كثير من ألاصوات التي ترتفع، تطالب بالقضاء على الفساد والفقر والبطاله في اليمن، وهذا أمر نتفق معه جميعاً، وهدف نسعى إلى تحقيقه، ولكن هناك بعض الأسباب الجذريه التي أدت الى بعض هذه المشاكل، وعلينا أن نسأ ل أنفسنا قبل أن نسأل الحكومة عنها. فظاهرة إختطاف السياح اصبحت ثقافة لدى الكثير من فئات المجتمع اليمني، وأصبحنا نسمع بهذه الحوادث بصورة شبه مستمرة، فقد وصل عدد المرات التي يختطف، وكذلك يقتل فيها سواح إلى الحد الذي لا تستطيع ان تتحمله الدوله أو يتجاهله السياح، بل فاق هذا العدد الحوادث في اي دولة. صحيح أن حوادث قتل السواح في مارب وحضرموت التي حصلت سابقا وربما في صعده هي من أعمال تنظيم القاعدة وهو تنظيم إرهابي ليس له مشروع وخصوصاً في اليمن، سوى التخريب وقتل الابرياء وترويع الآمنين، لكن العيب ان يلجأ ابناء القبائل، المعروفون بكرمهم، وشهامتهم إلى إختطاف السائحين واحتجازهم كرهائن من أجل تحقيق مطالبهم ومصالحهم الشخصية. وهو ما يؤدي إلى ضرب القطاع السياحي، والتسبب في بعض من المشاكل التي ذكرناها سابقا، ونحن نعلم ان السياحة مورد إقتصادي مهم تعتمد عليه الكثير من الدول، و تعتمد اليمن على جزء لا يستهان به من دخلها على السياحة، فقد بلغت عائدات السياحه بالرغم من الحوادث في العام 2008 الى 886 مليون دولار. أهل اليمن هم من قال عنهم نبينا (ص) ألايمان يمان والحكمة يمانية، فهذه الاعمال ليست من سلوكياتهم ولامن عاداتهم ولا من اخلاقهم، بل هم اصحاب كرم وبشاشة، وكم كنا فخورين ونحن نعيش خارج الوطن عندما كانو يأتوننا من يعودون من اليمن،وهم يمتدحون اليمن وأهلها اكثر من اي دولة زاروها، أما اليوم فقد اصبحت السياحة في اليمن مغامرة يعتبرها الكثيرمن السائحين بسب الحوادث المتكررة التي تستهدف حياتهم. على جميع ابناء الوطن ان ينبذوا من يقوم بهذه الأعمال وأن يقفوا له بالمرصاد بعيدا عن العصبية الهوجاء والعصبية المناطقية، والقبلية خصوصا وان نفوذ القبيلة على الدولة احيانا هوما يشجع الخاطفين على القيام بهذه الاعمال. ونحن عندما نتكلم عن مسؤلية الشعب لايعني اننا نعفي الدولة من المسؤلية تماما ، فعلى الدولة أن لا تنهي الامر مع الخاطفين بالتفاوض، ودفع الفدية وإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق مطالب الخاطفين، وهو الأمر الذي قد يشجع الكثيرين على القيام بأعمال مماثلة، فمن واجبها أن تتعامل بحزم مع هذه القضية وأن تتحمل مسؤلية ضعفها أمام القبيلة وان لا يكون أحدا بمنأى عن قوتها وقانونها، وان توفر مناخ سياحي آمن يضمن سلامة السائحين. كما أن على المواطنين ان يكونوا اصحاب إرث حضاريا عميق ووعي سياحي متأصل (يليق باليمن السعيد) وأصحاب جاهزية ٌلإستقبال الضيوف واكرام وفادتهم، وادخال الفرحة إلى قلوبهم، بدلا من خطفهم وسجنهم دون ذنب إلا لأ نهم اتوا لزيارة هذا البلد والتعرف على أثاره وحضارته وعاداته وتقاليده. [email protected]