أقامت مجلة صوت اليمن إحتفالا كبيراً في قاعة "ذا فانيو"- أفخم قاعات مدينة ددلي- حضره معالي الدكتور صالح حسن سميع وزير شؤون المغتربين، والمستشار ديفيد ستانلي عمدة المدينة، وسعادة السفير محمد طه مصطفى سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المتحدة، والأستاذ علي الثور نائب القنصل بالسفارة اليمنية، والسيد خورشيد أحمد رئيس المنتدى الإسلامي البريطاني، وجمع غفير من أبناء الجالية وأصدقاءهم من المجتمع البريطاني، وممثلين من الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى العديد من الأدباء والإعلاميين الذين وثقوا محبتهم بالكتابة والتصوير لليمن. وتأتي هذه الفعالية في إطار ما دأبت عليه "صوت اليمن" من نشاط سنوي منذ بداية صدورها في العام 2002، في الترويج سياحياً وثقافياً واقتصادياً لليمن في المجتمع البريطاني، والتعريف بالجالية اليمنية والتي تعتبر أقدم جالية عربية مسلمة في المملكة المتحدة البريطانية، وتكرم فيها المبرزين والمتفوقين من أبناء الجالية. افتتح الحفل الأستاذ عبدالعالم الشميري بكلمة شكر فيها معالي الوزير على مشاركته أبناء الجالية إحتفالاتهم وهنئ شباب الجالية بالنتائج المشرفة التي حصلوا عليها في العام الدراسي 2006- 2007، وأضاف "الشرف كله في أن يكون بيننا معالي الدكتور صالح حسن سميع وزير شؤون المغتربين وسعادة السفير محمد طه مصطفى وعمدة المدينة المستشار ديفيد إستانلي، والسعادة حليفتنا هذه الليلة في أن نرى هذه الوجوه الكريمة والإبتسامة قد ارتسمت على وجوه أبنائنا وإخواننا الطلاب والطالبات فخراً بما حققوه من تفوق في مجال التعليم". وحث الأستاذ الشميري في كلمته الهيئات الإدارية على بذل المزيد من الجهود للنهوض بمستوى الجالية ثقافياً واجتماعياً. هذا وقد ألقت تفجيرات مأرب بظلالها على الحفل مما دفع بمجلة صوت اليمن الى توقيع إتفاقية مع الحكومة المحلية في تدشين أكبر مشروع لمكافحة التطرف، وقال الشميري في كلمته: "ما حدث من تفجيرات إرهابية في مدينة مأرب ومدينة جلاسكو البريطانية دفعنا إلى تصحيح المعلومات المغلوطة عن الإسلام لدى المجتمعات الغربية، وقمنا بالتعاون مع الحكومة البريطانية ممثلة بالحكومة المحلية على توقيع إتفاقية تدشين مشروع "باث فايندر" الهادف إلى مكافحة التطرف ليس في الأقلية الإسلامية فقط وإنما المجتمع بمختلف أطيافه، فالتطرف قد يأتي من أي مجتمع أو دين. وشكر في نهاية كلمته كل من ساهم في دعم مجلة صوت اليمن وتمنى للطلاب المزيد من التفوق والنجاح. من جانبه أشاد عمدة المدينة باهتمام حكومة اليمن بأبنائها في بلدان المهجر وقال: "مما لا شك فيه فإن وجود معالي وزير شؤون المغتربين بيننا يمثل دعماً لأبناء الجالية، ويدل على إهتمام صناع القرار بالمغتربين اليمنيين أينما وجدوا، ويشرفني أنا عمدة مدينة ددلي أن أرحب بمعاليه في مدينته الثانية وأتمنى له طيب الإقامة." وأضاف: "كغيري ممن سبقني في هذا المنصب كعمدة للمدينة، تعرفنا على الجالية اليمنية واليمن إنساناً وحضارة من خلال المواضيع التي تنشرها مجلة صوت اليمن باللغة الإنجليزية وتصلنا إصداراتها باستمرار، ومن هذا المنبر أود أن أقدم جزيل الشكر للأستاذ رئيس التحرير وكافة العاملين معه على الجهود الرائعة والمتميزة المبذولة في خدمة مجتمعهم. كما شكر سعادة