تعد مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي تواجه الآباء والأمهات في محاولة السيطرة على المراهق واستماعه إلى الإرشاد!! وينصح الخبراء أن ننظر لهذه المرحلة على أنها فترة مرضية لأن المراهق إنسان ما زال يبحث عن النضج. ويؤكد الاطباءإن المراهق يبدأ غالبا في الانسلاخ من صداقاته القديمة وأنه يبدأ في اختيار أصدقاء جدد حيث إنه يسعى لبناء عالم جديد. وهذه الأنواع من السلوك تؤكد أنه يعيش في قلق عصبي شديد وهو في معظم الأحيان يحتاج إلى صداقة الأب والأم وفي الوقت نفسه يشعر بنوع من القيود التي تفرضها عليه أسرته. ومن هنا نجد أن الأب والأم مطالبان القيام بإرشاد الأبناء في عمر المراهقة إلى ما هو صواب وما هو خطأ ولابد للآباء من الالتزام بضرورة إرشاد الابن أو البنت إلى السلوك المعقول ليس بهدف السيطرة ولكن كنوع من التوعية. ويقع البعض في أخطاء شائعة عندما يتشددون في بعض الأمور ويتساهلون في قضايا مهمة. كما يجب أن ننظر للأبناء في هذه المرحلة بنظرة إنسانية يمكن أن تضمن لنا فهم المراهق كإنسان يعاني حقيقتين.. كل منهما تناقض الأخرى مثل إحساس المراهق بأهمية اعتماده على الأب والأم، وعدم الثقة في نفسه كإنسان يمكن أن يكون ناضجا.. ويضيف: إن الإنسان المراهق يحاول أن يعرف رأي الآخرين في صفاته الحسنة أو الرديئة حيث إنه يبحث عن المثالية وإبهار الآخرين في لفت الأنظار إليه.. ولذلك فإن القلق الذي يصاحب فترة المراهقة قاس لأن المراهق يخاف من عدم القدرة على النضج، ويحاول أن تكون له بعض الطلبات التي لا يمكن أن يوافق عليها الكبار وعندما يرفض الوالدان ذلك تكون النتيجة ثورة المراهق وهنا يجب ألا يصغي الآباء والأمهات أمام هذه الثورة لأنها مجرد تطرف ويجب الإصرار علي موقفهم، فالمراهق في حاجة إلى الإرشاد بصفة دائمة، فالمراهق ما زال إنسانا في طريقه إلى النضج لكنه لم يصل بعد، ويعرف المراهق أن التصرف المتزن يؤكد احترام الآخرين ويحقق له الثقة بالنفس.