لفت نظري القرار أو بالأحرى الإعلان الصادر من وزارة التربية والتعليم والقاضي بتأجيل الدراسة في 12 محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية إضافة إلى مديريات الوادي والصحراء بحضرموت . فقز إلى ذهني المديرية التي نشأت وترعرعت فيها , وقضيت بمدارسها مرحلة التعليم الأساسي – إلى الصف الثامن تحديدا – …. واعني بها مديرية أرياف المكلا …… فهذه المديرية لمن لا يعلم هي من المديريات التي يمتاز طقسها بالبرودة الشديدة التي تصل إلى حد أن يتثلج الماء في شبكة المياه وذلك في مناطق الهضاب كقرى بين الجبال وحنور وخليف بن يسلم …. ضف إلى ذلك مناطق الأودية كوادي شهورة والمسنى ووادي بنى حسن (باحاج ) واللهوتة وغيرها من الاودية التي تقع في نطاق المديرية وان كانت البرودة فيها اقل من مناطق الهضاب , إلا انه إذا ما قورنت بمناطق مديريات الوادي والصحراء فلا يوجد ثمة فرق شاسع بينهموا ….. ما دعاني إلى القول بذلك زيارة قمت بها في فصل الشتاء لمدينة سيؤن وبعض مناطق مديرية الضليعة قبل نحو خمس سنوات من الآن … فوجدت أن الطقس غير مختلف إلا بواقع ربما درجتين إلى أربع درجات مئوية لمصلحة الأولى… نظريا لا توجد مشكلة كبيرة في عدم إدراج " مديرية أرياف المكلا " وربما مديريات أخرى تقع في نطاق مديريات الساحل الحضرمي … إذ انه بإمكان مكتب التربية بالمحافظة أو حتى المديرية إصدار قرار بتأخير الدراسة أو على الأقل إعلام الوزارة بأنه ثمة مديريات بالساحل بحاجة لمثل هكذا تأخير … وربما حتى مدراء المدارس الواقعة في نطاق المناطق الباردة سيسارعون باتخاذ مثل هكذا قرار باعتبار أنهم هم المسؤلون عن صحة الطلاب …… لكن مثل هكذا قرار يوحي للمرء بان ثمة نقص لدى الوزارة في الجانب المعرفي والخططي والإحصائي ناتج ومن غير شك في عدم التواصل – أو ربما إهمال هذه الجزئية – من قبل مدراء عموم المكاتب بالمحافظات والمديريات .. فان كان هذا القرار أو الإعلان بالإمكان تداركه كما أسلفت بقرار " وان كان غير مؤسسي " ولكن الحاجة تقتضي اتخاذه باعتبار التشابه ….. غير أن ثمة قرارات لا يمكن البث فيها من دون الرجوع إلى الوزارة خاصة فيما يتعلق بالجانب المالي والإداري … خذ مثلا علاوة بدل انتقال لمعلموا الأرياف تتساوي مع اقرانهم ممن يدرسون في مناطق اقرب إلى المدينة منها إلى الأرياف …. وغيرها كثير من المتطلبات التي من المفروض تواجدها في جميع الأركان الأساسية للتعليم في مديرية الأرياف سواء فيما يختص بمتطلبات الطلاب من توفير المدرسين الأكفأ والكتب المدرسية في وقتها, أو من حيث المعلمون الذين يعانون الكثير في الجانب الحقوقي , أو من حيث المبنى المدرسي وتجهيزاته . وكل تلك الأشياء بحاجة إلى مقال بذاتها , غير أن بيت القصيد من هذه المقالة .لفت نظر السيد الوزير إلى هذه المديرية ومديريات أخرى على مستوى الوطن تعاني مثل هكذا اللامبالاة وعدم اهتمام…