المسرحية استمرت ثلاث سنوات متتالية من 25 / يناير / 2011م الى 29 / نوفمبر / 2014م ، ابتدأت بإسم محاكمة القرن وهي حقيقة مسرحية على الشعب المصري وانتهت ببراءة حسني مبارك و سامح فهمي في قضية تصدير الغاز لإسرائيل و قضايا فساد اخرى وكذلك براءة نجليه علاء وجمال و وزير داخليته حبيب العادلي وستة من معاونيه في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 فبراير عام 2001م . 239 شهيد من شهداء ثورة 25 يناير المصرية ضحوا بدمائهم الزكية التي أنجزت سقوط مبارك ووضعه في السجن وانتخاب اول رئيس مصري مدني حافظ لكتاب الله عز وجل وهو الدكتور محمد مرسي من رجالات ثورة يناير وتذوق الشعب المصري لأول مرة طعم الحرية حيث حرية الاعلام والصحافة والتي تنتقذ الرئيس مرسي نفسه و لم يحبس سجين في زمنه و لقت منطقة سيناء اهتماما بالغا لاول مرة لم تلاقيها في غير حكمه . وبعد ثورة 30 يونيو أو مايسمى بالانقلاب العسكري على الشرعية المنتخبة وعلى الديمقراطية ، كممت الأفواه و ضيقت الحريات وأغلقت القنوات الاسلامية ومضايقة الاسلاميين والاسلاميات في لباسهم وأشكالهم وحجابهم ، وحررت مبارك من السجن و قضي على ثورة يناير . سقط مبارك ولكن حكمه ما زال يحكم فقد تولى الحكم بعده المجلس العسكري وحاول الرئيس المصري مرسي أن يسحب الحكم من العسكر استحابة لدعوات الثورة المصرية التي تطالب بإنتزاع الحكم من العسكر وتسليمها الى الشعب المصري ، وتوالت المسرحية الى ان استلم عبدالفتاح السيسي وزارة الدفاع وتظاهر كالممثل البارع في لعب دور الوزير النزيه الذي يعطي ولاءه لقائده وأما الرئيس المصري الدكتور مرسي فقد اعطى ثقته لوزير دفاعه ولكن المشهد الاخر من المسرحية كان يمشي عكس الارادة الشرعية و كانت أغلب المؤسسات والمرافق الحكومية ضده الى أن اسقطته بإنقلاب واضح ملامحه . انكشفت المسرحية ومازال نظام السيسي ومبارك يخوف الشعب بفزارة الإرهاب المصطنعة ضد من رفعوا شعار السلمية في احتجاجاتهم ومظاهراتهم المؤيدة للشرعية الانتخابية والإرادة الشعبية . المشهد قبل الاخير من المسرحية كانت الانتخابات الرئاسية المعروفة نتائجها مسبقا وجاءت لتغطيه سوءة الانقلاب العسكري التي انتزعت الشرعية من رئيس منتخب وانتزعت الإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع . المشهد الاخير من المسرحية قد ظهرت بوادرها بظهور نظام مبارك في المشهد بعد الانقلاب مباشرة وأما المحاكمة فهي مهزلة مكشوفه أريد بها الضحك على مشاعر الشعب الذي قدم حياته و تضحياته في ثورة يناير ، فمن يحاكم من ؟ القضاء المصري الذي ترعرع في نظام مبارك هل سيحاكم مبارك ؟ الثوار في السجون و المجرمون في القصور هذا حال جمهورية مصر ولكن براءة المجرمين ليست نهاية الدنيا بل هي بداية لتجديد الثورة و توحيد الصف الثوري من كل الكيانات و الاتجاهات المناهضة للظلم و الفساد و المطالبة بالحرية و الديمقراطية وهي فرصة ليستوعب المخدوعون الدرس وتزول عنهم غشاوة الباطل ، فقد ظهر لكثير ممن خرج في ما يسمى ثورة 30 يونيو انهم انخدعوا وتأسفوا للثوار و طالبوا بعودة الشرعية التي اختطفت وهم ينظرون . كلمتي الاخيرة الى أهالي الشهداء والجرحى و احرار مصر اقول لهم ان الظالم ان لم ينل جزاءه في الدنيا فعند الله تجتمع الخصوم وان فلت من محاكمة البشر فلن يفلت من المحاكمة الإلهية ، فلا تحزنوا و ادعوا الله فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . أما والله إن الظلم شؤم *******. وما زال الظلوم هو الملوم إلى ديان يوم الدين نمضي ******* وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم في المعاد إذا التقينا ******* غداً عند المليك من الظلوم * وقال تعالى : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) .