السياحة واحدة من روافد الاقتصاد الوطني ومأرب إحدى المحافظات التي تتمتع بمقومات سياحية متميزة ففيها السياحة الثقافية والسياحة الصحراوية ويرتادها الكثير من السياح العرب والأجانب ويستمتعون بمآثرها العظيمة وصحرائها الرائعة..وبمناسبة احتفالات الشعب اليمني العظيم بالعيد ال18 لإعادة تحقيق الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية التقت (الجمهورية) بالأخ/ ياسر الأغبري نائب مدير عام السياحة بمحافظة مأرب والذي تحدث حول جملة من المواضيع الهامة بالقطاع السياحي : ماذا عن السياحة في مأرب وأكثر الأماكن ارتياداً من قبل السيّاح ؟ في البداية أشكركم على اهتمامكم واهتمام صحيفتكم الغراء الملحوظ وغير المحدود بالنهضة التنموية التي تشهدها مأرب وذلك في ظل الاهتمام والرعاية اللذين توليهما القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، بهذه المحافظة الفتية والمنجزات التنموية والأمنية اللتين تشهدهما محافظة مأرب بشكل خاص واليمن بشكل عام والتنمية والأمن والاستقرار الذي تشهده اليمن اليوم لهو خير دليل على عظمة الوحدة اليمنية وانجازاتها العظيمة والتي لا نستطيع حصرها. فمأرب لم تشهد تنمية سياحية من قبل كما نراها اليوم وهي تستقبل الكثير من الأفواج السياحية وهذا يعود للأمن والاستقرار اللذين تشهدهما المحافظة وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى وعلى الرغم من الاحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة خلال النصف الثاني من العام الماضي 2007م والاشهر الأولى من هذا العام 2008م .. وعلى الرغم من هذا كله إلا أن هناك إقبالاً متميزاً على مأرب والتمتع بمآثرها الثقافية وصحرائها الجميلة البديعة وأناسها الطيبين حيث بلغ عدد الوافدين إليها (1400) سائح وسائحة وذلك خلال الاربعة الأشهر الأولى من هذا العام 2008م فيما بلغ عدد الوافدين إلى مأرب خلال العام الماضي 2007م (7000) سائح وسائحة تقريباً وها نحن نرى اليوم ما أظهرته لنا الوحدة المباركة من انجازات عظيمة وتنمية ظاهرة للعيان من العيب انكارها أو عدم الاعتراف بوجودها ففي المحافظة فنادق سياحية راقية تربو على أربعة فنادق تتفاوت في أفضليتها من أربعة نجوم إلى نجمة. الصحراء مهبط أنظار السياح والحقيقة أن أكثر الأماكن ارتياداً من قبل السياح هي الصحراء لما تتمتع به الصحراء من مقومات عديدة منها الطقوس البدوية الأصيلة التي يحبذها معظم السياح الوافدين وكذلك الهواء الطلق والنقي وقد يستغرب البعض لهذا عندما يسمع بالصحراء والرمال ولكن الحقيقة غير ذلك فالجلوس داخل الخيمة المنصوبة في الصحراء وتحديداً في الليل يخلق أجواء بديعة وطقساً قد لايتوفر في كثير من المناطق السياحية الأخرى. ومن ضمن المقومات السياحية للصحراء الطريق الصحراوي القديم المسمى بطريق البخور والذي كانت القوافل التجارية القادمة والخارجة من اليمن السعيد أو بلاد العربية السعيدة كما سماها الرومان تمر منه ذهاباً وإياباً ويمضي هذا الطريق بالسياح والعابرين من صحراء مأرب إلى صحراء شبوة ومن ثم إلى حضرموت وعبرها إلى المهرة وعمان كما يربط هذا الطريق مأرب بصحراء الربع الخالي شمالاً وإلى الجارة الشقيقة السعودية وهناك من السياح من يصر على معرفة هذا الطريق والاطلاع عليه ومنهم من يكتب على الأمان وأستذكار التاريخ من خلال هذا الطريق. أضف إلى ذلك أن أهم مايميز السياحة الصحراوية والتي يعيشها السياح هو هروبها من حياة التمدن والضجيج وعوامل التقدم الصاخبة والمليئة بالازعاج والبعد عن كل ذلك الهدوء والراحة والتأمل في الشواهد التاريخية الحية الماثلة أمام العين وكأن السائح بذلك قد ذهب في رحلة إلى العصور القديمة والتاريخ القديم مع الأمل المؤكد بأنه سيعود إلى العهد الحديث. معشوقة السياح برأيك كيف ترى مأرب الماضي والحاضر ؟ الحقيقة الناظر إلى مأرب اليوم ينبهر منها وتذهله العملية التنموية التي وصلت إليها وما وصلت إليه مأرب اليوم لهو دليل على الاهتمام والرعاية اللذين توليهما القيادة السياسية والدولة بكافة قطاعاتها .. وفي الجانب السياحي ظلت مأرب ردحاً من الزمن بعيدة عن أنظار السياح الأجانب والعلم كله لايعرف عنها شيئاً .. ولكن بعد الاكتشافات الأثرية خلال السنوات الأخيرة بدأت تتدفق إليها الأفواج السياحية لغرض التعرف على ماهية تلك الاكتشافات وأهميتها ومن ضمن تلك الاكتشافات هو أن محرم بلقيس يشكل الارشيف الوطني إضافة إلى الكثير من الاكتشافات الأخرى سواء في صرواح أو براقش وبفعل هذه الاكتشافات وما آلت إليه وأهمية الحضارة اليمنية القديمة بالنسبة للعالم تشاهد يوماً بعد آخر الزيادة الكبيرة في تدفق اعداد السياح من مختلف الجنسيات أضف إلى ذلك أن السياح الاجانب يعشقون الحياة البدوية وشظف العيش البدوي. برامج متنوعة ماذا عن برامجكم السياحية ؟ لدينا برامج سياحية متنوعة نهدف من خلالها إلى تنشيط السياحة في مأرب سواء أكانت السياحة الثقافية أو السياحة الصحراوية ولولا هذه البرامج لأصبحت مأرب خالية من السياح تقريباً فهناك الكثير من السياح يحب الرحلة عبر الصحراء الممتدة من مأرب وحتى حضرموت أو المبيت فيها فما تكنزه الصحراء من مقومات تجعل السائح يهفو إلى زيارته فزيارة الصحراء هي لغرض خروج السائح من ضجة المدن وهوائها الملوث إلى البيئة الصحراوية النقية والتعرف أيضاً على العادات والتقاليد البدوية لدى ساكنيها من البدو الرحل كما نهدف أيضاً إلى تعريف السائح من خلال هذه البرامج بالطقوس البدوية كالركوب على الجمال والمبيت في الخيام والأكل والشرب على الطريقة البدوية الخالصة .. فيما نهدف من خلال برامجنا للسياحة الثقافية الى تعريف السياح بالحضارة العظيمة التي شهدتها هذه المحافظة خلال عصور قد خلت قبل الميلاد والمتمثلة بحضارة سبأ إضافة إلى مآثرها العظيمة وأطلالها المترامية في مأرب .. وفعلاً لقد وجدنا لدى السائح الزائر إلى مأرب تقبلاً .. بل وارتياحاً بهذه البرامج .. بل ونجد لديه دوافع الفضول للتعرف على مكونات هذه الحضارة العملاقة ولكن من المؤسف أن برامجهم لزيارة مأرب قصيرة. إلى جانب حبهم للسياحة الصحراوية حيث أننا نجد أن أكثر الأفواج السياحية تبيت في الصحراء وهم يعللون ذلك بأنهم قد ملوا حياة الرفاهية ويتمنون أن يبقوا أشهراً في مأرب يعيشون فيها حياة البداوة الحقيقية فيتعرفون على زخم كبير من العادات والتقاليد اليمنية البدوية الخالصة والتي لها طابع خاص يختلف عن العادات والتقاليد الأخرى. مواقع أثرية عظيمة ماذا عن المواقع الأثرية التي يرتادها السياح ؟ لعلك تعرف أن مأرب تحتضن أعرق الحضارات اليمنية والتي ماتزال مآثرها شاهدة حتى اليوم على ذلك ومن تلك المواقع والمآثر التي صارت اليوم مزاراً للسياح الوافدين مدينة براقش الواقعة إلى الشمال من مدينة مأرب ومدينة صرواح الأثرية ومدينة مأرب القديمة والتي لم تبدأ عملية التنقيبات فيها حتى الآن والتي يقال إنها سوف تغير مجرى التاريخ لشبه الجزيرة العربية وذلك بحسب خبراء الآثار أضف إلى ذلك سد مأرب القديم ومعبد بران المسمى بعرش بلقيس ومعبد أوام المسمى بمحرم بلقيس. ماذا عن الإيرادات التي حققها مكتب السياحة خلال العام الماضي ؟ بالنسبة لحصيلة الايرادات التي حققها المكتب خلال العام الماضي 2007م بلغت (3.200.000) مليون ريال فقط بينما بلغت عائدات الدخل القومي للسياحة في محافظة مأرب (300 مليون ريال). إقبال فريد وأضاف الأغبري قائلاً : - لعل الاكتشافات الأثرية المذهلة التي شهدتها مأرب الحضارة والأصالة عملت على تدفق الكثير من الأفواج السياحية من جميع الجنسيات وذلك لما تحتله مأرب من أهمية بالغة كونها تحتضن أعظم حضارة شهدها التاريخ وإلى جانب هذه المعالم الأثرية والتاريخية تتصدر السياحة الصحراوية أجندة السياح الوافدين إلى اليمن فهم يعشقون شظف الحياة البدوية ورقتها وجمالها والاقبال يتزايد يوماً بعد يوم.