«الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الثانية عشر والأخيرة ))
نشر في نجم المكلا يوم 27 - 11 - 2012


شبام العالية .. وشيكاغو الصحراء
سيئون الطويلة .. وجوابي المياه .. وحصن الفلس الشهير
تريم الغناء .. وسور برلين الصغير

( ما تزال أحداث هذه الرحلة الاستكشافية في الفترة ما بين 1950 – 1960م )
أعتذر للجميع عن تأخير الحلقة الأخيرة لظروف طارئة .
بعد أن زرنا وادي العين الجميل تحركنا بالمنطاد ( أنا و كابتن المنطاد مستر كورلي ) من العقوبية آخر قرية في وادي العين إلى كيرعان لنشد الرحال إلي وادي حضرموت العظيم التي تقع على ضفافه أهم مدن حضرموت الداخل : القطن شبام سيئون وتريم . يوجد في حضرموت الداخل أربعة أوديه هي : 1) وادي دوعن 2) وادي العين 3) وادي حضرموت 4) وادي عمد . ونحن نحلق فوق كيرعان وهي أو قرية إلى وادي حضرموت رأينا من بعد قرية سدبه .
سدبة :
ومن أهلها آل بارباع وآل وهذه القرية تذكرني بزميلين لي في الدراسة أيام المدرسة الوسطى بغيل باوزير وهم صالح محمد بارباع وفاروق أحمد بارباع ومن سدبة نتوجه الى حورة .
حورة :
قرية بها بعض المصالح الحكومية ومن أهلها آل القويمي وآل التقيب وآا البعسي وغيرهم . وتقع حورة على يمين الوادي وأنت في طريقك إلى القطن وتوجد بحوره مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام 1949م. وخلال التحليق فوق حورة شاهدنا القرى الصغيرة الآتية : عرض بن مخاشن ، النقعة , ديار البقري والمخينيق وتوجد في المخينيق بيوت أثرية .. ثم اتجهنا إلى العجلانية وفجأة سألني مستر كورلي ياه ما هذه القرية !! قلت أنها قرية العجلانية التاريخية.
(قرية حورة )
العجلانية :
العجلانية قرية تاريخية وفيها حصن العجلانية يقع على تله مرتفعة وهو حصن مستحكم عالي البناء وفيه بئر عمقها 80 متر ويحتوي الحصن على عدة مباني متواصلة ضمن سور واحد وفيه مخازن للغلال تكفي أهله مدة طويلة إذا تعرضوا للحصار .. والحصن عبارة عن قلعة دفاعية في عهد السلطنة الكثيرية . ونحن لآن نحلق فوق العجلانية ونشاهد من ناحية اليسار قرية قعوضة وبها مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام1947م ثم مررنا فوق الخشعة وهينن .
(حصن العجلانية )
هينن :
تقع هينن على يسار الوادي وأحيانا تسمى هينن (منطقة الكسر ) لأنها منطقة انكسار مياه السيول . ومن ساكنيها آل اسحاق ، آل نهد، آل حويل ، آل كليب ، آل شرمان آل الصيعر وآل مرتع . ونحن في طريقنا إلى القطن شاهدنا القرى الآتية : مدهر ، ووادي منوب وبروج .
