افتتحت وزارة الداخلية اليمنية صباح اليوم الأربعاء "وحدة أمن السياحة" التابعة لجهاز الأمن المركزي، ضمن رهان اعتبره وزيرها اللواء مطهر رشاد المصري "رداً أولياً على من يستهدفون سمعة اليمن واقتصادها"، فيما وصفها وزير السياحة نبيل الفقيه "رافداً تنموياً وداعماً أساسياً للسياحة". افتتاح كبير لوحدة أمن السياحة، التي جاءت بمبادرة من أركان حرب الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبد الله صالح، أكدت خلاله وزارة الداخلية، وقيادة الأمن المركزي، ووزارة ووكالات السياحة، أن المسئولية وطنية، ولابد من مشاركة الجميع في مواجهة الإرهاب، وتجفيف منابعه، والرهان على "حماية السائح أولاً وأخيراً". اللواء مطهر رشاد المصري- وزير الداخلية- استهل كلمته بالتأكيد بأن "هذه الوحدة جاءت بتجهيزات سريعة، وفي وقت قصير، وهذا سيعتبر رد أولي على كل الأشخاص الذين يحاولون تشويه سمعة اليمن، ويحاولون الحد من السياحة". وقال: إن "هذه الوحدة لها مسئولية مباشرة، ولكن حماية السياحة ومكافحة الإرهاب هي مسئولية عامة لكافة الأجهزة الأمنية، وكل المواطنين الشرفاء على طول اليمن وعرضها. كما إننا لابد أن نعمل على تجفيف منابع الإرهاب.. هناك بعض المعاهد والجوامع والخطباء التي تفرخ الإرهاب، هذه مسئولية جماعية، ولن تكون مسئولية الأمن أو الداخلية إطلاقا، وإنما مسئولية المثقفين والوطنيين ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، فهي إذن مسئولية وطنية عامة". وكشف المصري أن الداخلية في حادثة شبام استطاعت في غضون 12 ساعة فقط من التوصل إلى معلومات جيدة، تعرفت من خلالها على الكيفية التي تم بها استقطاب بعض هؤلاء الأشخاص، وبما تأكد بأن "الموضوع يحتاج إلى جهود جماعية من قبل كل الأفراد والمؤسسات". وأشار المصري إلى حادث اليوم الأربعاء، وقال: أنه "حادث خطير حاول من خلاله أحد العناصر أن يفجر إحدى سيارات النجدة في الطريق إلى المطار، لكنه فشل والحمد لله"، منوهاً إلى أنه زار موقع الحادث. وأكد وزير الداخلية: "الآن لدينا معلومات بأن هؤلاء شباب طائشين بعمر (18-20) سنة، تتم تعبئتهم تعبئة خطيرة، فيقومون بهذه الأعمال الإرهابية التي لا ترضي الله ولا رسوله.. نحن على ثقة كاملة بان المؤسسات الأمنية بمختلف صنوفها ستعمل على مطاردتهم، مثلما تم قتل الإرهابيين في تريم- وكانوا من أخطر الإرهابيين في حضرموت الوادي والصحراء- وكما تم التعامل مع الإرهابيين في السفارة الأمريكية وقتلهم.." وقال: في هذا العام تم ضبط أكثر من 25 شخصاً ممن حاولوا اختطاف بعض الأجانب، وبعض المواطنين اليمنيين وهم الآن يقبعوا داخل السجون، وآخرهم الأشخاص الذين حاولوا اختطاف الخبيرة الألمانية في مأرب، وهم الآن داخل السجون..". وتابع قائلاً: أطالب القضاء والنيابة أن يوقعوا أقصى العقوبات.. الآن لديهم مجموعة جيدة من الخاطفين وقطاع الطرق ومن الذين يتعرضون للسواح، فلماذا لا يحكمون على واحد أو اثنين بالإعدام..!؟ فإذا تم اتخاذ حكم قوي فانا متأكد إن هذه الحوادث لن تتكرر إطلاقا". وأضاف منتقداً: "ولكن الأجهزة الأمنية تقوم بمتابعتهم، وتضحي بأفراد وضباط وجنود، وتضبطهم، ويدخلوا السجن، وبعدها تصدر أحكام ضعيفة.. اعتقد إن هذا لا يشجع على إنهاء عملية الخطف، لذلك نطالب القضاة والنيابة بعقوبات رادعة". وأكد وزير الداخلية قائلاً: "لن تقلقنا هذه الأحداث، لن يقلقنا أي عمل إرهابي هنا أو هناك، لن تهز الأجهزة الأمنية إطلاقا، ولكنها ستجدنا أكثر تصميماً وإرادة وعلى اتخاذ إجراءات قوية بحق كل هذه العناصر، ومنابعهم التي يفرخوهم". وطالب قوات الأمن المركزي "الذراع اليمنى القوية لوزارة الداخلية"- على حد وصفه- أن يتعاملوا مع هذه الجرائم بكل قوة وبدون تردد وبحزم وسرعة وأنا معكم وسأكون داعم لهذه الوحدة. من جهته، الأستاذ نبيل الفقيه- وزير السياحة- ابدى سعادته بافتتاح وحدة أمن السياحة، وقال أننا نعول عليها بالشيء الكثير في ربط السياحة وتأمينها وتقديمها للعالم بصورة مغايرة لما كانت عليه خاصة في ظل الأوضاع الأمنية التي تشهدها بلادنا من خلال العمليات الإرهابية التي تستهدف السياحة والاستثمار والاقتصاد بشكل عام. وأكد: إن قطاع السياحة اليوم يمثل بعد اقتصادي كبير جداً أثرى في ميزان المدفوعات في العام الماضي أكثر من (800) مليون