لم يعد خافياً على احد ما وصل إليه الجنوبيون من حالة التشظي في وحدة نضالهم السلمي والمسمى " الحراك الجنوبي " فبدل القيادة الواحدة هناك عشرات القيادات وبدل التيار السياسي الواحد هناك العشرات من التيارات السياسية التي تتفق في اغلبها في الهدف والمضمون ولكنها تختلف على الارض كثيراً في وسائلها وتعاطيها مع الواقع وتنضر بعين من الشك والريبة الى أي عمل ثوري من مكون آخر او من أي قيادة سياسية ناشئة . لازال الجنوبيون ينتجون الماضي اكثر من تطلعهم الى المستقبل وأكثر من تعاطيهم مع الحاضر فغرماء 67 وغرماء 86 وما بينها من وجبات الدم لا زال خطابهم يسمع من به صمم ولا زالوا هم سادة المشهد الجنوبي مع تغير الكثير من المعطيات التي تستدعي تواريهم الى الخلف وبروز قيادة جنوبية جديدة يقبلها العالم فالمجرب لا يجرب كما يقول اهل المثل والسياسة ، اما الاصوات القادمة من المستقبل فهي الاصوات الخافتة والخائفة في كثير من الاحيان فسطوة ثوار الامس تمتد وتخيف أي صوت ثوري آخر لا يتفق تماماً مع اساليب الرفاق السابقين . يبدو من المشهد القاتم لما وصل به حال الثورة الجنوبية ان الآمال ضعفت والقوى خارت خاصة بعد الشحن العاطفي الذي سبق فعاليتي 14 اكتوبر و 30 نوفمبر من هذا العام ففي هذه الفعاليتان بيع لشعب الجنوب الوهم ، وهم الاستقلال فصدق الكثير من العوام فتواهم وأصبحوا صبيحة ال 1 من ديسمبر 2014 م بلا عيد ، عيد الاستقلال المجيد كما بيع لهم الوهم من قبل الرفاق المناضلين وهم الاستقلال في ال 30 من نوفمبر 2014 م . غير انه في الفترة الاخيرة بداء بصيص من الامل في مسار الثورة الجنوبية بالتام اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع في عدن التي دعاء اليها تيار مثقفون من اجل جنوب جديد وقاطعته اعمالها بعض المكونات السياسية الجنوبية في اعتراض منها على كيفية اختيار الممثلين لقوام اللجنة التحضيرية كما تدعي تلك المكونات السياسية المقاطعة ، وهو ما يؤشر على ان السباق هو سباق على تصدر المشهد الجنوبي وهو الهاجس والديدن لأغلب المكونات السياسية الجنوبية والانسياق وراء استرضى الشارع والمزايدة علية ولو بخطوات غير علمية وغير مدروسة هو المسيطر على عملها في سباق منها للحصول على استحقاق السلطة إذا ما انجز التحرير واستعادة الدولة وتكون هي المهيمنة على الحكم في الجنوب المنشود . هناك خطوات يجب على القائمين على المؤتمر الجنوبي الجامع انجازها حتى يكتب له النجاح ويؤخذ بيد الجنوبيين الى بصيص الامل والانعتاق من المحتل وملامسة يوم الاستقلال المنشود اولى تلك الخطوات هو جمع كل فئات الشعب الجنوبي ممن همشت في 67 وممن استبعدت في 86 وممن لازالت صامتة الى اليوم في المؤتمر الجنوبي الجامع ، الخطوة الثانية هي استرضاء وتأليف قلوب الطامعين الى السلطة وان كانوا افراد داخل المكونات السياسية فعدم استمالة هؤلاء يجعلهم يعملون وبكل قوتهم لإفشال المؤتمر ومن ثم العودة للمربع الاول في نضال انهك قوى شعب غلبان عانى الامرين من قياداته الثورية اكثر من المحتل كما يدعون . الخطوة الثالثة الانتقال الى اللحظة السياسية ومغادرة الفعل الثوري و لحين فلم يعد يجدي ان نرهق الناس في اقواتهم او نقطع عيشتهم بعصيان عبثي لا يتضرر منه سوى الشعب الجنوبي نفسه او بخطوات تصعيديه غير مدروسة لا نجني منها سوى العبث بأمن وسكينة الجنوبيون انفسهم فالعالم ومركز القرار في صنعاء لا يلتفت لمثل هكذا اعمال فهو يبحث في الاساس الاول على قيادة جنوبية جامعة كي يخاطبها ويبحث عن مصالحه معها ويؤمن لنفسه وللإقليم أمن واستقرار المنطقة .