على مدار شهري سبتمبر و أكتوبر ظلت محافظة مأرب ذات الجذب السياحي خالية من وجود أي سائح أجنبي فيها مأرب المحافظة الأثرية التي تقع شرقي العاصمة صنعاء وعلى مسافة 167كم2، تمتلك كل المقومات السياحية التي تجتذب العديد من السائحين من كل بلدان العالم وتميزها بكل من مقومات السياحة التاريخية والطبيعية وكذالك الفلكلور الشعبي إضافة إلى السياحة الصحراوية والسياحة العلاجية " فهناك يوجد حمامات طبيعة تسمى الواغره " وهي مقصد نشط للسياحة الداخلية حاليا . مأرب محافظة تقبع على كنوز أثرية لا تزال حبيسة للكثبان الرملية، وفيما قد يمثل ازحة تلك الكثبان ظهور كنوز تاريخية لحضارات كانت قبل الآلف السنين مستوطنه ضمن النطاق الجغرافي لهذه المحافظة، و قد يكون معبد آوام - لا يزال التنقيب فيه جاري- من أعظمها، وهو المتوقع في حال انتهاء تلك العمليات ان يكون أعجوبة العالم الثامنة. الوضع السياحي في عاصمة مملكة سبأ تعدى مرحلة الركود لينتقل إلى مرحلة الجمود، بسبب تردى الأوضاع الأمنية في البلاد عامة وفي مأرب خاصة ، ولتزايد نشاطات بعض التنظيمات المسلحة والتي يقال أنها تابعة لحركة القاعدة. قبل سنوات قليلة أصيبت السياحة في اليمن بمقتل بعد مقتل عدد من السياح البريطانيين في ابين .... بعد عملية تحريرهم من خاطفيهم الذي ينتمون إلى أحدى الجماعات المتطرفة. وظلت السياحة في اليمن بعدها تتقدم خطوة ثم تتراجع خطوتين ، بسبب عمليات الاختطافات التي طالت السياح الأجانب على أيدي ابناء القبائل في عدة محافظات، كانت لمحافظة مأرب النصيب الأكبر من تلك العمليات. وبرغم إلقاء تلك الاختطافات بظلالها على الحركة السياحية في أرجاء الوطن، ولكن ظلت هناك بوادر تدفع على التفاؤل بتحسن الحال والعودة الى الأيام الغابرة،لقد خرج معظم المختطفين من السياح الأجانب بعد تحريرهم ليصفوا المغامرة المثيرة التي حظيوا بها دون غيرهم ويرون تفاصيلها الى نضراهم ويتحدثون عن عادات وتقاليد خاطفيه وكرمهم وحسن تعاملهم، بل لقد عاد عدد كثير من المخطوفين إلى اليمن بغرض زيارة خاطفيهم من ابناء القبائل، لذا ظل التأثير السلبي للا ختطافات على الحركة السياحية في إطار محدود، يمكن السيطرة والتغلب عليه من الجهات المختصة. الحال تغير وتبدل منذ شهر ايلول من العام الماضي وبعد ان شهدت مأرب أول وأسوا عملية إرهابية عندما تم استهداف فوج سياحي أسباني بسيارة محملة بالمتفجرات يستقلها انتحاري ، راح ضحيتها 10 قتلى وعدد من الجرحى، العملية هزت اليمن بأكملها ليتصل أضرارها الى أقصى ما كان محتمل، الجهات الأمنية ووزارة السياحة قامت من دون قصد بالتجاوب مع رسالة العملية، حيث منعت السياح من نزول مأرب ولأشهر عدة لتصنف تلك المحافظة ضمن المناطق الخطرة، حاولت المنظمات المدنية في مأرب وعدد كبير من ابناء مأرب بعث رسالة مفادها ( جميع ابناء مأرب يستنكرون هذه العملية الدخيلة ، والتي نفذها اناس لا يحكمهم دين ولا مكان ). وأعقبها قيام موقع مأرب برس الإخباري بتنظيم ندوة عن الارهاب واثارة على المجمتع دعى له عدد كبير من الصحفيين المحليين والاجانب ومراسلي الصحف والقنوات والوكالات الاجنبية، وفي تلك الندوة تبارت الكثير من الشخصيات الاجتماعية المأربية عن موقف مأرب واهلها من الارهاب ونبذهم له، وتجريمهم لمرتكبي تلك العمليات والتدليل على انه لامكان ولادين له،بعد ذلك عادت الحياة الجزئية للحركة السياحية الى مأرب وان لم تكن بالشكل المطلوب. توالت العمليات الارهابية في عدد من محافظات الجمهورية كان اشدها التي استهدفت السفارة الامريكية في شهر سبتمبر من العام الجاري، لتظل مأرب داخل اليمن منطقة خطرة فيما اضحت اليمن برمنها منطقة خطرة لدى جميع البعثات