كم يتمنى الفرد أن يعيش في بلد يخلو من هذا الوباء الذي صار يتفشى بشكل كبير في اليمن الحبيب..! كم نتمنى أن نذهب إلى مكان ما في اليمن لتخليص معاملة وبدون أن تدفع "حق إبن هادي"- يعني فلوس..! كم نتمنى أن ينال كل شخص نصيبة من التوظيف والقبول بالجامعات في التخصصات المطلوبة بدون واسطة أو محسوبية..! كم يشكو المغتربون من الرشوة من ان يدخلوا المنافذ اليمنية إلى خروجهم ، وخصوصاً الذين يأتون بسيارتهم في فصل الصيف لزيارة هذا البلد الحبيب الذي يفوق كل البلدان جمالاً بالمناظر التي تشرح الصدر والمواقع السياحية و التاريخية.. ذهب أحد الأصدقاء لأصدار بطاقة عائلية في اليمن فوجد على مدخل البوابة الرئيسية للمصلحة لوحه إعلانية بالوثائق التي يجب توافرها، ومنها صورة من الجواز، وصورة من البطاقة الشخصية، ونسخة من عقد الزواج، وما إلى ذلك.. فعندما وجدوا أن كل شيء مضبوط لازم يتلكك بعضهم من أجل "حق إبن هادي"، فما خرج من هذا المكان إلا بخمسة آلاف ريال رشوة. في مدخل الحدود اليمنية تستحي- والله العظيم- من بعض الذين يعملون هناك، وتستحي إذا كان بجانبك شخص ليس يمني يريد الذهاب إلى اليمن.. فما أن تعطيهم الجواز إلا ويبادرك الموظف هات عشرة ريال سعودي حق تعبئة الجواز، يعني (الختم) بدون رصيد وبدون أي وجهة حق. ذهبت إلى إحدى الجامعات اليمنية بقصد تسجيل للماجستير فوجدت أمام مكتب سكرتير عميد الكلية عشرات الأشخاص تعرفت على البعض فمنهم من لدية توصية من محافظ والآخر من عضو مجلس نواب والآخر من قاضي والآخر من وزير والآخر من عضو مجلس بلدي أليس الحق أن ينال كل شخص حقة وبقدر ما تحصل علية من مجموع أو معدل أليس المساواة هي أساس الحياة. وهذا جعل بعض الكتاب في بعض الصحف في إحدى الدول العربية يشكك في صحة الشهادات اليمنية لأنهم يفكرون أن كل من يأتي من اليمن فهو يحمل شهادة مزورة قد يكون أشتراها بفلوسه وكما قرأنا ببعض الصحف والمواقع اليمنية عن شخص يعمل 15 عاما في وظيفه حكومية مرموقة وهو يحمل شهادة مزورة. من منا لا يحب اليمن فهي جزء لا يتجزاء منا وحبها في الدم يمشي ولكن هل يعقل ما وصلنا إلية بدون رقيب أو حسيب. وقفة: بصراحة تامة أقولها رسالة شكر وتقدير وامتنان لشخص نبيل وطني شريف لا أعرفه ولا يعرفني ولا تربطني به أي صله ولا اريد التودد إليه لأني بعيد عن الوطن ومبسوط في عملي خارج الوطن لكن كلمة الحق تقال رجل يتمتع بذوق رفيع. رجل عرف بدماثة خلقة، رجل محارب للفساد بكل أشكاله وانواعه، عسكري محنك، رجل وهب حياته وكرسها لدعم الفلسطينين بأخلاص وبالأمس تتبرع الجمعية التي يرعاها ويرأسها لمائة منحة أو أكثر بقليل للفلسطينيين بالضفة وفي قطاع غزة.. رجل يتخلى عن كل ممتكلاته واخوانه في الجنوب من تلقاء نفسه، وبمحض إرادته، فليت كل المسؤلين والعسكريين في الدولة يقتدوا بصاحب الحظ الأوفر بشعبيته الطيبه بين أبناء الجاليات في الخارج أنه العميد يحيى محمد عبد الله صالح رئيس أركان الأمن المركزي في اليمن. [email protected]