لا نكتب من فراغ حينما نؤكد أن دعم تنظيم القاعدة في اليمن يتم عبر أجهزة استخباراتية دولية تأتي من الخارج لاستخدامها كورقة للضغط على الحكومات، وتهديدها بفوضى أمنية، وتنفيذ خطط إقليمية دولية لا تتوقف عند حدود اليمن. ولا شك اننا إزاء رغبة أميركية قوية في افقاد اليمن سيادتها وفي إيجاد كماشة على الجزيرة والخليج من البوابة الشرقية "العراق" والبوابة الجنوبية "اليمن"، وهنا فقط تكون القبضة الحديدية، قد اكتملت. هناك حديث امريكي طوال الوقت عن اليمن وعجزه عن مواجهة ومكافحة الارهاب المتمثل في القاعدة، ولا اشك ان حرب الحوثيين كانت خلفها امريكا بدعم ايراني من اجل زعزعة الامن في بلد مهم من الناحية الجغرافية فهي تتحكم في باب المندب. ان التهويل الكبير واتهام اليمن دائما من جانب امريكا بالضعف والعجز واخرها الطرود المشبوهة التي جعلت رئيس اكبر دوله في العالم يخرج علينا ليصرح بهذه التصريحات لاشك ان خلفها اهداف خفية. وهو ما دفع فخامة الاخ رئيس الجمهورية للخروج في مؤتمر صحفي ليعلن ان اليمن لديها الاراده السياسية لمكافحة الارهاب بل انها تحاربه وتدفع ثمن محاربتة خيرة من جنودها وقواتها. ورفض في هذا المؤتمر فخامة الرئيس علنا التدخل الخارجي في شؤون اليمن، وقال نحن لا نريد ولن نسمح لاحد بان يتدخل في الشان اليمني.. ونحن كشعب يمني غيور ومحب لتراب وطنه وقيادته سنكون جميعا فداء لارضنا وقيادتنا ووحدتنا الوطنية ولن نسمح باي تدخل في بلدنا مهما كلفنا الامر.. ولكن اقول لكافة الدول العربية ان امريكا تحاول التدخل في اليمن تحت مسمى الحرب على الارهاب كما حدث في مستنقع العراق وافعانستان.. وبلاشك ان الادارات الامريكية المتتابعة اودت بحياة المئات من الالاف من الارواح في مختلف انحاء العالم خاصة العراق وافغانستان وبالتالي لن يهمها الدخول في اليمن والخروج منه منتصرة او منهزمة او وجود غطاء اومعارضة عربية او دولية لدخول اليمن بعكس حالة العراق بقدر ما يهمها تدمير اليمن بواسطة مرتزقة الجيش الامريكي لتتحكم في باب المندب وتحكم قماشتها على المنطقة وتضعف الجهة الشرقية لسودان في وقت واحد على اعتبار ان اليمن يملك موقعا استراتيجيا وعسكريا وجغرافيا هاما ويشرف على مضيق بحري هام جدا هو باب المندب، ويهم امريكا ان يكون لها تواجد في الوقت الحالي بالذات لتكون بجوار السودان لانه اقرب جدا من باب المندب. اعلم ان الجميع يراهن على ان طبيعة اليمن وعرة وقاسية ولكن للاسف الامريكان لا يهمهم ذلك وافغانستان خير دليل على ذلك لان الامريكان لا ينزلون الارض لحرب عصابات وشوارع يضربون من الجو باطنان من القنابل العنقودية وكل الاسلحة الحديثة. أن ثمة متغيراً باسم مكافحة الإرهاب القاعدة واحترام الأقليات التمرد الحوثي يتشكل ببعد فارسي صهيوأميركي يجعل اليمن هي رأس الحربة في النيل من الجزيرة والخليج والسودان.
وما لم يحدث توافق بين دول المنطقة والعرب لكبح جماح هذا المخطط الاستعماري السيء فإن قابلية تموضع الجيش الاميركي ليست ببعيد وأن هذا التموضع سيشكل الحماية القوية للأطماع الصهيوفارسية الأميركية، ولكن ليس قبل إدخال دول المنطقة بدءاًً من اليمن في صراعات مريرة تنهك من خلاله الأنظمة وتحدث شرخاً في النسيج الإجتماعي باسم الحقوق والحريات. فهل اصبح بمقدورنا فهم أبعاد القادم وهو ينتقل إلى الأرض اليمنية ليغلق منافذ الدفاع عن النفس والقدرة على المواجهة...!!