمةالطيبة والأخلاص في العمل، كما ان أي فكرة لها أبعاد مستقبلية ومفيدة وتخدم مصلحة شعب ووطن ودين، فعلى الجميع المسارعة والمشاركة دون تأخير ، وان كان صانع هذه الفكرة غير مرغوب بين أهله وناسه، وطلما ان الهدف سامي ويخدم الجميع . وهذا مانراه اليوم من ممارسات سيئة، فهي دخيلة على أبناء حضرموت التي لم تمارس من قبل ، في تقطّع الطرق ونهب الاملاك وقتل الأبرياء وسلوك خارجه عن القيم الأسلامية ، فهذا أمر يجب علينا مقاومته ومحاصرته بكل ماتعنيه الكلمة ، كما ان الشعوب القوية والمتنفذة هي التي تغزو بثقافاتها وتقنياتها، وهي أعظم أمة فاعلة بأحسن أداء وتنظيم وقدرة على الأستمرار في العطاء على المدى البعيد. ونقول أيضاً إن قوة النفس هي القوة الحقيقية التي يتسلح بها الشرفاء من أبنائها، وإن الوعي الثقافي المتميزهوسلاح العظماء الذين لايخضعون للظروف الصعبة ولا الموارد الشحيحة، وإنما يستخدمون مالديهم من إيمان وعزيمة ومواهب وخبرات وطموحات في تحسين ظروف الحياة لأوطانهم . باتت القدرة على العمل ضمن فريق جماعي شئ أساسي وضروري لتشييد الإنجازات العملاقة ، وبات من الواجب على كل واحد منا أن يشذّب في شخصيته كل الزوائد التي تمنعه من الأندماج والألتحام بالآخرين وحتى تستمر مسيرة شعب له مطالب حقيقية. فالجادون والمتميزون لايعرفون كيف يستفيدون من الفرص ولكن يعرفون كيف يصنعون الفرص ، وهذا يتطلب جرأة، كما أنهم يحسون بلذة الكفاح وراحة الضمير تجاه أرض وأمة ، ومن الواجب أن تتجه كل أطياف أرض حضرموت الى الإسهام والمشاركة الفعّالة في دعم أى حركة او ملتقى أومكون يتميز بأهدافه النبيلة، فعلى الجميع ان يسعوا نحو مستقبل زاهربالأمن والاستقرار، وان يفرضوا قوتهم السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، مثلما يتكون النهر العظيم من قطرات الماء. فحين يكف الأنسان عن الفعل قد يقع ضحية لسؤ الفعل، فعلينا اتقان وتمجيد ثقافتنا وتراثنا وإبرازقدراتنا الأمنية وتسخيرها في تطهير تربة هذا الوطن، الذي أنغمست في جذوره آفات كريهة بسبب أفعال دخيله علينا بإكراه . فهنيئاً حضرموت لبداية هذا الملتقى الحضرمي الذي يحمل صفات فريدة من نوعها، فهذا يستحق الثناء والتأييد والإنخراط والمساهمة والدعم المادي والمعنوي وذلك لتسيير مهامه الوطنية الجبّارة، كما أن حضرموت في أمس الحاجة لمثل هذا العمل ، والتميز في هذا الأمر تكليف وليس تشريف وهو لايعني الترفع والتباهي، وإنما يعني المشاركة الإيجابية والمساهمة الفعّالة في أصلاح شؤون البلاد والعباد ،وعلى مقدار مايكون في المجتمع أفراد أوجماعة مبادرين الى فعل الخير فهذا رقي في الإنجاز وتقليل في المعاناة فالمطلوب منح الثقة وهذا شئ أساسي ، فعندما نرى مجتمعنا قوياً ومتلاحماً فهذا يدل على وجود شريحة جيده من أبناء حضرموت امتلكت القدرة على التضحية في سبيل المصلحة العامة للمجتمع . فمن الواجب على كل غيور على أرضه ووطنه أن يسعى بكل فخر دون تردد وأن يعمل جاهدا في إبراز أى فكرة إيجابية تخدم حضرموت وأهلها في الداخل أوفي الخارج والله من وراء القصد .