القطن :
تقع مدينة القطن إلى الغرب من سيئون بمسافة 42 كيلو . سميت بالقطن لأن البادية تقطنها (تسكنها) في فصل الشتاء . تمتاز القطن بتربتها الخصبة الصالحة للزراعة وهي ملتقى سيول وادي دوعن ووادي عمد ووادي العين إضافة إلى وادي هينن ومنوب وحذية والخبط وسر وسودف . وأهم محاصيلها الزراعية الحبوب : القمح والذرة البيضاء والسمسم والخضار والفواكه والتمور والأعلاف ومحاصيل ثانوية كالشمار والحبة السوداء والكمون . وتشتهر القطن بصناعة النورة (الكلس الأبيض ) والجلود والخزف والنجارة والحدادة والخوص والذهب والفضة . ويقام فيها سوق تجاري سنوي يبدأ منتصف شهر جمادى الثاني ويستمر أسبوع . توجد بالقطن مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام1926م وكذلك مدرسة ابتدائية للبنات تأسست عام 1952م . ولقد تذكرت لي زميل دراسة بالمدرسة الوسطى بالغيل هو عبدالعزيز علي القعيطي من القطن . من ساكنيها آل القعيطي وآل بامطرف وآل بن سميط وآل الحدادي وغيرهم .و من معالمها التاريخية والأثرية :
1) الجامع الكبير بالرضة
2) قباب الهدار
3) قبة علي بن صلاح القعيطي
4) قصر السلطان علي بن صلاح القعيطي (حصن المنارة )
5) قبر نبي الله صالح ( عليه السلام ) في شعب عسنب في وسط وادي سر
6) حصن نابت الواقع فوق جبل الفرط
7) قبر الصحابي الجليل كعب بن زهير بن أبي سلمه ( رضي الله عنه )
قال مستر كورلي يا ألاهي ما هذا مدينة لديها كل هذه المعالم التاريخية والأثرية .. فهي تستحق الإعجاب . نحن نتحرك الآن من فوق شبام إلى القرى الآتية : حصن آل الزوع ، إلى ساحة على الحاج ، العنين وبها مدرسة ابتدايئة للبنين تأسست عام 1954م ، النقوب ، حذية ، العقاد وخشامر وبها مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام 1959م ومن خشامر الى شبام .
( قصر السلطان علي صلاح القعيطي بالقطن)
شبام :
وبينما نحن نحلق فوق شبام قال صاحبي مستر كورلي : ما أروع هذه المدينة .. هي فعلا كما أطلق عليها زائروها من السياح الغربيين ( شيكاغو الصحراء ) فهي ناطحات سحاب حضرموت دون منازع وهي فعلا تستحق تلك التسميات فقلت له هناك عدة أسماء لشبام منها : سحم ، الصفراء ، العالية ، البلاد ، مدينة حضرموت ، أم الجهة ، الوالدة ، الزرافة ، الدمنة وأم القصور العوالي. ولقد بنيت شبام قبل 500 عام وسميت شبام باسم إحدى القبائل. شبام عجيبة في هيكلها عظيمة في بنائها ، شامخة في بناياتها لا يكاد احد يصدق أن مثل هذه المدينة العملاقة الطينية موجودة في أقصى الجزيرة العربية وفي قلب وادي حضرموت . لا زالت شبام عنوانا لقدرة العامل الحضرمي على الإبداع وعبقرية البناء الذي مازال حتى وقتنا الراهن مميزا في فن العمارة . أن بيوت ومنازل المدينة بنيت من الطين (المدر) والخشب وترتفع بشكل مثير للإعجاب . تتصل بيوت شبام بعضها ببعض بجسور تدعى السقيفة أو المعابر لتتصل بين الطوابق العليا للبيوت المجاورة. وقد تفنن الحرفيون في زخرفة الأبواب والشبابيك الخشبية الضخمة وهي مصنوعة من جذوع أشجار السدر ( العلوب ) والطوابق العليا مطلية بالنورة (الكلس الأبيض ) – إلى جانب هدفها الجمالي – تعكس أشعة الشمس اللافحة ( فالطلاء الأبيض بإمكانه أن يعكس 80% من الإشعاع الساقطة عليه وبالتالي تقل الحرارة وتعزل الرطوبة وتمنع تسرب مياه الأمطار. توجد في شبام مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام 1945م . ومن وراء شبام نشاهد مزارع كثيرة وكذلك نشاهد قارة بن عبدالعزيز . وبنما نحن نحلق فوق مدينة شبام العالية تذكرت أصدقاء لي درسوا معي في المدرسة الوسطى بغيل باوزير وهم : حسين عبدالله لعجم ، محمد ابوبكر لعجم , علي احمد لعجم ، محفوظ سالم باعبيد ، محمد زين بلفقيه و عمرعبدالله باعبيد .
