على الرغم من كثرة الانحرافات السياسية التي أصابت حضرموت وأهلها ، فأن أصول حضارتها مازالت محفوظة ، كما أن روح الهوية والعقيدة التي كرم الله بها أمة حضرموت فهي في تجديد وازدهار ، علماً ان الإعجاب الذي يطلق على أبناء حضرموت وحضارتهم في كل بقاع المعمورة، يدل على انه ماتفرّق عند الحضارات الأخرى اجتمع عند الحضارمة، أي ان الحضارمة يمتازون بشئ لايكون عند غيرهم . فقد حان اليوم الذي تريده حضرموت في التحدي السياسي والمطلوب وجود مضلة أو عصبة تحتضن كل المكونات اوالقوى الفاعلة، ليكونوا على ضربة رجل واحد في نيل مطلبهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي لينعم الأبناء والأحفاد مما يُزرع الآن . إن من أعظم ما تشتغل به العقول الذكية هو رسم خارطة طريق لبناء دولة على النهج الرباني، على خطى الرسول الأعظم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )، ولا نهضة لأي أمه من غير التمحور حول مبادئها وقيمها " الصدق والأمانة والإخلاص " فحضرموت لاتخلى من هذه الصفات، فأين العقول الذكية المنقذة من واقع الحال المزعج بكل صفات "اليمننه " يكفي من مراحل سابقة مليئة بالأخطأ والإهمال وبتشجيع مفرط من بعض أبنائها الذين يخربون بيوتهم بأيديهم وبإصرار- غرتهم الحياة الدنيا في بلاد النجمة الحمراء- نسوا العقيدة والإخلاص ونسوا كم أركان الإسلام، ماذا ننتظر منهم اليوم " الأعمى لا ينسى عصاته " حضرموت في حاجة تكاتف الأسرة والقبيلة والمجتمع دون إخفاق، فهذا زمان التنافس وزمان السرعة ، وبشرط ان يكون الجميع على الطريق الصحيح وان يسيروا بكل قواهم السياسية وإلا داسهم الآخرين . لن تغمض أعيوننا عن جوهر غاياتنا ووجودنا، وعلينا ان نبرهن بأننا أصحاب قيم ومبادئ ، لن نتخلى عنها ولا عن حريتنا المسلوبة، فنحن أمة نظل نجاهد من أجل حرية الأرض والإنسان الحضرمي والبقاء ضمن المسار الصحيح النابع من القيم الإسلامية .