اعيش هذه الايام في حالة من الذهول التي لم تنتابني منذ فترة, والسبب المباشر لذلك هو ما اشاهده هذه الايام من خروج عن المألوف في سلوك الناس في جنوبنا بشكل عام وحضرموت الحبيبة بشكل خاص … احداث متسارعة .. ما أكاد استفيق من استيعاب واحده منها الا وتنهال العديد منها دفعة واحدة حتى كأني في دوامة من الاحداث المتواترة والمتتابعة والمتناقضة والتي اعجز , بصدق , ان اجد لها تفسيرا … هل أصاب الكون علة فقد الانسان فيها مشاعره الانسانية؟ هل تقترب منا كواكب او نجوم بدأت تؤثر على كوكبنا ,دون ان ندرك ذلك كما فسرها أحد اساتذتي الكرام فأصبح الناس يتصرفون بوحشية أهل الغاب وغاب العقل والحكمة … ؟ كيف نفسر احداث العنف والعنف المضاد الذي نشاهده ونعيش في معمعته.؟ حراك حقوقي يتحول الى حركة رفض لواقع لا يستطيع الانسان الشريف ان يتعايش معه الا اذا استخدم المخدرات او المهلوسات التي ساد استخدامها ووجدت لها اسواق نشطة ولها مافياتها وكأنها جاءت قدرا لتواكب سير الاحداث . وسلطة قمعية فقدت قيادتها زمام العقل الا من قتل وتنكيل واعتقال وقمع بلا وعي او وازع من قيم واخلاق ووطنية واحساس وانسانية . دماء و اشلاء وحرائق وسلب ونهب واقتحام على الممتلكات العامة والخاصة وتقطع الطرقات ومخدرات وسلاح وعدل غائب وغلاء فاحش وبطاله وتهريب ورشوة وفساد وأحتقانات ، ندينها وندين مرتكبيها بشدة ، وعلى كل غيور ان يستنكرها وينفض عباءة السلبية واللامبالاة … هذه سمة الواقع اليوم وهل من احد ينكر ذلك ؟ ثم من اجل ماذا ؟ ان تتحكم تقليديات عفى عليها الزمن ومصالح محلية ودولية لا تبالي بمن يقع وبما يقع ؟ طالما تحقق مأربها الوقح الحقير… اني لا اتجنى على احد انما اريد ان اذكر بأن الله _ سبحانه وتعالى – خلق الارض ليعمرها الانسان وليخلق الطمأنينة بين ابناء آدم فأبى الطامعون الا ان يفسدوا فيها ويحرقوا الزرع ويفسدوا الحرث لطمع ونهم واشباع لذواتهم المريضة . هل كان للسلطة ان تقمع وتهدر حقوق المواطن وتنتهك القيم وحقوق الانسان في بلادي لولا قرارات رعناء من مجلس الامن الذي يفترض ان يكون حاميا للأمن لا مضيعه ؟ هل كانت تجرؤ السلطة ومن ورائها ان تحرك ساكنا لولا ان وجدت من يدعمها بوعي اوبلا وعي … اين حقوق الانسان والمواطنة والدم ؟ذه بت مع الريح لأن الطمع قاتلها والشر هاديها ولون الدم سيدها. آه يا وطني الحبيب ….اني اسمع اناتك وصرخاتك من خلال ما اشاهد واسمع … اعلم انك تقول اني أغرق اني اغرق … ولا من سامع لك مع ازيز الرصاص وصوت البنادق والمدافع … انه قدرك يا وطني ان تجرح وان تستبا ح مياهك وثروتها لدرجة انك لست ذلك الوطن الذي يعيش على اغنى البحار اسماكا وانت لا تذوق السمك ، ولا تنعم بمياهك فتلوثت ولا بنفطك فذلك ليس لك منه الا الأمراض الخبيثة ولا ذهبك اللامع في مناجم النتيشة لأنك لا تستحقه… هل عرفت لماذا ؟ لأنك ممزق … مفرق الكلمة … مطيع الى حد الذل ومنساق الى درجة الرثاء … ستظل حبيس كل ما من شأنه ان يهينك … حسد وحقد وفتنة واستئثار وتملق ، هي ليست فيك اصلا ولكنك اكتسبتها . ايها الحضرمي اما آن الاوان ان تصحى .. وان تعي انك حضرمي عربي مسلم ابي … حققت نجاحا منقطع النظير في الخارج بعصاميتك وعلمك وامانتك وجدك واجتهادك وصبرك على المكاره وحنقك على سمعتك … نعم انت يامن تحرق اليوم وتكسر وتقطع وتعتدي ، لست انت أنت أنك لست انت يا أيها الحضرمي …. كفى بنا ذلا ومسكنة … اننا والله لو وعينا ما يحاك لنا تحت أي اسم وشعار لكان لنا شأنا آخر . نعم فلتتوحد كلمتنا ولتكن اهدافنا فداك حضرموت من شذاذ الآفاق ومن تجار الحروب والازمات والسلاح والمخدرات والقات ، فيا أيها الشباب هلموا نوحد صفوفنا ونكون يدا واحدة ضد الغزاة فكرا وارضا وثروة ولننفض من على ظهورنا كل المآسي ولنبني بلادنا وننسى خلافاتنا وليكن حزبنا الواحد حضرموت الشهامة والثقافة والقيم والمحبة وسيكون الله دعما لنا وسندا وموفقا لجهودنا . ماذا عسى مثلي ان يقول ؟ ان اية تشكيلة سياسية قادمة لن يكون لها شأن الا وحضرموت هي الفيصل والعماد والشأن ، فهل لنا من سبيل آخر؟