من ساكني شبام : آل باعبيد وآل شماخ وآل مسلم وآل باجرش وآل التوي وآل باذيب وآل بالربيعة وآل لعجم وآل بن سميط وآل جبران وآل بلفقية وآل باصهي وغيرهم . من معالم شبام التاريخية :
1) حصن السلطان
2) جامع شبام
3) مسجد الخوقه
4) مسجد باجرش
5) مسجد الحاره
6) جامع هارون الرشيد
نحن الآن نحلق بالمنطاد فوق السحيل نتحرك إلى موشح ووادي بن على ثم نأتي قرية الحزم الفاصلة بين حدود السلطنة القعيطية و السلطنة الكثيرية . والمدن والقرى السابقة التي مرينا عليها هي تابعة للسلطنة القعيطية . ها نحن نتجه الآن ناحية أول قرية للسلطنة الكثيرية حوطة أحمد بن زين .
(مدينة شبام 1963م )
حوطة أحمد بن زين:
تقع الحوطة غرب سيئون وتنسب إلى الشيخ أحمد بن زين الحبشي . وتعتبر الحوطة ذات أهمية جغرافية كونها تتوسط منطقة ( السليل ) وسط وادي حضرموت الرئيسي وتتوسط أيضا الطريق بين شبام وسيئون إضافة إلى ارتباطها بوادي بن علي . وفي هذه القرية تذكرت زميلي في الدراسة وصديقي القديم الأخ غازي عبدالله عبدالعزيز . ومن ساكني الحوطة آل الجيشي، آل بن طالب ، آل جروان ، آل مشعبي ، آل باطاهر ، آل التوي ، آل غانم وغيرهم . بعد حوطة أحمد بن زين تأتي الغرفة التي قام بن عبدات بضرب عملة نقدية في بلدته (الغرفة) وحيث أعلن تمرده على آل كثير . ومن ساكنيها : آل باعباد وآل مسلم وآل طرموم وآل شيبان , آل باحشوان ، آل باجمال وغيرهم . بعد الغرفة تأتي تريس وفي الجهة المقابلة نشاهد بحيرة ومدودة ووادي جعيمة. نتجه بالمنطاد إلى ناحية سيئون عاصمة الدولة الكثيرية :
( حوطة أحمد بن زين )
سيئون :
تقع سيئون في منتصف وادي حضرموت وتبعد عن شبام 12 ميلا وعن تريم 22 ميلا . أصل مدينة سيئون كان مقهى للمسافرين كان بداخله امرأة اسمها سيئون وفيما بعد سميت المنطقة باسمها تكريما لها ومن أسمائها الطويلة.. ولقد أبدع كل من الشاعر الموهوب حسين أبوبكر المحضار والفنان ابوبكر سالم بلفقيه في أغنية عن الطويلة :
ليلة في الطويلة خير من ألف ليلة وليلة
تفضل فضيلة يا صاحب الموتر تأن
يالقرن يا ريتك تقع لي وطن
يوجد في سيئون الحصن القديم أو قصر سيئون أتخذه السلطان بدر بو طويرق مقرا لإقامته في عام 922هجري ومن حينها أصبحت مدينة سيئون عاصمة الدولة الكثيرية . يتربع القصر على تله وسط حي القرن وفي قلب السوق العام . ويعتبر قصر السلطان الكثيري من أبرز المعالم التاريخية في الوادي حيث يتميز بجماله وتناسقه وكبره ويضم 45 غرفة والكثير من الملحقات والمخازن وقد بين من الطين . وعمر هذا القصر 400 سنه وبالقرب منه يقع حصن الفلس الذي بني على تله صخرية كبيرة كجبل صغير انفصل عن الجبل الأكبر الذي يحمي سيئون من الشرق ويشرف على أجمل أحياء المدينة ( حي القرن) التي تغنى به الشعراء واصفين جمال بساتينه . بني حصن الفلس في القرن العاشر الهجري وأعتبره السلاطين من آل كثير قلعة تصد الطامعين عن سيئون العاصمة . لقد أصبح الحصن خرابه منذ ما يزيد عن ستة عقود أو أكثر . لقد تغنى الشاب المرحوم عمر عوض بارمادة فخرا بهذا الحصن الذي يشرف على حيه قائلا :
عزوك يا حصن الفلس ردوك لاصف المآثر
القوا لحيطانك ملس من بعد ما قد كنت داثر
وتفننوا كل نقش برع وداخل في السقوف .
