كشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية بصنعاء عن مشاورات تبدأ الأسبوع القادم في أروقة وزارات خارجية دول الاتحاد الأوروبي، للتحضير لعقد إجتماع خاص باليمن أواخر الشهر الجاري، أو مطلع الشهر القادم، لدراسة سلسلة إجراءات "عقابية" يعتزم الاتحاد اتخاذها ضد "الحراك"، بينها إدراجه ضمن "التنظيمات المحظورة" التي تنتهج العنف، و"فرض قيود صارمة" على قياداته، وجهات ارتباطه. وقال المصدر الدبلوماسي ل"نبأ نيوز": أن هذه التحركات تأتي تلبية لدعوة وجهها السيد "جرزي بوزك"- رئيس البرلمان الاوروبي- يوم الأربعاء 6 أكتوبر 2010م، لإتخاذ إجراءات سريعة "لمنع إنهيار دولة اليمن، ومساعدة حكومتها في التصدي للعنف الذي تمارسه القاعدة والانفصاليون في الجنوب"! وأوضح المصدر- الذي فضل عدم كشف هويته: أن "آخر التقارير الاستخبارية التي أطلعنا عليها شركاؤنا الدوليين في مكافحة الارهاب كشفت الغموض حول تزايد نشاط القاعدة في اليمن، وكان هناك مؤشر خطير لحجم التعاون والتنسيق المشترك بين القاعدة والانفصاليين في تنفيذ معظم العمليات الأخيرة"، وأشار إلى أن "الانفصاليين يمنعون الجيش من مطاردة عناصر القاعدة، ويهاجمونه بالاسلحة".. وقال: لقد "صدمنا بأعداد الجنود والشرطة اليمنيين الذين قتلوا في الصدامات مع الانفصاليين"، واصفاً ذلك بأنه "شيء لا يصدق"! وحول طبيعة "الإجراءات العقابية" بحق الحراك التي يعتزمون دراستها، قال: "قبل كل شيء يجب أن نتوافق مع شركائنا على تصنيفه- أي الحراك- كتنظيم أو حركة محظورة، تشكل خطر"، وأضاف: "التصنيف بحد ذاته يترتب عنه التزامات دولية، كمنع أي نوع من التعاملات مع التنظيم أو قادته، وإغلاق مقراته، وتجميد الأرصدة، ومنع التنقل عبر الحدود.. وغير ذلك"، وقال: "شاهدنا صور أولاد وفتيات صغار جداً يحملون سلاح في مظاهرات في الجنوب.. هذا خطير جداً.."
ونوه المصدر الديبلوماسي الأوروبي إلى أن المجتمع الدولي "قلق جداً من حجم العنف سواء من القاعدة أو الانفصاليين"، مؤكداً أن السيد "جرزي بوزك"- رئيس البرلمان الاوروبي- جاد بتحركاته، والتقى مسئولين يمنيين كبار، وتفاهم معهم بخصوص الموقف الاوروبي، متوقعاً أن يقوم مسئول اوروبي بزيارة لبعض دول الخليج للتباحث معهم بشأن نفس الموضوع. جدير بالذكر أن "الحراك" يتخذ من عدد من الدول الاوروبية مقراً لقياداته العليا، كما هو الحال مع المملكة المتحدة وألمانيا والنمسا، والتي ظلت أيضاً منبراً مفتوحاً للتحريض، وغرس ثقافة الكراهية، وإصدار التوجيهات للمليشيات المسلحة بتصفيات لا تنتهي.. وبقدر ما كان ذلك يزعج صنعاء، فإنها من الواضح قد تستغل الحماس الاوروبي، والمبادرة "الفريدة" التي يسعى الاتحاد الاوروبي لإقرارها، فتسعى لإعادة تصفية حساباتها مع بعض تلك القيادات الانفصالية من خلال– ما تقول مصادر مطلعة- أنها تستجمع وثائقها، وترتب أوراقها، لتضع بين ايدي أصدقائها الاوروبيين حججاً دامغة تدين بها خصومها و"تذلهم"!