أكدت المؤسسة اليمنية للمعلوماتية أن أكبر مشاكل ومعوقات الصحافة الالكترونية في اليمن هو خدمة الانترنت المقدمة من قبل الشركة الحكومية الاحتكارية، نظراً لسوء هذه الخدمة، والسرعة المتدنية جداً، وتكلفتها العالية، الأمر الذي ينعكس على قلة أعداد مستخدمي الانترنت. وسخر المشاركون في الندوة- التي أقامتها المؤسسة عصر اليوم الثلاثاء حول (الصحافة الالكترونية في اليمن) وحضرها رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر، وإعلاميون وفنيون من مختلف وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية- من إدعاءات وزارة الاتصالات بأن اليمن أرخص بلد في خدمة الانترنت في الوقت الذي يرى الجميع الإعلانات التلفزيونية المصرية التي تعرض اشتراك شهري على مدار ال24 ساعة يومياً بتكلفة (45) جنيه– بما يعادل (10) دولارات، فيما تبلغ قيمة نفس الخدمة في اليمن، وبمواصفات أدنى (160) دولار.
وفي المحاضرة التي ألقاها الأستاذ أوس مطهر الارياني- رئيس المؤسسة اليمنية للمعلوماتية، مدير شركة "ديزاين جروب"- أكد الارياني أن الفرصة مواتية أمام اليمن لمواكبة ركب الصحافة الالكترونية، وأنه لا توجد هناك فجوة تقنية كبيرة، نظراً لكون الصحافة الالكترونية مولود حديث لا يتجاوز عمره منتصف التسعينات، مبيناً أن أول صحيفة الكترونية على مستوى العالم كانت عام 1994م، وأنه منذ بداية عام 1996م وحتى شهر أكتوبر من العام نفسه تضاعفت عدد المواقع الالكترونية حوالي عشر مرات ، إذ زاد عددها من (154) إلى (1562) موقع الكتروني، مشيراً إلى أن معظم الصحف الالكترونية العربية تعاني من ضعف الامكانيات الفنية باستثناء "الجزيرة نت، والعربية نت، والحرة، وإيلاف" . وحول مشاكل الصحافة الالكترونية اعتبر الارياني مستوى الخدمة التي تقدمها شركة الانترنت (الحكومية) الوحيدة في اليمن تقف في صدارة المشاكل نظراً للتدني الشديد لسرعتها، وتكلفتها العالية، كما اعتبر القيود المفروضة على الإعلام الالكتروني من المشاكل أيضاً، مؤكداً أن الحجب الذي يتم للمواقع الالكترونية هو عملية "غير قانونية ولا أخلاقية لكن في نفس الوقت هناك مواقع لا قانونية ولا أخلاقية"، داعياً إلى ضرورة إيجاد ميثاق شرف يضبط عمل الصحافة الالكترونية. كما تطرق إلى مشكلة "المواقع الجاهزة" والتي هي عبارة عن برامج مجانية يتم تنزيلها من الانترنت وإجراء بعض التعديلات عليها، وقال أن من حق الجميع الاستفادة منها لكن يجب على الشركات أن لا تخفي على المستفيد حقيقة أنها مواقع جاهزة، وتستغله بمبالغ كبيرة.. مشيراً إلى مشاكل أخرى مثل: "ضعف التخصص في الصحافة الالكترونية"، و"النمطية وعدم التجديد". وفي (تصنيف الإعلام الالكتروني)، فقد صنفه الارياني- من حيث النوع- إلى: صحف الكترونية، مواقع الكترونية، منتديات، مبدياً تحفظاً على إدراج المنتديات ضمن الإعلام الالكتروني، وقال أنها ليس جزءً منه إلاّ أن الحال في اليمن هو أن المنتديات أصبحت جامع لكل ما تنشره الصحف والمواقع، وحتى المشاركين فيها هم من الأسرة الإعلامية وهو الأمر الذي جعلها تفرض نفسها على الإعلام الالكتروني. كما صنف الإعلام الالكتروني- من حيث الجهة- إلى: مواقع وصحف رسمية، ومواقع وصحف حزبية، ومواقع مستقلة، ومواقع شخصية. كما تطرق الارياني إلى (مواصفات الموقع الناجح)، وقال أن من تلك المواصفات: "سرعة التحميل" التي تزداد أهميتها في اليمن بسبب بطء الانترنت، وهو ما يجعل المصمم حذر جداً في التعامل مع الناحية الجمالية للموقع كي لا تكون على حساب السرعة، ونفور الزوار.. وثانياًً "قصر الصفحة الرئيسية"، وثالثا "سهولة التصفح"، ورابعاً "الاختيار الأمثل للخطوط وأحجامها"، وخامساً "الاستفادة المثلى من الصورة"، وسادساً "التوافق مع المستعرضات الأخرى"، وسابعاً "الاختيار الصحيح لحجم الصفحة"، وثامناً "المواصفات المثالية لاستضافة الموقع".. وقد تناول تلك النقاط بكثير من الشرح والتحليل. وتناولت الندوة قراءة ل(مستقبل الإعلام الالكتروني في اليمن)، والتي حددها أوس الارياني ب: أولاً "زيادة في الكم دون الكيف"، منوهاً إلى أن ذلك مرتبط أيضاً بالواقع السياسي، وثانياً "زيادة الاهتمام بالمدونات والمنتديات والمواقع الجاهزة " وذلك لأنها أقل تكلفة، وثالثاً "انتشار ظاهرة المواقع الموسمية" وهي المرتبطة بالانتخابات وما شابه، ورابعاً "بدء الاهتمام بالصوتيات"، وخامساً "انتشار كثيف لخدمات يو تيوب"، وسادساً "الاهتمام براديو الانترنت"، وسابعاً "ارتفاع المستوى المهني والفني للمواقع"، وثامناً "انتشار أكبر لخدمات الرسائل القصيرة والوسائط المتعددة". هذا وقد تخللت الندوة الكثير جداً من المداخلات، والاستفسارات حول قضايا فنية ومهنية مرتبطة بالإعلام الالكتروني أسهمت بإثراء الندوة بالكثير من المعلومات.