أكدت مصادر حكومية أن شخصيات ديبلوماسية يمنية رفيعة بدأت منذ الأسبوع الماضي تحركات نشطة للوساطة بين زعيمي جمهورية أرض الصومال – غير المعترف بها دولياً – وإقليم "بونتلاند" الذي يتمتع بحكم ذاتي في إطار جمهورية الصومال الفيدرالية، في محاولة للتوفيق بينهما بشأن خلافاتهما الحدودية التي تأججت منذ العام الماضي عقب أول انتخابات برلمانية أجرتها جمهورية أرض الصومال، ونجمت عنها نزعات مسلحة أودت بحياة العشرات من الصوماليين. وأضافت المصادر في تصريح خاص ل"نبأ نيوز": أن صنعاء تسعى في الوقت الحاضر الى استضافة كلا الزعيمين، ظاهر ريالي كاهين – رئيس أرض الصومال ، والجنرال عيدي موسى هيرسي- زعيم بونتلاند في لقاء مباشر يجمع بينهما في صنعاء لم يتم تحديد موعده حتى الآن ، مشيرة الى أن الرئيس كاهين يقوم حالياً بزيارة الى اليمن في إطار مباحثات مع المسئولين اليمنيين ، ويترقب لقاء الرئيس علي عبد الله صالح بعد عودته من جولته الخارجية الى الصين وباكستان، والذي كان تحدث قبل مغادرته صنعاء بأيام مع عيدي موسى – زعيم بونتلاند بخصوص المشاكل الحدودية مع أرض الصومال وسبل حل الخلافات. ونوهت المصادر الى أن الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس أرض الصومال تأتي بناء على دعوة يمنية، وفي أعقاب زيارة وفد صومالي رفيع وصل صنعاء يوم 25 مارس الماضي، وضم سعيد محمد راجي، وزير الثروة السمكية، وعبد الرزاق علي سعيد، وزير التجارة والنقل، وسعيد علي كورشيل، وزير الزراعة والمواشي بولاية بونتلاند في جمهورية الصومال الفيدرالية، والذي أبرمت اليمن خلاله اتفاقيات خاصة بالثروة السمكية، وأجرت مباحثات حول المشكلة الحدودية مع أرض الصومال، وإمكانية تحقيق السلام بين الجانبين. وتأتي جهود الوساطة اليمنية مترجمة لقلق اليمن من أي توترات أو نزاعات مسلحة ضمن إقليمها الجغرافي، والذي ترى فيها خطراً يهدد أمنها القومي ، ويفسح المجال أمام القوى الأجنبية للتدخل بشئون دول المنطقة، وتشكيل تهديداً مباشراً لها؛ وربما كانت اليمن محقة في ذلك خاصة وأن "جنداي فرازر" مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون الأفريقية قالت يوم أمس الأول الخميس أن تحركات الإرهابيين في شرق أفريقيا تشكل هاجساً مخيفاً للإدارة الأمريكية وللقوى الدولية المناوئة للإرهاب، مشيرة الى أن الولاياتالمتحدة تبحث عن "أصدقاء لها في الصومال يساعدونها في حملتها ضد الإرهابيين"، وهو الأمر الذي أثار ريبة خبراء غربيين حذروا في الحال من تحول الصومال الى عراق جديد في المنطقة.