والسفارات الاجنبية. شلل تام للسياحة: منذ شهر اغسطس الفائت لم تلامس ارض مأرب قدم أي سائح، بسبب اغلاقها امام السياح الاجانب، لذا تكبدت وكالات السياحة والفنادق في مأرب خسائر تجاوزت مئات الملايين، . فيما تشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مكتب السياحة بمحافظة مأرب أن عدد السياح الأجانب الذين زاروها في شهر يونيو للعام الجاري 2008 م بلغ ثلاثة عشر سائحا كلهم من الجنسية النرويجية , في حين كان عدد السواح في الشهر الذي قبلة " 38" سائحا فقط غالبيتهم من الجنسية الإيطالية . أرقام تكشف عن وضع مأسوي تمر بها السياحة في مأرب , هي كما وصفها الأستاذ ياسر الإغبري نائب مدير مكتب السياحة بمحافظة مأرب أثناء حديث سابق لمجلة أبواب " أن السياحة في مأرب لا تمر بمرحلة ركود فقط بل تصل إلى حد الموت " . محافظة مأرب شهدت خلال السنوات الماضية حراكا تنمويا في إنشاء البنية التحتية للنشاط السياحي , حيث تمتلك المحافظة " 400 " سرير ليليا ويمكن توسعة ذالك الرقم إلى " 450 " سرير ليليا , وتمتلك المحافظة تسعة فنادق موزعة على عاصمة المحافظة " المجمع " . ويكشف نائب مدير السياحة عن وجود مخططات ودراسات جاهزة تنتظر التنفيذ تهدف إلى الدفع والتشجيع للجوانب السياحية في محافظة مأرب سواء للسائح الداخلي أو الخارجي , حيث توضح تلك الدراسات عن وجود رغبة في أقامة عدد من الاستراحات السياحة داخل المحافظة والتي يقترح حاليا بإقامتها في كل من " مفرق الجوف ومفرق حريب ومنطقة صرواح التاريخية " موضحا أن السبب في التأخير هو الإقرار النهائي لإقامة تلك المنتزهات , وقد تكفلت وزارة النفط اليمنية بتمويل تلك المشاريع . ويرى الإغبري أن السبب الرئيسي وراء الكساد السياحي الحاصل في محافظة مأرب يعود إلى القضايا الأمنية لأنه حسب راية " مها امتلكت المحافظات من مقومات فستظل عبارة عن أماكن يسمع بها فقط , ويطالب من الجهات الرسمية والسلطات المحلية ألاهتمام بالجانب السياحي وإعطائه حقة كثقافة يجب أن يطلع عليها المواطن والطالب على حد سواء . حرف في طريقها إلى ألانقراض : تتملك مأرب العديد من الصناعات الحرفية التي من أهمها الحياكة والفضيات والنجارة , لكن تلك المهن في طريقها إلى الزوال لأنة لا يوجد توريث لها داخل المجتمع في مأرب , وينظر إليها خاصة من كبار السن الذين مازلوا يمارسونها وهم قلة قلية على إنها مهنة الفقر " في دلالة على عدم ربحيتها " . كما تقف الجهات المختصة أمام تلك الحرف موقف العاجز وعدم المكترث لما ستئول إلية تلك الصناعات الحرفية التي ستصبح عما قريب من التاريخ والذكرى فقط . وقد برر مكتب الساحة أن الجهات المختصة في المحافظة بصدد إنشاء سوق للحرفيين يهدف إلى تأمين المبنى وشراء أصحاب تلك الحرف بتشجيعهم على ألاستمرار في تلك المهن. عبد السلام الحمادي مدير أكبر فنادق المحافظة وأشهرها " فندق بلقيس " يري أن مأرب هي اليمن , وذالك أنه لا يوجد سائح يزور اليمن إلا ويضع في أجندته زياه محافظة مأرب , مبرر أن شهرة مأرب تعود للحضارة التاريخية وما تقل عنها في القران الكريم فالناس يقرؤون عن سليمان وعن بلقيس وعن حضارة عريقة أسمها مأرب . كما يرى الحمادي أن البنية التحتية للسياحة في مأرب غير مهيأة كلية وقال أن وضعنا لها نسبة 10 % فسنكون مبالغين , مؤكدا أن كل المواقع السياحية في محافظة مأرب غير مهيأة كليا وغير مستغلة فالسائح يدخل إليها كما خرج فالدولة لم تستفد ماليا ولا السائح وجد أدلاء سياحيين ليعرضوا عليه نبذ تاريخية عن تلك المواقع . وأختصر أسباب الركود السياحي في مأرب بقولة " قولوا للمتقطعين ألا يتقطعوا وللمفجرين ألا يفجروا بعدها سنرى مأرب مقصدا لكل السياح يتهافتون عليها .