فتح خبر نشر دار «بينغوين» كتابا لفكتوريا بيكهام، عضو فريق سبايس غيرلز سابقا، وزوجة لاعب الكرة البريطاني، ديفيد بكهام، الباب لمناقشة ما إذا كانت الكتب الخاصة بتعليم أصول الموضة ووضع الماكياج مفيدة فعلا وتساعد على دخول بعض النساء عالم الأناقة ولو من باب النظريات، أم انه مجرد خدعة تجارية اخرى مثل أشرطة فيديو التمارين الرياضية، التي اجتاحت السوق في السنوات الماضية؟ ما زاد من سخونة هذه المناقشات ان فكتوريا اعترفت لمجلة اسبانية انها لم تقرأ كتابا في حياتها، وإن كانت لاحقا صححت هذه المعلومة بقولها انها لم تكمل كتابا، فهي تباشر بالقراءة، لكن ظروفها الشخصية ومتطلبات حياتها، إلى جانب عدم تركيزها، تنسيها ان تكمله. وهذا يطرح السؤال: كيف إذن يمكنها ان تؤلف كتابا تنتظر منا ان نقرأه من البداية إلى النهاية من دون ان نفقد اهتمامنا وتركيزنا؟ الجواب ببساطة هو أن هادلي فريمان، الكاتب الفعلي، صحافي متخصص في شؤون الموضة وحائز عدة جوائز في هذا المجال، كما يعمل حاليا في صحافية «الغارديان» البريطانية، ويتعاون مع مجلة «فوغ»، وهذا يبشر ان اسلوبه سيكون مقروءا ومشوقا، فضلا عن ان الموضوع يتعلق بالعناية بالجمال وأسرار التسوق، وكيف يمكن للمرأة ان تجلب الأنظار في كل المناسبات والظروف، وهو الأمر الذي تفهمه فكتوريا جيدا وتتقنه أكثر من العديد من النساء اللواتي قرأن أمهات الكتب، وهذا ما ستلخصه لنا في كتابها That Extra Half an Inch فكرة ان نتعلم من كتاب كيف نختار الألوان التي تتناغم مع بشرتنا، والتصاميم التي تتناسب مع مقاييسنا والأقمشة التي تجعلنا نبدو أنحف أو أسمن، قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، وفيها بعض الاستسهال، لكن الحقيقة هي اننا يمكن ان نتعلم منها الكثير إذا كانت لدينا فعلا رغبة في ذلك. نحن على الأقل سنتعرف على بعض البديهيات التي غابت عنا لسبب أو لآخر من دون التعرض لانتقادات أو تعليقات جارحة من صديقة أو تلميحات مبطنة من خبيرة. هذا عدا اننا يمكن ان نغربل الكثير من هذه المعلومات ونجربها على مهلنا إلى ان نتوصل إلى معادلة ترضينا. ومهم جدا أن لا نحذو هنا حذو فكتوريا بيكهام، ونقرأ الكتاب من البداية إلى النهاية حتى وإن كانت بعض هذه النصائح خاصة بنساء بمقاييس مختلفة تماما عن مقاييسنا، لأنها، بالرغم من هذا الاختلاف، ستعطينا فكرة غير مباشرة عما يمكن تجنبه، خصوصا أننا في الكثير من الأحيان نتعلم من أخطاء الآخرين لأنها تكون أكثر وضوحا بالنسبة لنا. المشكلة في هذه الكتب، والتي قد تواجهها بعض المبتدئات خصوصا، ان معظمها مؤلف من قبل نساء جربن واختبرن الكثير من الموجات والصرعات وأصبحن اكثر جرأة في اختياراتهن وإلماما بكل الأسرار إلى درجة انهن ينسين أن المرأة المبتدئة قد لا تحتاج إلى اسرارهن بقدر ما تحتاج إلى خط البداية، أي تريد التعرف على الأبجديات والخطوات الأولية، التي مروا بها منذ عشر سنوات. من الكتب المطروحة في الغرب، كتاب «ما تلبسه يمكن ان يغير حياتك» What You Wear Can Change Your Life للثنائي التلفزيوني المشهور، تريني وسوزانا، اللتين شاركتا في برامج لأوبرا وينفري، وقدمتا برامج خاصة بهما على قناة البي.بي.سي، وفيه تركزان على عيوبهما الخاصة ومكامن الجمال لديهما وتجاربهما الشخصية، لكنه لحسن الحظ، يعطي ايضا فكرة شاملة وواقعية جدا تساعد أي واحدة على تعلم كيفية إخفاء تلك الأجزاء التي تزعجنا بإبراز الأجزاء التي نحن راضيات عنها، مع تسليطهما الضوء على خدع كثيرة لخلق التوازن المطلوب. المشكلة هنا أيضا ان تريني وسوزانا مخضرمتان في هذا المجال، واكتسبتا أسلوبا خاصا جدا قد يروق مشاهدته عليهما، لكنه لا يعني انه يناسب كل قارئة. أكبر مثال على ذلك ميلهما الشديد إلى ارتداء فساتين تلامس الركبة مع بنطلونات طويلة، وهو المظهر الذي يصعب على كل امرأة ان تتقنه لأنه أسلوب خاص جدا يعكس شخصيتهما أكثر، إضافة إلى انه يحتاج إلى طول فارع. من الكتب السهلة والمتعاطفة مع النساء ايضا «هل هذا يجعلني أبدو بدينة؟» Does This Make Me Look Fat? من تأليف ليا فيلدون، فهو مبسط بشكل كبير برسوماته الموجة للمرأة المبتدئة، بقواعده الاساسية عن كيفية «بناء» خزانة كلاسيكية تشمل اللون الاسود واختيار الخطوط العمودية لإعطاء الانطباع بالرشاقة بإخفاء العيوب أكثر من لفت الانتباه إلى مفاتن الجسم. الجميل في الكتاب انه لا يخيف. فالأناقة رغم انها بالنسبة للبعض منا فطرية مثلما هو الحال بالنسبة لأودري هيبورن أو جاكلين كينيدي، إلا انها يمكن ان تنمى وتطور بالخبرة وعندما توجد هناك رغبة قوية لذلك، وهذا ما يؤكده الكتاب. الملاحظ ان ظاهرة كتب الاناقة والموضة ليست خاصة بالغرب، ففي عالمنا العربي ايضا كتب تصب في هذا المجال نذكر منها كتاب «شيك» لمؤلفته هادية سنو، الذي لخصت فيه للقراء تجاربها، بشرحها تاريخ التزيين والموضة وتطورها وأبرز الحقبات التي مرت بها، من ال«هبيبيز» إلى ال «يابيز»، إضافة الى طرح اسئلة تخامر بال كل واحدة منا بشكل يومي تقريبا: ماذا نرتدي في مناسبة معينة؟ وأي الألوان أو التصاميم تناسبني؟ وغيرها، وهذا ما تحاول سنو في كتابها ان تجيب عنه. الشرق الأوسط