ذكرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، أمس، أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت لأعلى مستوى على الإطلاق في شباط (فبراير)، محذرة من أن الارتفاعات المفاجئة في أسعار النفط بفعل التوترات في الشرق الأوسط ستؤثر على أسواق الحبوب المتقلبة بالفعل. وهبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي وخام القياس الأوروبي مزيج نفط برنت أمس، في حركة تعامل متقلبة بعد أن قالت فنزويلا إن ليبيا قبلت اقتراحا لقيام لجنة دولية بجهد للتوصل إلى حل من خلال التفاوض للازمة. وكان الخام الأمريكي وبرنت تعرضا لضغوط في وقت سابق حينما قالت الجامعة العربية إنه يجري دراسة الاقتراح. وهبطت عقود خام برنت لتسليم نيسان (أبريل) 1.78 دولار إلى 114.57 دولار للبرميل. وفي بورصة نايمكس في نيويورك هبط سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف لتسليم نيسان (أبريل) 0.60 دولار إلى 101.63 دولار للبرميل، بعد أن جرى تداوله في نطاق من 100.37 دولار إلى 102.94 دولار. ويعد ارتفاع أسعار الغذاء من بواعث القلق المتنامية والتي كانت من بين الأسباب التي أشعلت احتجاجات أطاحت برئيسي تونس ومصر في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) وهو ما أثار بدوره توترات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الجزائر إلى اليمن. وسجل مؤشر الفاو لأسعار الغذاء في شباط (فبراير) أعلى مستوى على الإطلاق للشهر الثاني على التوالي متجاوزا الذروة التي بلغها في عام 2008 حينما أثار ارتفاع أسعار الغذاء أعمال شغب في دول عدة. وقال ديفيد هالام، مدير قسم التجارة والأسواق في "الفاو": إنه قد يكون للمزيد من الصعود في أسعار النفط تأثير على أسواق الغذاء التي شهدت ارتفاعا قياسيا في أسعار القمح الأمريكي بنسبة 60 في المائة في العام حتى آذار (مارس). وأضاف في بيان: "الارتفاعات المفاجئة في أسعار النفط قد تفاقم حالة هشة بالفعل في أسواق الغذاء". وسجل المؤشر الذي ارتفع للشهر الثامن على التوالي 236 نقطة في شباط (فبراير) وهو مستوى قياسي بالمعايير الحقيقية والاسمية مرتفعا 2.2 في المائة عن مستواه في كانون الثاني (يناير)، ويقيس المؤشر التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر. وقالت "الفاو" في بيان: إنها تتوقع تراجع التوازن العالمي بين العرض والطلب على الحبوب في 2010 - 2011. وأضافت: "في مواجهة تزايد الطلب وتراجع الإنتاج العالمي من الحبوب في 2010 من المتوقع أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بشدة هذا العام بسبب تراجع مخزونات القمح والحبوب الخشنة". كما توقعت "الفاو" ارتفاع إنتاج القمح العالمي بنحو 3 في المائة في 2011. ورجَّح اقتصادي في منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، أن تظل أسعار الغذاء العالمية قرب ارتفاعاتها القياسية التي بلغتها في شباط (فبراير) إلى أن تتضح حالة المحاصيل الجديدة. وقال عبد الرضا عباسيان: "حتى نعرف حالة المحاصيل الجديدة وهو ما يعني الانتظار حتى نيسان (أبريل) على الأقل، فإننا لا نتوقع أي تصحيح رئيس في هذه الأسعار المرتفعة، بل نتوقع المزيد من التقلب في الوقت الراهن مع ارتفاع أسعار النفط". وعزا عباسيان ارتفاع أسعار الغذاء العالمية إلى مستويات قياسية في شباط (فبراير) والذي أعلن عنه في وقت سابق إلى عوامل خارجية مثل النفط والعملات والاضطرابات السياسية. وقال: "إن تكوين مخزونات من جانب بعض الدول الرئيسة المستوردة للحبوب التي تسعى إلى تجنب التوترات السياسية يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين والتقلبات في الأسواق".