من المعالم التاريخية في سيئون :
1) قرية حواطة سلطانه
2) قرية مريمة
3) قرية بور
4) شعب الحسيسة
ونحن نحلق بالمنطاد فوق سيئون تذكرت الكاتب الكبير المبدع علي أحمد باكثير الذي أثرى المكتبة العربية بأروع المسرحيات والروايات .. ذلك الكاتب الفذ الذي ترعرع في سيئون الخضراء. كذلك تذكرت كل من زملاء الدراسة الأخوة محمود عمر باكثير وزين احمد باحميد وجعفر سالم الكثيري ويوسف عقيل وغيرهم . قلت لصاحبي مستر كورلي الذي يقود المنطاد : في إحدى إجازات الربيع زرت صديقي وجاري الأخ/ عبدالروؤف أبوبكر بارحيم و نزلت ضيفا عليه عندما كان مسئولا في إدارة المستشار البريطاني في سيئون وكان الأخ عبدالروؤف يسكن في إحدى المساكن الحكومية والذي لفت نظري إن المسكن مزود بجابية ( مسبح صغير ) للاستحمام . وسألته هل كل المساكن مزودة بالجوابي فقال لا وإنما بيوت الأغنياء والحكومة فقط. لقد صدق المثل المشهور الذي يقول: (سيئون والماء ولا سمن البقر في شبام ) . من ساكني سيئون آل الكثيري ، وآل الحبشي ، وآل باصالح ، وآل بايعشوت وآل بن حميد وآل جواس وغيرهم . المنطاد الآن يمر فوق القرى الآتية : مريمة وبور وتاربة إلى تريم.
(مدينة سيئون قبل 100 عام )
(حصن الفلس )
تريم الغناء :
سميت تريم بهذا الاسم باسم القبيلة حيث تقع تريم في الجزء الشرقي وهي أقرب إلى منطقة وسط وادي حضرموت . تعد تريم من أجمل مدن حضرموت حيث تتميز بقصورها الفخمة والمبنية من الطين ومواد البناء المحلية والتي بناها عمال مهرة من أبنائها الذين استطاعوا تكييف طرق البناء التقليدية لاستيعاب فنون العمارة الإسلامية واليونانية وجنوب شرق آسيا. يوجد في تريم سور حول المدينة وله خمس بوابات رئيسية وهي :
1) البوابة الجنوبية ( سدة يادين )
2) البوابة الغربية (سدة قمزاوي )
3) البوابة الشرقية الشمالية ( سدة محبوب ) المؤدية إلى منطقة دمون
4) البوابة الشرقية الشمالية (سدة سرور ) المؤدية إلى منطقة الفجير
5) البوابة الشرقية ( سدة اللمي ) المؤدية منطقة حصن عوض .
من أهم الحصون حصن الرناد الذي ينتصب في وسط المدينة ويعتبر رمزا للسلطة والحكم منذ عهود قديمة وكذلك حصن النجير في خباية .
لقد أطلقت مجلة (العربي ) الكويتية في إحدى الاستطلاعات عن حضرموت في الستينات على سور تريم بأنه (سور برلين الصغير ) الذي يفصل بين السلطنة الكثيرية والسلطنة القعيطية. ومن معالم تريم التاريخية :
أ‌) منارة مسجد المحضار
ب‌) قصر عشة (التواهي )
ت‌) قصر دار السلام
ث‌) قصر حمطوط
ج‌) قصر عبدالرحمن بن شيخ الكاف
ح‌) قصر المنصورة
خ‌) قصر ابن يحيى
د‌) قصر القبة
ذ‌) قصر سلمانه
قال صاحبي مستر كورلي : يا إلاهي ما روع هذه القصور الفخمة دعني التقط بعض الصور التذكارية لهذه المعالم التاريخية الرائعة التي تعبر عن إبداعات الإنسان الحضرمي . يوجد في تريم ما يقارب360 مسجدا . كما عرفت تريم منذ زمن بعيد بأنها تأكل مما تزرع .. وترعى وتلبس مما تحيك .. وتسكن في بيوت من طين حتى أنها وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي اقتصاديا فلا يأتي الحجاج منهم إلا بالأبره من الحجاز وحبوب البن من مزارع يافع ومن الصناعات الحرفية التي اشتهرت بها تريم صناعة الخزف والنورة (الكلس الأبيض ) وحياكة الملابس .. كما اشتهرت المدينة بأنها مدينة العلم وتخرج منها العديد من علماء الدين والشيوخ . ولقد أنجبت تريم الغناء الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه . ومن ساكني مدينة تريم آل باعلوي ، آل الكاف ، آل الحداد ، آل التميمي ، آل بلفقيه ، آل بن شهاب ، آل السقاف وغيرهم وتريم هي آخر المدن في السلطنة الكثيرية. من تريم اتجهنا بالمنطاد إلى ناحية الشرق الى حدود السلطنة القعيطية لمشاهدة القرى الآتية : ثبي ودمون وفيها مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام1957م ثم ممرنا فوق الفجير ، مشطة ، الفوز ، قسم ، القرية ، عينات وتوجد بها مدرسة ابتدائية للبنين تأسست عام 1959م وأخيرا اتجهنا إلى السوم وبالقرب من منطقة السوم يوجد قبر نبي الله هود (عليه السلام ) . . ثم اتجهنا ناحية الجنوب لنشاهد قرية السويري .
