بدأت عادة القراءة في التبدل عام 2009 مع إدخال الصناعة الالكترونية للكتاب الرقمي، الذي يرجح ان يصبح أحد الهدايا القيمة لاعياد الميلاد. ولكن هل ستكون أعياد الميلاد القادمة بداية لنهاية عصر الورق؟ ما يبدو واضحا ان الكتاب الرقمي قد نجح خلال عام 2009 في تخطى حاجز الاختراعات الواعدة، ليصل الى المناطق التي تعد بتغير لا رجعة فيه مثل شبكة الانترنت والهواتف النقالة. وبعد ان أقامت شبكة "أمازون"، المتخصصة في التسويق عبر شبكة الانترنت، شراكتها مع كتاب "كيندلي" الالكتروني لانشاء نظام حصري مماثل لما يقدمه "آي تيونز" و "آي فون"، أعلنت الشركة في أواخر نوفمبر/تشرين ثان ان منتجها كان الأكثر تحقيقا للمبيعات على موقعها منذ مطلع العام الحالي، بواقع ميبعات يقترب من ثلاثة ملايين نسخة. وارتفعت أسعار أسهم الشركة على أثر تحقيق هذه النتائج في المبيعات الى 135و25 دولار، وتشير التوقعات الى وصول المبيعات الى 13 مليون نسخة. ويتوقع خوان جونثالث، المدير العام لشبكة "جراماتا" الالكترونية، المتخصصة في تسويق الكتاب الرقمي الاسباني ان "يماثل ما حدث في الاعتماد على الجياد والسيارات ما سيحدث في الاعتماد علىالورق والكتاب الرقمي". ولكن قد يكون هناك دافعا الى الحنين، كما نقلت صحيفة "البايس" الاسبانية عن أستاذ التاريخ والادب البلجيكي أنطوان كومباجنون، الذي أكد انه "من الصعب قراءة مطولة ل"الأديب الفرنسي مارسيل" بروست أو "الفيلسوف الالماني" هيجل في كتاب الكتروني"، كما اعتبر ان "الكتاب يمثل أرضا للاستكشاف" يفتقده القارئ في الشاشة. أما أرثر سولزبيرجر، رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لصحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، فيقول "كنا نعرف منذ أكثر من عقد انه سياتي يوم يقدم فيه أحد المنتجات الالكترونية نفس الخدمة التي تقدم لقراء الصحف المطبوعة". بينما أبرز مقال الصحفي روبرت ماك دروم "لا أحد يعرف شيئا، ومعضلات أخرى في عصر الكتاب الالكتروني" ان أعداء الامس أصبحوا أصدقاء اليوم بعد تحالف العديد من الشركات لمواكبة التطور في العالم الكتروني مثلما فعلت شركات صناعة الموسيقى بتحالفها مع "اى تيونز" و "يو تيوب". ويؤكد الخبراء ان العجلة لن تتوقف مع انخفاض سعر كتاب "كيندلي" الالكتروني الى 259 دولار، و موافقة "سوني" و "نووك" على إدخال مزيد من أنواع الملفات، وإتاحة "جوجل" لما يزيد عن ثمانية ملايين كتاب على الانترنت، فضلا عن وجود شبكات "يوربيانا" وإعلان "مارفيل" انها تعتزم طرح كتابها الالكتروني مطلع عام 2010 مقابل 150 دولار. وأكد الخبير بالكتب، الألماني رونالد شيل، انه سيأتي اليوم الذي سيصبح فيه الكتاب الرقمي جزءا من الحياة اليومية، وتوقع ان يصبح 25% من الصناعة رقميا، أمام المميزات العديدة التي يقدمها المنتج الجديد من توفير لتكلفة الطباعة والتوزيع وأيضا فإنه يعتبر صديق للبيئة.