دولار، ويعمل في القطاع السياحي حاليا ما يزيد عن (74) ألف عامل بشكل مباشر وأكثر من (90) ألف بشكل غير مباشر وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء. وهناك أكثر من مليون و90 ألف سائح دخلوا اليمن في عام 2008م منهم 690 ألف سائح يمني من المغتربين ومنهم 400 ألف سائح أجنبي. وقال: أن هذه الأرقام والمؤشرات تدعونا للوقوف أمامها والسعي لتحسينها من خلال تامين المواقع السياحية والسياح في جميع المرافق والمواقع السياحية. وتمنى أن تكون وحدة أمن السياحة رافد من روافد التنمية وداعم أساسي للقطاع السياحي خاصة وان الجهات الأمنية تبذل جهود كبيرة جدا في سبيل تامين السياح والمواقع السياحية، وما وحدة امن السياحة والشرطة السياحية إلا الدافع الرئيسي للقطاع السياحي لأداء مهامه. وكان عميد ركن حسين أحمد القاضي- قائدة وحدة أمن السياحة- دشن الحفل بكلمة افتتاحية قال فيها: إن الله حبا اليمن العديد من عوامل الجذب السياحي من حيث الطبيعة الخلابة وموروثاتها التاريخية، وكان لابد من إيجاد وحدة نوعية متخصصة للأمن السياحي إلى جانب الوحدات الأمنية الأخرى، مشيراً إلى اهتمام قيادة الرئيسي علي عبد الله صالح بضرورة توفير الأجواء الآمنة للسياحة، ومنها جاءت فكرة إنشاء وحدة أمن السياحة على يد العميد يحيى محمد عبد الله صالح، وبدعم وتشجيع من وزارتي الداخلية والسياحة. وأكد: أن القطاع السياحي يمثل أهم الركائز الاقتصادية بالإضافة إلى ما تمثله السياحة من مد جسور الثقافات وحوار الحضارات، ونظرا لما تقوم به قوات الأمن المركزي من مرافقات للأفواج السياحية، كان لابد من ايجاد وحدة متخصصة لأمن لحماية السياحة. واستعرض معدلات المرافقات التي نفذتها قوات الأمن المركزي خلال الفترة الماضية من عام 2009م وعلى مستوى المحافظات. وأشار إلى "أن ما حصل الأحد الماضي واليوم على طريق المطار لدليل واضح وتحدي صارخ ممن يسعون لإشعال فتيلا الانتقام من مصالح الشعوب وان استهداف السياح في مواسم السياحة ليس استهداف لشخص السائح وإنما استهداف أكيد ومتعمد لاقتصاد البلاد ووضعها تحت وطأة الإرهاب". وأضاف: "لقد بات واضحا أن الإرهاب هو العدو اللدود الذي تواجهه السياحة في الوقت الحاضر، وأنه ظاهرة عالمية تعاني منها دول العالم، لذا يجب أن تتركز الجهود على التصدي لهذا الخطر والعمل على إنقاذ البلد وتوفير للسياحة الأمن والاستقرار المطلوبين وأكد الثقة بدعم قيادة وزارة الداخلية لوحدة أمن السياحة وبقدرات القوات ومعداتها التي تمكنهم من أداء الحماية الوقائية وتامين السائحين من أي اعتداء". ودعا وسائل الإعلام إلى مواصلة التوعية بأهمية السياحة ودورها في الاقتصاد الوطني، وإلى تعزيز التعاون بين الوحدات الأمنية ومختلف المؤسسات المعنية. من جانبه، الأستاذ زغلول بازرعة- ألقى كلمة باسم وكالات السياحة- أعرب في مستهلها عن سعادته بافتتاح وحدة أمن السياحة، وقال: "إننا كنا نطالب بها ونحلم بها منذ زمن طويل وها هو الحلم يتحقق".. وأكد بازرعة: أن الحادثين الإرهابيين لهو دليل على حتمية وجود هذه الوحدة، وأننا بها نستطيع مواكبة عملنا، ومؤمنون بأن السياحة سيكون لها تأثير كبير في الحياة الاقتصادية رغم من المشاكل التي واجهتها وتواجهها اليوم، معرباً عن أمله الكبير بان تقوم هذه الوحدات بتوفير المزيد من الحماية والطمأنينة للسياح. وتقدم بالشكر للأخ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية وكالات السياحة- على مجهوده الكبيرة لتنمية السياحة وحماية الوكالات السياحية ودوره في إيجاد مثل هذه الوحدة. كما شكر وزير السياحة ووزير الداخلية وقيادة الأمن المركزي ممثلة ب عبد الملك الطيب. وعقب الحفل قام معالي وزير الداخلية، وبقية المشاركين بتفقد مرافق مبنى وحدة أمن السياحة، والوقوف على تجهيزاتها المختلفة، بدءً من القسم الفني والمعلوماتي، وانتهاءً بقاعات الاستراحة والمنام الخاصة بأفراد وحدة أمن السياحة.. مبنى جديد، بأحدث التجهيزات، اصطفت على طوله وعرضه سيارات النجدة التابعة لوحدة أمن السياحة، غير أن ما ظل يشد أنظار الجميع هو علم الجمهورية اليمنية الكبير الذي توشح به المبنى، وظلت تراقصه الرياح.. في رسالة فصيحة تؤكد: أن اليمن ستبقى فوق الجميع، وأن ما دونها من بشر كلهم مشاريع فداء وتضحية في معركة كسر العظم مع الإرهاب..