من الأخطاء الشائعة أن تنتشر في المجتمع وبدون قيود، تلك المشروبات التي يطلق عليها «مشروبات الطاقة»، وأن ترى طفلاً صغيراً يشرب منها العلبة تلو الأخرى وأمام ناظري والديه وتشجيعهما له، لأنها ستمنحه القوة والطاقة كما يعتقدان، وكما تروج له الشركات المنتجة، فتظهر أسارير الفرح على وجوههم، لكن لفترة لا تلبث أن تنقلب بعدها إلى حزن وألم ومعاناة!. وكثيراً ما يصاب الأطفال في مثل هذه الحالة بأعراض زيادة مادة الكافيين في الجسم وهي من المواد المخدرة، وقد تسبب نوعاً من الإدمان. ومن تلك الأعراض زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم عن معدله الطبيعي، وزيادة تدفق الدم للعضلات وبالمقابل قلة كمية الدم المتجه إلى الجلد فينتج عن ذلك شحوب واضح في الوجه. كما تسبب تلك المشروبات الشعور بالقلق بعد فترة من تناولها بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين التي تحتويها العبوة الواحدة ويستهلكها الجسم، كما يؤدي إلى الشعور بالصداع، ثم يحدث أرق واضطراب في النوم بسبب انخفاض نسبة الكافيين في الدم، فيتبع ذلك ظهور بعض الأعراض النفسية الانسحابية مثله في ذلك مثل تأثير المخدرات. كما قد ينتج عن الإفراط في شرب هذا النوع من المشروبات انخفاض في نسبة السكر في الدم بسبب زيادة إفراز هورمون الأنسولين، فيشعر الشخص بنوع من الخمول والوهن. وأخيراً يتعرض الشخص إلى زيادة التبول بسبب ردة فعل الجسم الذي يحاول التخلص من هذه المادة السامة «الكافيين»، بطرد كميات كبيرة من الماء فيصاب الجسم بالجفاف. وهي حالة خطيرة على أجهزة الجسم الحيوية الأخرى قد تنتهي بالموت. والمأمول من الآباء والأمهات مراقبة ما يتناول الأبناء من مثل هذه المشروبات وسواها ومنعها عن الأطفال الصغار، وعن كل من يعاني من أحد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، كذلك عن النساء الحوامل أو المرضعات خوفاً من تسرب هذه المادة عن طريق المشيمة والحبل السري إلى دم الجنين بالنسبة للحوامل أو أن تفرز مع حليب الرضاعة بالنسبة للمرضع.