ناشدت جدة مطلوبين أمنيين اثنين، أحدهما مدرج في قائمة ال85 والآخر في قائمة ال47، حفيديها بالعودة إلى جادة الصواب وتسليم نفسيهما للجهات الأمنية، أسوة بمطلوبين أمنيا سلما نفسيهما واستفادا من الإيجابيات التي نبتت عن تلك الخطوة. وكشفت جدة المطلوبين عبد الإله مصطفى الشهري، وعبد المجيد فيصل الشهري في اتصال هاتفي مع «عكاظ»: أن حفيدها عبد المجيد الذي ورد اسمه في القائمة الأخيرة اختفى عن أنظار أسرته المقيمة في حي «النسيم» شرقي مدينة الرياض منذ حج العام قبل الماضي، وأنه لم يهاتف أسرته منذ ذلك الحين، وكان تغيبه على نحو مفاجئ إلى أن ذكر اسمه في قائمة ال47. وبحسب المعلومات فإن وفاء الشهري «أم هاجر الأزدي» عمة عبد المجيد وزوجة الرجل الثاني في ما يسمى قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري، كان لها دور كبير في التأثير على ابن أخيها واستقطابه، ثم تسلله إلى الأراضي اليمنية منخرطا في التنظيم الجانح، مثلما كان لها دور في التأثير على شقيقها يوسف الشهري الذي قتل في اشتباك مسلح مع رجال الأمن عند نقطة تفتيش «حمراء الدرب» في جازان العام الماضي، وابن شقيقها المطلوب عبد الإله الشهري المدرج في قائمة ال85 التي أعلنتها وزارة الداخلية في الثاني من فبراير عام 2009م. وظلت وفاء الشهري على تواصل مع المطلوب عبد المجيد طيلة الأشهر التي سبقت اختفاءه، وكانت تحثه على المجيء إلى اليمن تسللا، والانضمام لعناصر التنظيم الضال، لا سيما أن ابن عمه عبد الإله المدرج في قائمة ال85 والموجود في اليمن كان قريبا جدا لعبد المجيد، إذ إنهما في نفس مستوى الفئة العمرية، فضلا عن صلة القرابة. وكان المطلوب في قائمة ال47 عبد المجيد الشهري تحدث مع «عكاظ» مرارا كاشفا عن اتصالات متكررة كان يتلقاها من ابن عمه المطلوب عبد الإله، وأن الأخير كان يمازحه في اتصال هاتفي مدته 40 دقيقة قائلا إنه دخل في معسكر تدريب تابع للقاعدة في اليمن، وإن وزنه تجاوز ال60 كيلو ما يؤهله لطرحه أرضا لو تواجها متغلبا عليه. ويشي سياق الأحداث بأن المطلوب عبد المجيد الشهري استطاع بلوغ عمته وفاء الشهري، وابن عمه عبد الإله في مكان ما داخل الأراضي اليمنية لا تعرفه السلطات الأمنية هناك، فضلا عن انخراطه في معسكر للتنظيم الإرهابي، كما يحدث لعناصر القاعدة الذين تسللوا لليمن. هذا وتواجه اليمن مشكلة المد الارهابي لعناصر القاعدة السعوديين الذين كلما قضت على فوج منهم حج إليها فوج جديد.. في نفس الوقت الذي يتنامى القلق لدى المراقبين من السعوديين(العائدين من العراق)، وأعدادهم هائلة، ويخشى تسلل مجاميع منهم الى اليمن، خاصة وأنهم لم يعودوا بلدهم تائبين وإنما فارين من الحملات الأمنية، ولكن بعد أن اكتسبوا خبرات احترافية في صناعة الارهاب باتت تثير مخاوف المراقبين من إمكانية إعادة تجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية سواء داخل المملكة أم في دول مجاورة، خاصة وأن الكثير منهم ظلوا يحملون الفكر الجهادي المتطرف.