في ظل الأنظمة الديمقراطية لا توجد صراعات فئوية أو جهوية أو طائفية أو تمرد يسعى للوصول إلى السلطة باعتبار أن السلطة حق مشروع للجميع وبالإمكان الوصول إليه عن طريق الانتخابات وصندوق الاقتراع. وفي النظام الديمقراطي يوجد مبدأ الحرية وإبداء الرأي مما يعني عدم وجود وزارة للإعلام تسعى إلى الرقابة الصحفية وكبت الرأي وتقييد الحريات وبالتالي لا توجد جمعيات أو رابطات إعلامية للمطالبة بالإفراج عن الصحفيين أو سجناء الرأي. وفي النظام الديمقراطي لا توجد (حراكات)سلمية أو غير سلمية للمطالبة بحقوق المواطنين المهضومة في بعض مناطق الدولة أو محافظاتها.. باعتبار أن مبدأ المساواة والعدل في توزيع الثروة مبدأ من مبادئ الحكم الديمقراطي ..... وفي ظل النظام الديمقراطي لا تستغل وسائل الإعلام العامة لصالح الحزب الحاكم سواء بالإنتخابات أو ما بعد الإنتخابات ... وفي ظل النظام الديمقراطي من المفروض أن لا توجد الإختطافات وووووووووو فما الذي يحصل في اليمن إذن؟ هل هو غياب لمفهوم الديمقراطية وجهل به؟ أعني هل فهم اليمنيون الديمقراطية بشكل خاطئ، فوصلت إليهم كتب وكراريس (مغشوشة ) عن الديمقراطية واستبدلت المفاهيم الحقيقية بها بأخرى تخدم النظام الحاكم؟ أم أن النظام الحاكم استخدم الديمقراطية لذر الرماد على أعين شعبه ومعارضيه؟ تساؤلات حقيقية ينطق بها واقع مرير جعلنا نلعن هذا النوع السياسي من الحكم مرتين مرة حينما نذكر حالنا قبلها ومرة حينما نذكر حالنا بعده. أن تطبيق نظام كهذا في اليمن مثل حال الطبيب الذي يصف علاج الأنسولين بجرعات كبيرة لمرض القلب فمات المريض فلا الطبيب اجاد في وصف العلاج ولا جسد المريض كان مؤهلا لا ستقباله فلم يحتمله قلبه الضعيف فمات .. إن من أولويات الحكم والحاكم هو زرع الأمن في جميع أرجاء البلاد وتحقيق العدل والمساواة تحت أي مسمى فلا تهمنا تسميات نوع الحكم بقدر ما يهمنا أن نعيش وكيف نعيش.. فنحن من حقنا أن ننام لا على أصوات المدافع وصرخات الجياع بل على همسات الحنان وسكون الحياة الناعم .. من حقنا أن نعيش في وطننا وهذا ليس مطلبا كبيرا بين أهلينا وذوينا ونحن نعلم أننا لن نضطر إلى التسول من أجل رغيف الخبز بينما غيرنا يرمي لحوم الضأن فتاتا للكلاب. من حقنا أن نطالب بوظيفة لأبنائنا بدون واسطة ولا رشوة.. وظيفة نسد بها رمق العيش ونأمن بها من كفر الجوع .. فمتى إذن نعيش بلا قلق ولاخوف؟؟ متى تولي زمن الحروب بلارجعة؟ وما هو المطلوب منا كشعب أن نفعله كي نضمن ذلك ونصل إليه؟ ألم يقم بالثورة وبعدها قُتل الثوار وأحرقت جثث البعض منهم في الشوارع؟ ألم يضحي الشعب بالغالي والرخيص من أجلها وها نحن نراها تتهاوى ولا نستطيع فعل شيء حتى نردها إلى مسارها، أم أننا ندفع غرم هذا الوطن فقط ولا نجد منفعة ولا طائل من تضحياتنا؟ تساؤلات مواطن غلب على أمره: هل فعلا من حقنا أن نعيش؟