السفير محمد طه مصطفى معلي الوزير، وثمن الجهود التي يبذلها لتفقد أحوال أبناء الجالية في المملكة المتحدة، وفي إطار حرص قيادة اليمن السياسية على ربط أبناء المهجر بوطنهم الأم. وقال: "يسعدني اليوم ومعي الأستاذ علي الثور نائب القنصل ان نحضر معكم هذا الاحتفال البهيج الذي تقيمه مجلة صوت اليمن بمناسبة عيدها الخامس، وبهذه المناسبة يشرفني ان انقل لكم تحيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يحرص دوماً على الإهتمام بأبناء الوطن في الداخل والخارج. وأضاف: "إن الوطن يعيش اليوم مرحلة جديدة من الإصلاحات تتطلب تظافر جهود الجميع لكي تتواصل مسيرة التنمية والنهوض الوطني الشامل، كما أنها تتطلب وحدة الصف لإسقاط كل المؤمرات التي نؤكد أنها ستنهار على الدوام على صخرة الوحدة الخالدة لأبناء اليمن في الوطن والمهجر. كما دعى سعادة السفير أبناء الجالية للاهتمام بتعليم أبنائهم والاستفادة من الإمكانيات المتاحة في هذا البلد للتزود بالعلم والمعرفة، كما دعاهم إلى المساهمة والإيجابية في المجتمع البريطاني ونبذ العنف والتطرف. وقدر الجهود التي تبذلها مجلة صوت اليمن في الترويج لليمن ونشر التعليم في أوساط الجالية حيث قال: "لا شك ان مجلة صوت اليمن وهي تحتفل بالذكرى الخامسة لصدورها وهذا الحفل التكريمي للأخوة والأبناء المبزين، هو إنجاز كبير نعتز به جميعاً ونشد علي يد الأخ عبدالعالم الشميري وزملائه لمساهنتهم في رفع مستوى الوعي لدى المغتربين بمجريات الأمور في أرض الوطن راجين لهم المزيد من النجاح والتألق في مهامهم لرفع اسم اليمن عالياً هنا في المملكة المتحدة. من جانبه أشاد وزير شؤون المغتربين بالدور الكبير الذي تقوم به مجلة صوت اليمن في نشر ثقافة التسامح والوسطية ومحاربة الفكر الشيطاني. كما شكر معالي الوزير المستشار ديفيد إستانلي عمدة المدينة علىاهتمامه بأبناء الجالية اليمنية ومشاركتهم احتفالاتهم ورعايتها. وأضاف: إن اليمنوبريطانيا يعانيان معاً من ثقافة العنف والتطرف الذي أصاب العالم أجمع، وهذه الثقافة لا تمثل ديننا الإسلامي الحنيف، دين الرحمة والمحبة والسلام، فالله تعالي يقول "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ليس لقوم أو حزب بعينه ولا لأمة بذاتها وإنما للعالمين وللبشرية جمعا. وأقول لأصدقائنا البريطانيين أن اليمن تعرضت لعمليات إرهابية في نفس الأسبوع الذي تعرضت له لندن وجلاسكو لهجوم إرهابي، حيث تم تفجير سيارات مفخخة في مدينة مأرب السياحية، استهدفت قافلة لسياح أسبان. إذاً يجب أن نعمل معاً ضد هذه الشرذمة التي تحاول إرهاب العالم بأسره. وحث معاليه أبناء الجالية بالعمل على تعريف المجتمعات بدينهم وثقافتهم والقيام بدورهم كسفراء لوطنهم وأمتهم، وان يندمجوا اندماجاً إيجابياً في المجتمع البريطاني المسالم. هذا وتعد مجلة "صوت اليمن" المجلة اليمنية الأولى التي تصدر من دول المهجر اليمني، وباللغتين العربية والإنجليزية، وتعنى بالترويج للثقافة والتراث اليمني، ومناقشة قضايا أبناء الجالية، وتطورات المحيط البيئي البريطاني، فضلاً عن تداول قضايا فكرية معاصرة. وهي أيضاً ذات طابع مستقل، وقد شقت طريقها في عالم الاغتراب بإرادة قوية لرئاسة تحريرها، وبتعاون بعض الناشطين من أبناء الجالية، وبتشجيع معنوي من شخصيات دبلوماسية يمنية رفيعة.