المراهقة مرحلة من اخطر المراحل التي يمر بها الانسان كما تمثل مرحلة حرجة من العمر، ومكمن الخطر في هذه المرحلة انتقال الانسان من مرحلة الطفولة الى الى البلوغ حيث تحدث التغييرات في مظاهر النمو المختلفة الجسمية والعقلية والاجتماعية والدينية وغيرها وذلك لما يتعرض فيها الانسان الى صراعات متعددة.اما عن مفهوم المراهقة لغوياً حيث ترجع كلمة المراهقة الى الفعل العربي "راهق" والذي يعني الاقتراب من الشيء،فراهق الولد أي هو مراهق،ورهقت الشيء رهقا بمعنى اقتربت منه،وهذا المضي يشير الى الاقتراب من النضج والرشد. اما المراهقة في علم النفس فتعني الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والاجتماعي حيث ان الفرد في هذه المرحلة لا يصل الى تمام النضج الا بعد سنوات ،كما ان البلوغ ما هو الا جانب واحد من جوانب المراهقة وذلك من حيث الفترة الزمنية يسبقها لأنه اول دلائل دخول الطفل الى مرحلة المراهقة حيث يشير الى ان النمو لا ينتقل من مرحلة الى اخرى فجأة بل يكون تدريجياً ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه ،ومرحلة المراهقة تختلف من مجتمع الى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون المراهقة قصيرة وفي بعضها الآخر تكون طويلة ويكون المراهق في هذه المرحلة مقدم على كل شيء،كما يؤكد العلم حقيقة ان المراهقة تختلف من فرد الى آخر ومن بيئة الى اخرى،ويختلف باختلاف الانماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق،كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مرحلة مستقلة بذاتها استقلالاً تاما وانما تتأثر بما مر به الطفل، والنمو عملية مستمرة ومتصلة ببعضها لذا فقد دلت التجارب على ان النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسئولة عن حدوث ازمة المراهقة،حيث للمراهقة اشكال مختلفة منها "مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات،والنوع الثاني مراهقة انسحابية،حيث انسحاب المراهق من مجتمع الاسرة ويفضل العزلة والانفراد بنفسه والنوع الثالث والاخير مراهقة عدوانية،حيث يتصف بها سلوك المراهق بالعدوان على نفسه وعلى غيره،كما تنشأ مشكلات المراهقة بسبب عدم فهم طبيعة وحاجات هذه المرحلة من جهة الوالدين"وايضا عدم تهيئة الطفل لهذه المرحلة قبل وصولها، كما يجب على الاهل استثمار هذه المرحلة بشكل ايجابي وذلك باستغلال طاقته وتوجيهها الى كل ما هو صواب وحسن لصالح المراهق نفسه،ثم اسرته فمجتمعه،وهذا لن يكون الا في وجود الدعم العاطفي والحرية والتي تكون ضمن ضوابط الدين والمجتمع والثقة وتنمية تفكيره حتى يبدع وكذلك تشجيعه على القراءة والمطالعة وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة ،وكذلك تدريب المراهق وتعويده على المواجهة وتحمل المسئولية واستغلال وقت فراغه بما يعود عليه بكل مفيد ونافع،كما يجب على الوالدين محاولة إبعاد ابنهم المراهق من كل وسائل الاثارة الجنسية والمتمثلة في الافلام الهابطة والصور العارية والمشاهد الفاضحة والمخلة بالآداب،حيث ان تلك الامور اذا حدث فيها التساهل تؤجج لديه اثارة الشهوة،لذا على الوالدين الانتباه لذلك كون آثارها وخيمة على سلوكه وحياته مستقبلاً. اضافة الى ان وجود الرقابة الاسرية المتيقظة حيث وجود عامل الاصدقاء في حياة المراهق مما يؤثر على سلوكياته اما سلبية او ايجابية لها اثرها الفعال لتخطي هذه المرحلة ووجود التوعية والنضج والتحاور والمناقشة المستمرة مع المراهق من قبل الوالدين على اساس الحب لهي افضل الوسائل المتبعة حيث يتجاوز المراهق هذه المرحلة الصعبة بأمان.