كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن حجم اعتماد أجهزة الاستخبارات الاميركية على المواقع الاجتماعية ك "فيسبوك" و"تويتر" في جمع المعلومات الضرورية لتحديد المشتبه في ضلوعهم بالارهاب على الصعيد العالمي. وقالت الصحيفة ان هناك وحدة مختصة في قاعدة "وست بوينت" قرب نيويورك بهذه القضايا التي تأخذ وقتا طويلا في تحليل المعلومات وربطها وبناء استنتاجات على أساسها تبيح اتهام هذا الشخص او ذاك، وكمثال على طريقة عمل هذه الوحدة الاليكترونية قال احد العاملين في تلك القاعدة انهم- مثلا- تابعوا أخبار الذين ينقلون الأنباء عن مقتل او وفاة الجنود الأميركيين في العراق وحاولوا ان يجدوا صلة بين اؤلئك الذين ينقلون تلك الأخبار بالذات عبر المواقع الاجتماعية. الزمن زمن التواصل الإلكتروني.. والإرهابيون يعرفون ذلك، لذا فهم ينهلون من مواقع مثل فيسبوك وتويتر لتنسيق أعمالهم، مشكلين بذلك شبكة للقواعد الإرهابية المنتشرة في دول العالم. وبحجة التصدي لهذه الشبكة، قرّرت وكالات الاستخبارات الاميركية تعقّب تحرّكات الإرهابيين، من خلال استخدام برنامج جديد اسمه فيسبوك الإرهابي لكشف الصلات بين إرهابيي العالم، بوصفه السلاح الجديد ضد تنظيم القاعدة، على الجبهة الافتراضية، وهو ما يثير تساؤلات عما اذا كانت مثل هذه الخطوة تنتهك حقوق الانسان. عبر هذا البرنامج، يتّم جمع معلومات تتعلّق بشريحة كبيرة من الناس، ومن ثم إدخالها في جهاز الكمبيوتر للتحقق في الروابط بينهم وبين المجموعات التي تنشأ على فيسبوك. وتجمع وكالات الاستخبارات معلومات عبر المقابلات التي يجريها محققوها، مع المشتبه بهم، ممن يعملون في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، كما يتّم جمع بيانات من رسائلهم الالكترونية ومكالماتهم الهاتفية. وعند إدخال المعلومات في البرنامج الجديد، سيتم تحديد منظمات إرهابية بارزة، وربما توقّع الهجمات قبل وقوعها. وشرح المسؤول في الجيش الاميركي في قاعدة «وست بوينت» العسكرية في نيويورك إيان ماكولو، انه استخدم سابقاً شبكة المواقع الاجتماعية للعمل على تحليل ومعرفة العلاقة بين المئات من الأشرطة المصوّرة لوفاة أميركيين على يد مسلّحين في العراق، مضيفاً كان من المرجح دوماً أن يكون هناك مجموعة واحدة تقوم بتلك الاعتداءات... هذه الطريقة سمحت لنا أن ننظر إلى العلاقة بين المجموعات الإرهابية والهجمات. من جهتها قالت الباحثة في جامعة «كارنغي مالون» في بنسلفانيا كاثلين كارلي، إن تحليل الشبكة الإلكترونية الاجتماعية يساعدنا على اكتشاف مَن يعرف من ومن يتحدّث مع من، فضلاً عن اكتشاف ما يعلمه الأصدقاء عن شخص معيّن، مضيفةً أن هذا التحليل يقدّم لنا بيانات فيسبوكية يتّم تحليلها على شكل حسابي يكشف الأشخاص الذين يمكن الاشتباه بهم. وأثارت هذه التقنية الجديدة بعض الانتقادات، ممن اعتبرها انتهاكاً لحقوق الإنسان، حيث يتمّ استجواب مئات الآلاف من الناس الأبرياء.