(مدينة تريم عام 1936م )
( قصر عشة (التواهي ) بتريم )
السويري :
تقع قرية السويري جنوب تريم وتشتهر بالزراعة حيث تنتج العديد من المحاصيل الزراعية ..كما أنها من أقدم قرى وادي حضرموت من حيث إنشاء المدارس حيث أنشئت أول مدرسة ابتدائية للبنين عام 1949م . ونحن فوق السويري تذكرت الأستاذ الجليل فيصل عثمان بن شملان مدرس الرياضيات في المدرسة الوسطى بغيل باوزير وكان يحب الغناء وبالذات أغاني عبدالحليم حافظ وكان يجيد أغنية ( أهواك ) .. عندما كنا نحتفل كل ليلة جمعة في منزل الاحقاف في السكن الداخلي للمدرسة الوسطى ( وينقسم السكن الداخلي إلى 3 منازل : منزل الاحقاف ومنزل الينبوع ومنزل الوادي ) . ومن هذه القرية تذكرت زملاء في المدرسة الوسطى وهم محمد عوض بن شملان و نزيه أحمد بن شملان .
(قرية السويري )
ونحن ننحدر ناحية الجنوب شاهدنا الغرف وبها مطار الغرف الوحيد في حضرموت الداخل ثم قرية باعلال وأخيرا قرية الردود ومنها إلى قرية ساه ووادي عدم والى المكلا . وأختم رحلتنا بهذه القصيدة للوالدة :
يا ريت حلك يا قرن سيئون
وبديت بك يا إلاهي عالم بسري وأسراري
وعالم بما في الكون
الحكم حكمه على الناس جاري وأنا با أدعي في نصيف الليالي
لكم يا مسلمين
سيئون زينة وفيها المعارف والأهالي يا ريتنا أشوفها بازورها في خيالي
باسافر مع الذي يعرفون
وصلت في العصر أطرب وانادي ماحد سمعني يوم أنادي
شالين البخاري طالعين الريوم
يا ريتنا عندهم بشرب الشاهي وبحضر سمرهم
وباسمع ما يقولون
سافرت من سيئون لما تريم هذه بلاد العلم يا مؤمنين
درس عيالك يتعلمون
أنا ما اعرفهم .. أنا من قولهم أهل الوفاء والعطاء
وأهلها ناس يحترمون
سافرت إلى شبام فيها مباني عالية من قديم الزمان ولا هي بالية
ذكرى لأمواتهم تشوف العيون
جم ناس شافوها وزاروها جابوا خبرها عالية
وأهلها ناس طيبون .
وبهذه المحطة الأخيرة ننهي جولتنا المنطادية المكوكية في ربوع حضرموت الخير.. حضرموت العزة والكرامة والتاريخ والحضارة .
*كاتب وصحفي في صحيفة الرأي العام والطليعة الحضرمية في الستينات
[email protected]
**********
المقالات السابقة
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الأولى ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الثانية ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الثالثة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الرابعة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الخامسة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة السادسة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة السابعة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الثامنة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة التاسعة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة العاشرة ))
حضرموت : أرض الأحلام (( المحطة الحادية عشر ))


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.